أوبك ومنتجو النفط الصخري الأمريكي يوطدون العلاقات في فيينا

أوبك ومنتجو النفط الصخري الأمريكي يوطدون العلاقات في فيينا
Copyright 
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من إرنست شايدر

هيوستون (رويترز) - قبل سنوات قليلة فقط، كان الرؤساء التنفيذيون لشركات النفط الصخري في صدام مفتوح مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

لكنهم يدركون الآن أنهم في قارب واحد وينبغي أن يجدفوا معا للمحافظة على توازن العرض والطلب العالمي على الخام، وفقا لمقابلات مع محللين ومسؤولين تنفيذين ومستثمرين.

ورفعت الزيادة في أسعار الخام والتي بلغت أكثر من 40 بالمئة في الاثني عشر شهرا الماضية، أرباح المنتجين في أنحاء العالم، لكنها تهدد أيضا بتآكل الطلب على الوقود الأحفوري في وقت يشيع فيه التحول إلى استخدام الكهرباء.

تقول آمي مايرز جاف مديرة برنامج أمن الطاقة وتغير المناخ في مجلس العلاقات الخارجية "نقترب من وضع ستصبح فيه الزيادة المستمرة في سعر النفط سببا لمشاكل كبيرة للاقتصاد العالمي.

"إلى جانب الإنتاج هناك قضايا ملحة أكبر قائمة تهم أوبك ومنتجي النفط الصخري".

التقت أوبك مع ممثلين أمريكيين مرتين على الأقل هذا العام ومن المقرر عقد اجتماع ثالث رفيع المستوى في فيينا الأسبوع القادم. وستتمثل القضية الساخنة في إيجاد التوازن الأمثل بين العرض والطلب على النفط.

ومن المقرر أن يلقي هارولد هام، الملياردير المؤسس لشركة النفط الصخري الأمريكية الرائدة كونتننتال ريسورسز، كلمة أمام وزراء أوبك إلى جانب مسؤولين تنفيذيين آخرين بالقطاع مثل جون هيس الرئيس التنفيذي لشركة هيس كورب وسكوت شيفيلد رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة بايونير ناتورال ريسورسز.

ولم يرد هام ولا هيس على طلبات للتعقيب قبيل الاجتماع. وأحجم شيفيلد عن الإدلاء بتعليق.

وقالت السناتور هايدي هايتكامب، وهي ديمقراطية من نورث داكوتا، نجحت جهودها لرفع حظر تصدير النفط الأمريكي في 2015 "لن أنظر إلى الحوار والنقاش كشكل من أشكال التعاون. نتحدث جميعا عن شكل الطلب العالمي بالنسبة للنفط".

قاد رفع الحظر إلى تغيير واسع في قطاع الطاقة العالمي حيث دفع بنحو مليوني برميل من الخام الأمريكي إلى الهند والصين وأسواق أخرى كانت خاضعة تاريخيا لهيمنة أوبك وأجبر المنظمة ومنافسيها الأمريكيين على أن يصبحوا أكثر تصالحية.

بدأ هام، الذي أطلق على أوبك "نمر بلا أنياب" في 2014، تشجيع شركات النفط الصخري الأخرى على التركيز على الربحية أكثر من الإسراف في الإنتاج. وفي الشهر الماضي ألقى كلمة في اجتماع لمجلس إدارة أرامكو السعودية في هيوستون.

كان ذلك تغيرا في نبرة الخطاب من هام الذي أقام في 2011 نصبا من الجرانيت في سهول نورث داكوتا للمباهاة بتنامي نفوذ إنتاج النفط الأمريكي وقدرة الولايات المتحدة على تلبية حاجاتها من الطاقة.

يفاخر النصب المقام لذكرى واحدة من أولى آبار النفط الصخري الأفقية التي حفرت في الولايات المتحدة بأن كونتننتال ساعدت في تبديد "أسطورة نفاد النفط في أمريكا" وستساعد البلاد في هزيمة المنافسين العالميين.

وسيكون خالد الفالح، رئيس مجلس إدارة شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو ووزير الطاقة السعودي، في فيينا إلى جانب وزراء أوبك الآخرين لمناقشة تمديد تخفيضات الإنتاج المعمول بها حاليا.

لن يشارك مسؤولو شركات النفط الصخري الأمريكية في تلك النقاشات لكنهم سيجتموع في مكان آخر في فيينا خلال الأسبوع مع الفالح ووزراء آخرين في أوبك.

* أسعار مستقرة وليست أعلى

اعلان

تحظر قوانين مكافحة الاحتكار على منتجي النفط الصخري الأمريكيين تنسيق إنتاجهم مما يجعل رغبتهم مع أوبك في كبح التقلبات وطفرات الأسعار أمرا صعبا.

يقول روب ثوميل مدير المحفظة لدى صندوق تورتويز إنرجي الذي يحوز أسهما في بايونير ومنتجين أمريكيين آخرين للنفط الصخري "منتجو النفط والغاز الأمريكيون بحاجة إلى أسعار نفط مستقرة لكي ينجحوا، وليس بالضرورة إلى أسعار نفط أعلى".

وبالفعل فإن بعض المسؤولين التنفيذيين الأمريكيين لن يذهبوا إلى فيينا.

فقد كان من المقرر أن يحضر مارك بابا الرئيس التنفيذي لشركة كونتننتال ريسورس دفلوبمنت ورايان لانس الرئيس التنفيذي لكونوكو فيليبس، لكنهما تراجعا.

كان لانس سيتحدث ضمن حلقة نقاشية مع عدة منتجين من منطقة الخليج لكن مصدرا مطلعا على تفكير الشركة قال إنه خشي أن يُنظر إليه كممثل الولايات المتحدة في ذلك المنتدى.

اعلان

وامتنعت كونوكو عن التعقيب. ولم يرد بابا على طلب للتعقيب.

ومن المتوقع أن يسأل وزراء أوبك مسؤولي شركات النفط الصخري الأمريكية عن زيادة إنتاج حوض بيرميان في غرب تكساس ونيو مكسيكو، أكبر حقل نفط أمريكي، والذي يضخ أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا.

وقال بيت باودن مدير الأنشطة المصرفية الاستثمارية في مجال الطاقة لدى جيفريز "هناك سيل من النفط القادم من بيرميان.. هذا يغير قواعد اللعبة، ليس فقط للصناعة محليا، بل لديناميات العرض والطلب العالمي على النفط والغاز".

وفي ضوء المستوى القياسي المرتفع لصادرات الخام الأمريكية فإن زيادة إنتاج بيرميان تصبح مبعث قلق لأوبك أكثر من أي وقت مضى.

وقالت السناتور هايتكامب "نتوقع أن يظلوا (شركات النفط الصخري الأمريكية) مستقلين وأن يفعلوا ما فيه مصلحة بلدهم.. لن ننضم إلى أوبك، وسننافسهم بقوة".

اعلان

لكنها منافسة تنطوي على إدراك متزايد بأن مصير كلا الطرفين مرتبط بالآخر.

وقالت جاف من مجلس العلاقات الخارجية "المستهلكون سينتقلون إلى السيارات الكهربائية إذا قفز سعر النفط".

اعلان

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

أرباب العمل في أوروبا يجدون صعوبة في التوظيف بسبب غياب المهارات والمؤهلات للمتقدمين

انخفاض حاد لثروة ترامب مع تراجع أسهم شركته "تروث سوشيال"

مع استئناف الإنتاج بعد هجوم حريق متعمد.. إيلون ماسك يزور مصنع تسلا قرب برلين