مخيم اليرموك.. أحد رموز المحنة السورية

دوما - سوريا
دوما - سوريا Copyright رويترز
بقلم:  Euronews مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

مخيم اليرموك.. أحد رموز المحنة السورية

اعلان

إثر البؤس والحصار والتجويع، من قبل النظام السوري وحلفائه، ولاحقا، سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" عليه، ها هو مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين (جنوب دمشق) يواجه محنة أخرى، تتمثل في القصف العنيف للنظام على أحيائه، ليل نهار، منذ أربعة أيام.

اليرموك، أكبر المخيمات الفلسطينية، والملقب بـ"عاصمة الشتات"، كان يعيش فيه نحو 170 ألف شخص، من فلسطينيين وسوريين، قبل أن تجبر الحرب غالبيتهم على مغادرته، ابتداء من عام 2012.

حملة عسكرية هي الأعنف

اليوم، وبعد سيطرته على الغوطة الشرقية، أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق لسنوات، أطلق النظام السوري حملة عسكرية هي الأعنف على المخيم، لضمان استعادة أمن العاصمة ومحيطها.

العملية العسكرية تتضمن، إلى جانب اليرموك، كلا من الحجر الأسود والقدم والتضامن، وهي الأحياء التي يتواجد فيها تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكنها تأوي مدنيين لم يتمكنو من المغادرة بسبب الحصار.

من جانبه، يقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان أعداد مقاتلي التنظيم في تلك الأحياء بأكثر من ألف، ويقول إن عمليات الجيش السوري تُدار بدعم من مستشارين روس، وبمشاركة مئات العناصر الفلسطينية الموالية لدمشق، وهي نفسها العناصر التي شاركت بحصار المخيم.

كما يقول المرصد إن عشرات قتلوا من الطرفين خلال المعارك، التي بدأت الخميس، وتقدر أعداد القتلى بنحو 52 من العناصر الموالية للنظام السوري، و35 من التنظيم.

فيما نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا، قال إنها لجثث عناصر من الجيش السوري وقد قُطعت رؤوسهم.

ويبدو أن معركة جنوب دمشق الحالية ستنتهي مع مزيد من الدمار في الخيم، الذي شهد على معاناة طويلة طوال سنوات الحرب السورية.

اليرموك معنى آخر "للا إنسانية"

يمتد اليرموك على مساحة ثلاثة كيلومترات مربعة، وتطور على مدى عقود ليصبح منطقة سكنية بكثافة عالية، وأحد أهم المناطق التجارية في سوريا، على رغم ذلك، احتفظ بتسمية "مخيم" على الدوام.

وبعد أن كان يأوي عشرات الآلاف، بقي فيه اليوم حوالي ستة آلاف شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، فيما تتحدث عن فرار 140 ألف فلسطيني وآلاف السوريين.

وفي أيلول/سبتمبر 2012، شهد المخيم معارك بين فصائل معارضة وقوات النظام، وانقسمت المجموعات الفلسطينية بينهما. ونهاية العام نفسه، قصف النظام السوري المخيم جويا، ما أدى إلى موجة نزوح ضخمة.

إثر تلك ، سيطرت فصائل معارضة على المخيم، وفرضت قوات النظام وحلفائه حصارا عليه، أدى إلى أزمة إنسانية حادة طالت آلاف المتبقين فيه، وجرى تداول صورا وتقارير حول أطفال يأكلون الورق وعائلات تعيش على أكل الحيوانات، فضلاً عن تفشي مرض التيفوئيد.

وفي كانون الأول/يناير العام 2014، انتشرت صورة نشرتها الأمم المتحدة، تظهر حشودا كبيرة تخرج سيرا على الأقدام بين الأبنية المدمرة بانتظار الحصول على المساعدات، ولا تزال تعتبر من أكثر الصور تعبيراً عن مآسي المدنيين في النزاع.

وتعليقا على الصورة، آنذاك، قال كريس غانيس، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين، "أونروا": "اليرموك كلمة جديدة تضاف إلى قاموس لا إنسانية الإنسان تجاه إخيه (الإنسان)".

نزوح آخر

وفي العام 2015 هاجم تنظيم "الدولة الإسلامية" المخيم، وطرد الفصائل المعارضة وأحكم سيطرته على الجزء الأكبر منه، فيما سيطرت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) على أجزاء أخرى، وأدى دخول التنظيم المتطرف الى موجة نزوح جديدة، وفرّ السكان بشكل أساسي إلى بلدات قريبة في جنوب دمشق، منها يلدا وببيلا.

وأبدت المنظمة الدولية في بيان الأسبوع الماضي "قلقها الشديد إزاء مصير المدنيين"، مع استمرار "القصف وإطلاق قذائف الهاون والاشتباكات العنيفة داخل المخيم وفي محيطه".

كما نشرت بيانا جاء فيه: "الوضع الإنساني في اليرموك صعب جدا منذ فترة طويلة ولا يزال يتدهور سريعا".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مؤتمر دعم سوريا ببروكسل يطمح لجمع أكثر من 6 مليارات دولار

ماكرون يحذر ترامب من سيطرة إيران على سوريا حال انسحاب الولايات المتحدة

سوريا: مقتل خمسة مدنيين من عائلة واحدة في ضربة جوية روسية