بروفايل: رشيد مضران..الوزير الذي لا تنصت إليه بلجيكا

بروفايل: رشيد مضران..الوزير الذي لا تنصت إليه بلجيكا
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

سألنا رشيد مضران وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفدرالية الوالونية-بروكسل، كيف يستطيع ابن مهاجر من أصول مغربية أن يمثل نموذجا يبعث على الأمل للشباب من المهاجرين الذي يعيشون ببلجكيا وبخاصة اولئك الذين دبّ إليهم الإحباط بسبب ما يقول بعضهم إنهم عرضة للتهميش و التمييز ضدهم.

بروفايل_.._زاوية بموقع يورونيوز-عربية، تسلط الضوء على شخصيات عربية أو مسلمة أو غيرها وتقيم بأوروبا و بشكل خاص ببلجيكا. عبر هذا الركن نحاول كشف ما يحدثه أفراد الجاليات الأجنبية من تأثير بأوروبا سواء على الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها. هذه الزاوية تهتم أيضا بالهيئات والمؤسسات أو المراكز ومنظمات المجتمع المدني التي تعنى بالشؤون العربية او ما يتعلق بالشرق الأوسط وكيف تسهم برؤاها و تطلعاتها في أن تكون قيمة مضافة في أوروبا عبر الاهتمام بالجوانب الإيجابية لما يمكن أن تقدمه الجاليات المقيمة ببلجيكا للمجتمع الأوروبي.

اعلان

عيسى بوقانون-يورونيوز-بروكسل

نستضيف اليوم.رشيد مضران وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفدرالية الوالونية-بروكسل

سألنا رشيد مضران وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفدرالية الوالونية-بروكسل، كيف يستطيع ابن مهاجر من أصول مغربية أن يمثل نموذجا يبعث على الأمل للشباب من المهاجرين الذي يعيشون ببلجكيا وبخاصة اولئك الذين دبّ إليهم الإحباط بسبب ما يقول بعضهم إنهم عرضة للتهميش

والتمييز ضدهم.

Aissa BOUKANOUN
رشيد مضران وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفدرالية الوالونية-بروكسلAissa BOUKANOUN

فقال لنا رشيد مضران وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفدرالية الوالونية-بروكسل

"بلجيكا أعطتني كل شيء، وحين دخلت معترك السياسة كان طموحي هو أن أقدم لها شيئا اعترافا بالجميل.لقد استقبلت بلجيكا والديّ قبل ما يقارب نصف قرن، وقدمت لوالدي كل الوسائل من أجل تربية أبنائهما، ومنح فرصة تعليمنا وعلاجنا.

لقد استفاد البلد أيضا من قدرات أبائنا. يتعلق الأمر بجيل من المهاجرين ممن استقدموا في إطار اتفاقيات شراكة وتعاون ما بين المغرب و بلجيكا وأسهموا في نهضة البلاد حاليا.

هؤلاء الآباء كان لديهم أطفال وعندما وصلوا هنا ما كان من مشاريعهم أن يظلوا هنا. لكنهم بقوا هنا فكبر أبناؤهم، وتعلموا وبعضهم أنجب أولادا وأصبح لديهم أحفاد. أتحدث هنا عن الجيل الثالث أو الرابع من المهاجرين.فلقد أصبحنا نموذجا إيجابيا بطبيعة الحال، يمكن أن يساعد شبابا نجدهم في بعض الأحيان لا يدركون حتى كيف يقيمون مشاريع في الحياة.

رشيد مضران :"أنا مدين لبلجيكا ما قدمته لي من أجل أن أصل إلى ما وصلت إليه اليوم"

"لكن الشيء المؤكد هو أن الأمور لم تكن سهلة، ولم يكن النجاح أمرا ينسحب على الجميع. لكن لكل فرد مساره الخاص الذي قرر انتهاجه كرؤية في الحياة. فكانت ثمة لقاءات، وأنا مدين جدا للمدرسة ولأساتذتي ممن علموني حيث كانت لديهم ثقة في شخصي، وقدموا لي يد العون حين مررت بظروف عصيبة. ثم إنني مدين لوالدي ذلك أنه كانت لديهما مشاريع لأبنائهما.

لقد كان حلم والديّ و بخاصة والدي هو أن ننجح في الدراسة، لأنه بنظر والدي، الدراسة تعتبر جواز السفر صوب الحرية. لكن ندرك جدلا أن هذا الجواز لا يضمن الحصول على وظيفة بين عشية و ضحاها اليوم .الظروف أصبحت عصيبة للغاية. فقد ضربت الأزمة قطاع الصناعة في أوروبا.

الشيء المؤكد هو أنه ليس مستحيلا عندما نكون ابنا لعامل بأجر يومي، و أميّ وفضلا عن ذلك من أصول عربية ومسلمة أن نملك القدرة من أجل بناء مشروع حياة في بلد كما هو الحال في بلجيكا. أنا مدين لبلجيكا ما قدمته لي من أجل أن أصل إلى ما وصلت إليه اليوم".

يورونيوز-سألنا الوزير مضران إذا ما كان ينصت إليه لدى الحكومة الفديرالية حين يحدث أعضاءها عن الجانب الإيجابي للهجرة؟

رشيد مضران وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفدرالية الوالونية-بروكسل

"أعتقد أن من هم في هرم السلطة اليوم، لا يعرفون من الهجرة سوى ما يتعلق منها بالمشاكل، فرؤيتهم تشبه تلك التي اعتمدتها استراليا، فهم يريدون

وبشكل حصري هجرة قائمة على أساس انتقائي. لديهم رؤية سلبية للهجرة. إن بلجيكا تعرف لأول مرة وصول حزب إلى قمة السلطة، حزب أغلبية ذي اتجاه شعبوي يدافع عن الأسس القومية، حزب يميني وإلى أبعد الدرجات ولا أقول حزبا يمينيا متطرفا.

و بالتالي فإن للحزب رؤية للعالم تعتمد على المنحى الليبرالي واعتماد ليبرالية جديدة، حيث يتحول فيها الإنسان إلى حد ما إلى عنصر ليس بذي شأن كبير. فنحن في اتجاه غير متناسق، فما يدافع عنه حزب التحالف الفلمنكي الجديد يختلف عما ندعو إليه نحن. لقد وصل بهم الأمر إلى حد المراوغة بشأن المادة الثالثة من ميثاق حقوق الإنسان. فهم اليوم قاب قوسين أو أدنى من الوقوع في اتخاذ إجراءات منافية للديمقراطية. فهم في وضع يشعرون فيه بالارتياح لتنفيذ مشاريعهم ولقد لاحظنا أصداء ذلك تماما في المجرو إيطاليا و في دول أوروبية أخرى".

رشيد مضران :"تحولت مسألة الهجرة اليوم إلى شماعة تستخدم وسيلة وبخاصة عند اقتراب مواعيد الانتخابات"

اعلان

"الخطاب الشعبوي أصبح يسيطر على أرض الواقع، لأن الهجرة و مسألة اللاجئين تم استخدامهما كوسيلة مثيرة للقلق. يتعلق الأمر بأحزاب تتبنى خطابات تعتمد على إثارة القلق لدى العامة و تخويفها حتى تبرر اتخاذ إجراءات أمنية و سلطوية. فجوابهم الوحيد اليوم لأزمة اللاجئين إنما يعتمد على سياسة إبعاد اللاجئين نحو مواطنهم الأصلية. وبهذا فهم يمحون بجرة قلم كل الجهود التي بذلت في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. يحذوني قلق كبير فعلا لما آلت إليه الأمور ببلجيكا، كما إنني قلق لصعود تلك الاحزاب التي تتبنى خطابات شعبوية في أنحاء أوروبا برمتها. وقد تحولت مسألة الهجرة اليوم إلى شماعة تستخدم وسيلة وبخاصة عند اقتراب مواعيد الانتخابات. فما يدفع أولئك لتبني هكذا خطابات إنما يرجع إلى الرغبة في كسب أصوات أثناء الانتخابات. وهم بذلك يحفزون سياسة الانكفاء على الذات و الانطواء داخل المجتمع. أوروبا اليوم يستوطنها الخوف وتعتوره الشكوك من المستقبل. في حين أنها بذلت جهودا في تكوين جيل ما، قامت باستقدامه ..هذا الجيل أصبح لديه اطفال وهم من يمثلون مستقبل الدول الأوروبية".

رشيد مضران وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفدرالية الوالونية-بروكسل

رشيد مضران :" تحولت مسألة الهجرة اليوم إلى شماعة تستخدم وسيلة لمطامح سياسية وبخاصة عند اقتراب مواعيد الانتخابات"

"أوروبا دبّ إليها الهرم اليوم، فينبغي أن تكون ثمة فئة من الشباب تقوم بدفع المعاشات للمتقاعدين . فبدلا عن اعتماد سياسة شاملة مفعمة بروح التحرر فهم يمارسون سياسة رفض الآخر وقمعه. في جوهر الأشياء فإنه ليس لدي ما أقوله لهؤلاء الناس؟ فنحن متباعدون، بعضنا عن بعض. أما أنا فأحمل رؤية للاشتراكية العالمية، ذات طابع دولي بينما نجدهم يعتمدون رؤية لبلجيكا تقوم على إرساء النظام الكونفدرالي .فهم يطمحون إلى الانقسام،وانحدار البلد". بالنسبة لي الأشخاص الذي يبغون فناء البلاد و يرفضون المشروع الأوروبي، فهم أفراد لا يريدون أجانب ياتون هنا من أجل المشاركة في بناء صالح البلد ،فلا علاقة لي باحزاب من هذا القبيل".

رشيد مضران :"أحمل رؤية للاشتراكية العالمية، ذات طابع دولي بينما نجدهم يعتمدون رؤية لبلجيكا تقوم على إرساء النظام الكونفدرالي"

يورونيوز - سألنا الوزير مضران، عن الطريقة المثلى لنزع ميول التطرف عند فرد ما؟

اعلان

رشيد مضران وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفدرالية الوالونية-بروكسل

"الصحافة هي من أطلقت علي لقب وزير منع التطرف، وأنا لا أدري فعلا ما معنى، منع التطرف ،هذه المصطلحات لا أستخدمها حقيقة، سواء تعلق الأمر بالتطرف او منع التطرف. فيمكن أن نكون متطرفين ضمن قناعات سياسية وفلسفية ودينية أيضا. أما نحن فنتحدث عن فك الالتزام بالعنف. فالتطرف كما يتناهى إلينا اليوم، إنما يتعلق بفرد ما يدافع عن قناعات سياسية ودينية ثم ينتهج طريق العنف للدفاع عن تلك القناعات ومساندتها

فقد عرفت بلجيكا في الماضي خلايا قتالية تتبنى النهج الشيوعي وفي بريطانيا كانت ثمة حركة إيرا، وفي إيطاليا الألوية الحمراء وحركة فولكيش بألمانيا وحركة أكسيون ديريكت بفرنسا. كانت هناك حركات متطرفة تتبنى مواقف سياسية معينة، انتهجت طريق العنف للدفاع عن رؤاها . نحن نعمل على فك الالتزام بالعنف، وهذا لا يمنع من أن يكون شخص ما متبنيا لمعتقد بذاته. لكن ما نريده هو عدم الوقوع في التطرف. ما نعمل في ضوئه إنما يرتكز أساسا على منع اللجوء إلى استخدام العنف. فاللجوء إلى العنف يعتبر مشكلة عويصة بالنسبة لنا. النموذج الذي أتبناه هنا في بلجيكا هو نموذج يستلهم طرقه من الدانمارك وفي كندا أيضا بمونتريال على وجه التحديد، حيث إن لديهم مركزا لمحاربة كل أشكال التطرف".

رشيد مضران :" حزب التحالف الفلمنكي الجديد يركز على البعد الأمني فقط، أي أن يعمل على أن ينتشر عبر أرجاء البلاد بالشوارع جنود "

"ما قمنا به هنا بالناحية الناطقة بالفرنسية ببروكسل هو بناء نماذج تعمل بشكل أكبر على الوقاية وعلى فك الارتباط بالعنف بمعنى البحث عن آليات من أجل إنقاذ شخص ما وإخراجه من مسار العنف أو من مجال الانحراف الذي كان يقبع فيه. تلك هي الطرق التي نعمل من أجل تحقيقها. في الحكومة الفدرالية البلجيكية، نجد أن حزب التحالف الفلمنكي الجديد يركز على البعد الأمني فقط، أي أن يعمل على أن ينتشر عبر أرجاء البلاد بالشوارع جنود ويزيد إثر ذلك عدد رجال الأمن وغير ذلك. ولكن لا يعمل من أجل تشخيص أصل المشكلة".

اعلان

لكن اليوم الدول الأوروبية جميعها كما دول اخرى عبر العالم قاطبة، تحاول أن تجد حلولا ناجعة لهذا الداء، داء التطرف العنيف . لكن ينبغي أن نقول الحقيقة للناس لا توجد وصفة سحرية ولا عصا سحرية. ففي مواجهة التطرف الذي يرافقه عنف، لم تجد أي دولة من دول العالم حلولا".

رشيد مضران :" هناك إذن نماذج عديدة لشخص متطرف، لا يوجد نموذج بعينه يمكننا من تحديد شخصية المتطرف. لذلك تتعدد الأجوبة بشأن شخصية المتطرف دينيا. "

"لماذا؟ لأنه لا يوجد مثال نموذجي فعلا لشخص يستخدم العنف. فهناك شباب كانوا منحرفين من قبل ثم وجدوا طريقا أخرى عبر الدين، فقاموا باستخدام الدين للوصول إلى مبتغياتهم. كما نعرف شبابا ما كانت لديهم مشاكل مع العدالة من قبل ولكنهم ينزاحون نحو العنف لأسباب شخصية. وهناك حالات مريضة عقليا وحالات كانت تحلم بتحقيق رؤى إنسانية، من خلال الاعتقاد بضرورة اكتشاف عالم آخر،. يقولون ينبغي الذهاب مع أطفالي وعائلتي لبناء مشروع ما .

هناك إذن نماذج عديدة لشخص متطرف، لا يوجد نموذج بعينه يمكننا من تحديد شخصية المتطرف. لذلك تتعدد الأجوبة بشأن شخصية المتطرف دينيا.. ينبغي إيجاد حلول منهجية وقائمة على أسس فردية، تتواءم ما كل حالة نلتقي بها. ولكن الاجراء ياخذ وقتا كبيرا، لأن المنهجية تعتمد على بناء جسور الثقة كما ينبغي العمل على المراحل التي مر بها الشاب ابتداء من الطفولة وفضلا عن ذلك ينبغي طرح السؤال التالي.

كيف يمكن لشبابا ولدوا هنا ببلجيكا، و نشأوا هنا وهم موجودون هنا منذ وقت طويل، بعد أربعة أجيال، لا يزالون يشعرون بالتهميش ولا يشعرون أنهم مواطنون في البلد الذي فيه يعيشون. دون أن نقوم بدور الضحية او بالبحث عن التبريرات ندرك فعلا أن سياسة الاندماج تبدو صعبة فعلا بالنسبة للشباب المسلمين أو ممن قدموا من دول عربية. يوجد اليوم مشكلة حقيقية تتعلق بالتمييزفي سوق العمل داخل بلداننا الأوروبية وفي بلجيكا على وجه الخصوص"

اعلان

يورونيوز-سألنا الوزير مضران عن أسباب انتشار التطرف في النوادي الرياضية ببلجيكا؟

رشيد مضران وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفدرالية الوالونية-بروكسل

"اتخذنا إجراءات كثيرة وقد تلقينا أول تنبيه من مدربين وبشكل خاص كان يتعلق الأمر بشخص أثار قضية التدريب الرياضي وارتباط أشخاص بممارسة التطرف العنيف في قاعات غير مرخصة قانونيا . فقد انتهى إلى علمنا بالاخطار المحدقة المرتبطة بهذه القضية نبهتنا إليها مؤسسات ما

صحيح أن الجنوح إلى التطرف نجده في كل مناحي الحياة وداخل المجتمع، هناك قضايا تطرح في المؤسسات التربوية، وبخاصة في الرياضة، ففي كل الظروف توجد حالات تفرض علينا أن نكون بمواجهة ضد هذه المشكلة المتعلقة بالتطرف".

رشيد مضران :" أنشأنا نظام شبكة ضد التطرف، من خلال مخطط لمكافحة كل اسباب التطرف الديني وتم لنا ذلك عبر تكليف أشخاص مؤهلين في كل قسم سواء تعلق الأمر بالرياضة أو بالمدرسة أو غير ذلك. "

اعلان

"ففي مجال الرياضة كما في المدارس أنشأنا نظام شبكة ضد التطرف، من خلال مخطط لمكافحة كل أسباب التطرف الديني وتم لنا ذلك عبر تكليف أشخاص مؤهلين في كل قسم سواء تعلق الأمر بالرياضة أو بالمدرسة أو غير ذلك. وفي كل ناد يوجد لدينا شخص مؤهل يعتبر مرجعا. ثم وضعنا رقما أخضر ومراكز للتكفل والمتابعة من شانها أن تقدم يد العون و تستجيب للطلبات. لا يتعلق الأمر بنواد رياضية فقط بل يمكن أن يشمل الأمر الآباء و المدرسين والمهنيين"

رشيد مضران و الاستراتيجية الشاملة لمكافحة التطرف..ما هي آلياتها؟

رشيد مضران وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفدرالية الوالونية-بروكسل

"كل شخص تعرض يوما لمثل هذه الإشكاليات، يمكنه أن يتصل بالرقم الأخضر 0800.11172 . وهناك على الخط يتم الإنصات إلى الأشخاص من دون تحديد هوياتهم، ولو استدعى الأمر يمكننا التدخل بطريقة مباشرة ووفق موضوع الطلب، فيمكننا أن نقدم إجابات، مثلا كأن يلاحظ مدرب تغيرات في التصرف لدى شاب أو بالمدرسة، كأن يلاحظ مدرس تغيرات لدى تلميذ، سواء في لغته وطريقة حديثه وعاداته من قبيل أن يقوم بفعل أشياء لم تكن من قبيل عاداته من قبل. في هذه الحال لدينا مختصون في علم الاجتماع و النفس وخبراء يمكنهم التدخل حسب الحالة وحسب الطلب سواء في المدرسة، أو في المنتديات الرياضية. لقد وضعنا أسس مشروع شامل يسمح بمعاينة المشاكل الأولية وإعطاء إجابات عبر العمل من خلال المؤسسات الرياضية أو التربوية وأيضا ضمن العائلات مع الآباء حين يبدون موافقة للعمل سويا. لقد لاحظنا انه ضمن مجموع الدول التي وضعت منطلقات لمشاريع لمنع التطرف فإن الدول التي تعتمد على الموارد العائلية وكل ما يحيط بالشباب مثلا. تتوصل إلى نتائج مرضية ما نطمح إلى إنجازه، هو إيجاد آليات تهتم بمحيط االشاب حتى ندفع به لبناء مشروع مضاد. وهذه طريقة ناجعة،والشيىء المؤكد أن الخطاب المضاد لوحده، ليس بالطريقة الناجعة".

يورونيوز- كنت من بين من حرروا قبل عشرة أعوام مشروع قرار ببرلمان بروكسل،كان ذلك لما كنت نائبا بالبرلمان،نص مشروع القانون يقضي بإصدار تشريعات لمكافحة التمييز العنصري وقد أطلق عليه "وثيقة مضران".هل تعتقدون أن التمييز الإيجابي حل جيد لمكافحة العنصرية.

اعلان

رشيد مضران وزير الشباب والرياضة-بروكسل

"قبل عشر سنوات حين كنت من بين من حرروا نص الوثيقة كانت المدعاة حينها أن معدل البطالة لدى الشباب من دول أجنبية مرتفع جدا وبثلاثة أضعاف مقارنة بالبلجيكيين الأصليين.فكانت ثمة دراسات أجراها المكتب القومي للعمل و لاحظت تلك الدراسات أن الوضع بلغ اوجه. حيث خلصت الدراسات إلى أن بعض مجالات العمل تشغلها جاليات بعينها فمثلا في بلجيكا و بحسب الدراسة فإن كثيرا من النساء من أصول مغربية أو تركية مجال عملهن يرتكز أساسا في خدمة المؤسسات كتنظيف المكاتب"

رشيد مضران و سياسة التمييز الإيجابي. ما هي السبل الكفيلة لتحقيقها؟

" إن كثيرا من الرجال من أصول مغربية يعملون في مجال النقل العام أو كسائقي سيارات أجرة أو حافلات. العدد يقل مثلا في الوظائف الحكومية.ولذلك قمنا بإدراج "وثيقة مضران" والتي تسمح بتسهيل توظيف الأفراد ممن ياتون من من مناطق تعرف فيها معدلات البطالة ارتفاعا مهولا.ولذلك نتجنب إرساء أسس ما يسمى بالحصص الإثنية".

Aissa BOUKANOUN
مولنبيك -بلجيكا، المنطقة التي تعرف حضورا قويا للجاليات الأجنبيةAissa BOUKANOUN

حدود مبدأ الحصص على أساس عرقي

اعلان

قمنا بإرساء سياسة تسمح باندماج الأفراد القادمين من مناطق تعرف معدلات البطالة ارتفاعا كبيرا. لقد تجنبنا اعتماد مبدأ الحصص على أساس عرقي. وبدلا من ذلك، استندنا على فكرة الحصص القائمة على منطلقات جغرافية تمكّن كل من يبحثون عن فرص عمل ممن يقيمون في مكان معين الحصول على وظيفة، نقصد بالمكان الذي يكون فيه معدل البطالة أكبر أو يساوي المتوسط على الصعيد الإقليمي. هؤلاء الباحثون عن فرص عمل، لديهم الأفضلية لشغل مناصب في الوظائف الحكومية.

التمييز الإيجابي على أساس جغرافي..ما الذي قدمه رشيد مضران في هذا الصدد؟

رشيد مضران وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفدرالية الوالونية-بروكسل

"لقد آتت هذه السياسة ثمارها، ونرى جليا أنه بفضل الآليات التي وضعت فإن البطالة ما بين الشباب دون سن الخامسة والعشرين قد تراجعت أو بالأحرى انخفضت في منطقة بروكسل وبنسبة تقل عن 60 في المئة تقريبا و بشكل متواصل.توجد حقيقة في بلداننا الأوروبية وهي أننا ندرك اليوم أنه عندما نكون من أصول عربية أو مسلمة أو إفريقية أو من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أو حين نكون أجنبيا بشكل عام، فإن الحصول على وظيفة يكون صعبا جدا مقارنة بحصول على عمل يكون من المعتاد أن يحصل عليه مواطنون أصليون.

لذلك وفي كثير من الأحيان نجد أطفالا من أصول أجنبية يشغلون وظائف كان آباؤهم أصلا يعملون بها حين استقدموا قبل وقت مضى.نحن بصدد مواجهة مشكلة تتعلق بالحراك الاجتماعي. فالمصعد الاجتماعي في حالة تعطيل ولا يوجد درج للنجاة. لذلك ينبغي فعلا العمل من أجل أن يكون شباب اليوم خاضعين لتمييز إيجابي من أجل أن تكون لديهم الفرص ذاتها تلك التي حصل عليها آخرون حتى يتمكنوا من أن يدرسوا في المعاهد العليا و لشغل مناصب عمل جيدة و بلوغ أعلى درجات السلم الاجتماعي في وقت من الأوقات.

اعلان

فجرت العادة ونحن ندرك ذلك منذ ما يقارب قرنا من الزمن،أن كل موجة هجرة تدفع بالثانية نحو العلا، فتوجد ظاهرة حراك اجتماعي تتمثل في أن كل موجة هجرة تشغل مكان السابقة لكن بالنسبة لأطفال المهاجرين وخاصة المغاربة والأتراك كما الفارقة منهم فإن الظروف التي يعيشونها عصيبة للغاية.لكن نص القانون الذي اقترحت مشروعه عبر الوثيقة التي ذكرتها آنفا فقد كان جيدا وعمل على تحفيز كثيرين للاندماج داخل المجتمع البلجيكي وكذا لمكافحة التمييز في وظائف العمل".

المصادر الإضافية • مقابلة أجراها-عيسى بوقانون

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مليكة ماضي..الروائية التي تحمل مشروعا سياسا لتحقيق الاندماج الاجتماعي في بلجيكا

بروفايل: محمد القريشي.. أو كيف يتحول الحوار الثقافي إلى تعايش ما بين الحضارات

بروفايل: تيمور غطلاس..من فن الرقص إلى عالم المال والأعمال