مقابلة - سياسي بارز من أكراد سوريا يأمل أن يكون الأسد جادا بشأن المحادثات

مقابلة - سياسي بارز من أكراد سوريا يأمل أن يكون الأسد جادا بشأن المحادثات
Copyright 
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من توم بيري

بيروت (رويترز) - عبر سياسي بارز من أكراد سوريا عن أمله في أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد جادا بشأن التفاوض مع القوات التي يقودها الأكراد ولمح إلى استعداد لإجراء محادثات دون شروط مسبقة.

وذكر ألدار خليل، أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في السياسات الكردية في سوريا، أنه لا توجد حتى الآن خطوات صوب مفاوضات طرحها الأسد الشهر الماضي، لكنه أشار إلى أن أي اتفاق بين الجانبين يجب أن يكون "نقطة انعطاف تاريخي".

وقال خليل لرويترز في اتصال هاتفي "لا نعلم مدى جديتهم ومدى تحضيرهم بهذا الأمر، ولكن نتمنى أن تكون التصريحات معبرة عن نوايا جدية لديهم".

ومن شأن المفاوضات المباشرة بين المجموعات الكردية التي تسيطر على أجزاء كثيرة في شمال سوريا وبين دمشق أن تعيد تشكيل الصراع المستمر منذ سبع سنوات، وأن تتيح، إذا كتب لها النجاح، فرصة التوصل إلى اتفاق بين الجانبين اللذين يسيطران معا على معظم مناطق البلاد.

وستؤدي محادثات من هذا القبيل إلى تعقيد السياسة الأمريكية في سوريا والتي ترتكز إلى حد بعيد حاليا على تحالف عسكري مع وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر فصيل مسلح بين أكراد سوريا. وانتشرت القوات الأمريكية في مناطق تسيطر عليها مجموعات كردية مسلحة خلال قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

وخلافا لقوات المعارضة التي تقاتل الأسد، تجنبت وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها الوحدات بصورة كبيرة الدخول في صراع مع دمشق. وركزت بدلا من ذلك على الدولة الإسلامية وعلى حماية الحكم الذاتي الذي تتمتع به.

وتحتوي المناطق التي تسيطر عليها القوات التي يقودها الأكراد على نفط وأراض زراعية وموارد مائية لا غنى عنها للاقتصاد.

وكان الأسد أعلن الشهر الماضي أن الدولة تفتح الباب أمام المفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية لكنه قال إنه في حالة فشل هذه المفاوضات فسوف تلجأ الدولة إلى القوة لاستعادة مناطق يتمركز فيها نحو ألفي جندي أمريكي. وتعهد أيضا بأن ترحل القوات الأمريكية عن سوريا.

وقال خليل الرئيس المشارك لحركة المجتمع الديمقراطي التي تضم عددا من الأحزاب، إن تهديد الأسد باستخدام القوة أمر مؤسف و "لا بد من تركيز جميع الجهود حول كيفية تطوير الخيار السلمي".

وأضاف أن المفاوضات يجب أن تستهدف الوصول إلى "سوريا ديمقراطية تسع لجميع المكونات ... الشعب الكردي والمكونات الاخرى" في إطار من الحكم غير المركزي لا أن يستأثر به مكون واحد.

لكنه استدرك قائلا "لا نريد نتسابق الأمور ونطرح الأمور وكأنها تصبح كشروط، أهم شيء هو قبول مبدأ التفاوض".

* واشنطن "لن تتنازل عن الأتراك"

أسقطت الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة بشأن سوريا الأحزاب الكردية الرئيسية من حسابها تلبية لرغبة تركيا وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية جزءا من حزب العمال الكردستاني المحظور وتهديدا لأمنها القومي.

وهاجمت قوات تركية مدعومة من فصائل سورية مسلحة منطقة عفرين الكردية في شمال غرب سوريا في وقت سابق هذا العام وطردت وحدات حماية الشعب منها.

وفي إشارة إلى وجود مصلحة مشتركة مع دمشق في مواجهة القوات التركية، قال خليل إن عفرين قد تكون نقطة نقاش في أي مفاوضات مع دمشق. وأضاف أن الحكومة قد تكون "طرفا مؤثرا في هذه المعادلة وخصوصا إنهم ما زالوا يمثلون المقعد السوري في الامم المتحدة".

اعلان

كما ذكر خليل أن هجوم عفرين أدى إلى تأجيل المرحلة الأخيرة من انتخابات على ثلاث مراحل يتم إجراؤها في شمال سوريا لتعزيز حكمها الذاتي عبر مؤسسات منتخبة. ولم يتخذ بعد قرار بشأن موعد عقدها.

وتهدد تركيا بتوسيع هجوم عفرين ليشمل مدينة منبج التي يسيطر عليها مقاتلون متحالفون مع قوات سوريا الديمقراطية وتساندهم الولايات المتحدة.

والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية نقطة خلاف كبيرة بين تركيا والولايات المتحدة. لكن أنقرة وواشنطن اتفقتا في وقت سابق هذا الشهر على "خارطة طريق" لمنبج بهدف التصدي للمخاوف التركية هناك.

وأعلنت وحدات حماية الشعب لاحقا انسحاب المستشارين العسكريين من المدينة.

وانتقد خليل الولايات المتحدة بسبب الاتفاق، لكنه وصف النتيجة بالمنطقية.

اعلان

وقال "كان يجب على أمريكا ان تحسم موقفها وتكون ذات موقف حاسم تجاه تركيا ولكن قراءتنا للأمور جعلتنا نرى بان الأمريكان لن يتنازلوا عن الأتراك ولن يضحوا علاقاتهم القديمة معهم من أجل مناطقنا"

وأضاف أنه لا يعرف كيف سيتطور الدور الأمريكي في سوريا، مما يعكس حالة من عدم اليقين بشأن الأهداف الأمريكية منذ قال الرئيس دونالد ترامب هذا العام إنه يريد سحب القوات في أسرع وقت ممكن.

وتابع قائلا "هل سينسحبون أو هل سيبقون؟ هل سيكون لهم دور في الحل في سوريا؟ هذه الأمور لا أريد الحكم عليها حاليا، لا بد من الانتظار خصوصا بعد ان تنتهي المعارك مع داعش".

اعلان

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة

إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون "الموت لإسرائيل" بعد ساعات من تنفيذ تل أبيب غارة جوية على أصفهان

مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع في كابري