من يقف خلف قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟

من يقف خلف قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

صدق من قال من يدفع يرسم سياسة ومن يدفع يضغط باستثناء العرب يدفعون أكثر من غيرهم ولا يحصدون إلا الخيبات

اعلان

عشرة أيام قبل اتخاذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، زار الملياردير اليهودي الأميركي شيلدون أدلسون برج ترامب الشهير "ترامب تاور" بمدينة نيويورك لاجتماع مغلق خاص.

ووفقا لصحيفة** نيويورك تايمز** فإن ادلسون الملياردير وصاحب الكازينوهات والمغدق على الجمهوريين من جيبه وصل إلى عشرين مليون دولار للجنة العمل السياسي التي دعمت حملة ترامب الانتخابية، وجلس إلى جانب صديق قديم مورتن كلين وهو رئيس المنظمة الصهيونية في أميركا ومن المتشددين الصقور في دعم إسرائيل للحديث عن ان نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس يعد اولوية ريسية.

وتصف الصحيفة الشهيرة كيف علت الفرحة محيا أدلسون صديق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والداعم له ماليا.

ادلسون وكلين انتظرا قرابة عام منذ وصول ترامب الى البيت الأبيض، إلى ان جاء اليوم الموعود بالنسية لمن يسمون أنفسهم بشعب الله المختار، عندما وقف ترامب وخلفه صورة لجورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة، للاعلان رسميا الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية، ويضع خطة لنقل سفارته إلى مدينة احتل شطرها الشرقي عام 1967 ووفقا لكل القوانين الدولية والاعراف الدبلوماسية متنازع عليها.

**كيف ينظر ترامب للقدس؟
**

**
**

مكانة القدس ووضعها بالنسبة لترامب هي حتمية سياسية اكثر من معضلة دبلوماسية، تجسدت في الإنجيليين المؤيدين بقضهم وقضيضهم لإسرائيل والملياردير أدلسون صاحب جريدة "يسرائيل هيوم" العبرية والصادرة في إسرائيل، وبين زعماء عرب يرون في قراره تعريضا لمبادرته للسلام ولحل الصراع.

وتضيف الصحيفة أن ترامب كان تحت ضغط ممثلي الجماعات المسيحية الإنجيلية ويسمون بالمسيحيين الاصوليين، والمعروفة بدعمها غير المحدود لاسرائيل

قبل إعلان ترامب الاربعاء، أجرى البيت الأبيض اتصالين هاتفيين مع زعيمين مسيحيين لإبلاغهما بالقرار، أولهما حليف ترامب القوي رالف ريد مؤسس تحالف الحرية والإيمان، وثانيهما مايك إيفانس المسيحي الصهيوني.

بالنسبة لترامب كان يلعب لعبة مألفوفة له، وهو يتقن التمرد السياسي في تحدي السياسة الخارجية من نواحي عقدية نيابة عن الذين انتخبوه.

**حين يمتزج المال بالسلطة السياسية والدين
**

السيد إدلسون والداعمون لاسرائيل أعربوا عن إحباطهم وخيبة املهم من تأخر إدراة ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولم يقبلوا بما كان يردده جيرد كوشنر من التروي قليلا لحين إرساء تحالفات قوية واستراتيجية مع الحلفاء العرب بالمنطقة.

Φωτογραφία Anadolu Agency

بدأ إدلسون يلح ويضغط على ترامب في هذه القضية، في تشرين الاول أكتوبر الماضي، خلال مأدبة عشاء بالبيت الأبيض جمعت أيضا زوجته مريام، وصهر ترامب اليهودي كوشنر، والمستشار الاستراتيجي السابق لترامب، ستيف بانون.

يعرف عن إدلسون إنفاقه الملايين من جيبه الخاص ومن ثروته الطائلة التي يجنيها من الكازينوهات دفعت للحزب الجمهوري لتمرير خطهم السياسي المتطرف.

ترامب خلال حملته الانتخابية طلب ماساعدات مالية من إدلسون، حتى جاء شهر مارس آذار2016 حيث سعى ترامب لتوثيق علاقاته مع أصحاب المال من اليهود والمسيحيين الاصوليين، وانبرى امام لجنة الشؤون العامة الاسرائيلية الأميركية "إيباك" يدافع عن الدولة العبرية وقطع وعدا بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، العاصمة الأبدية للشعب اليهودي بحسب وصفه، خطاب رنان اقنع بكلامه ادلسون حصل على عشرين مليون دولار للجنة المعنية بحملته الانتخابية، اضافة الى مليون ونصف المليون دولار دفعت للجنة التي نظمت مؤتمر الحزب الجمهوري.

Φωτογραφία Anadolu Agency

لم يترك أدلسون ترامب بعد انتخابه، وانتظم معه في لقاءات واتصالات هاتفية، وزيارات الى البيت الأبيض، واستخدم نفوذه ودخوله على الرئيس في ملف نقل السفارة لكنه لم يكن العامل المؤثر الوحيد في قرار ترامب.

عامل مهم ثان هو ممثلو جماعات الكنيسة الانجيلية، التي ضغطت على ترامب خلال حملته وأوضحت ما لا يدع مجالا للشك ان نقل السفارة هو اولوية اولى.

نيويورك تاميز تنقل عن رئيس مجلس أبحاث العائلة توني بيركنز، قال خلال اجتماع مع ترامب ان من وصفهم بالمؤمنين بالكتاب المقدس والأنجيليين يرون علاقة مميزة خاصة تربطهم مع اسرائيل.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ... المآل والأخطار

فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حملة بايدن الانتخابية

"ارجعوا إلى المسيحية"! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصاره لشراء الكتاب المقدس مقابل 60 دولاراً