قرية "بلا لصوص" في رومانيا يعلق سكانها الأموال على أبواب المنازل

قرية "بلا لصوص" في رومانيا يعلق سكانها الأموال على أبواب المنازل
Copyright Lorelei Mihala
بقلم:  Hani AlmalaziLorelei Mihala
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

قرية حدودية في رومانيا تعيش دون لصوص

اعلان

سكان آيبينتال لا يقفلون على أموالهم، ولا يخفونها تحت ألواح الأرضية. بدلاً من ذلك، هم معروفون بتعليق العملات المعدنية والملاحظات في أكياس ملونة على سياج منازلهم، في انتظار سيارة الخبز!

هذه القرية الرومانية، أصبحت مشهورة لكونها خالية تماماً من اللصوص، ورغم إمكانية وسهولة سرقة النقود فيها، إلا أنها ليست كذلك أبداً.

القرية التي أغلب سكانها ينحدرون من عرق التشيك، تقع غرب رومانيا غارقة بين التلال المحيطة بها، فيما يقطعها نهر الدانوب عن بقية البلاد، ولعل صعوبة الوصول إليها هو المفتاح لسحرها.

سيدة تشتري الخبز منذ 15 عاماً ولم تشهد أي حادثة

Augustina Pospisil (Lorelei Mihala)

تقول أوغوستينا بوسبيزيل (40عاماً): "تأتي السيارة التي تقدم الخبز كل يومين وأشتري 4-5 أرغفة. أضع المبلغ المطلوب في الحقيبة، وأدون ملاحظة بعدد الأرغفة التي أريدها، ويترك السائق البقية (الفكّة)". وتضيف بأنها زبون منذ نحو 15 عاماً، للخباز من قرية سفينيتا، على بعد 20 كيلومتراً.. "لم نواجه أي مشاكل، على الإطلاق، لم أسمع أبداً باختفاء مال أو خبز يختفي".

فقدت القرية متجرها المحلي، عندما حلت قوى السوق محل الهياكل الشيوعية التي كانت تدير رومانيا سابقاً، كان على السكان أن يراقبوا من نوافذهم بحذر للتأكد من أنهم قد يتمكنون من اعتراض سيارة الخبز في الشارع الرئيسي. ولكن بعد أن اكتشفوا أنه لا يوجد لصوص في القرية، وأن أي شخص قادم من الخارج سينفق من البنزين، أكثر مما يمكن أن يأمل في الحصول عليه من أخذ المال، قررت أسر القرية ترك حقائبهم القماشية.

للمزيد على يورونيوز:

مسنّ مستاء من نعتهم بـ "بالغجر"

Stefan Benedict

"يقول ستيفان بنديكت (75 عاماً): "أترك الحقيبة هنا، وأذهب للعمل في الميدان، وفي المساء، عندما أعود، أجد الخبز والفكّة"، ويضيف بنديكت الذي تعيش عائلته في إيبنتال لأربعة أجيال، إنهم "وصلوا خلال عهد الإمبراطورية النمساوية المجرية، في زمن الحرب، عندما لم يكن لديهم مكان للعمل، وجاؤوا هنا لقطع الخشب في الغابات. ثم وعدوا بأنهم لمدة عشر سنوات، لن يضطروا لدفع أي ضرائب".

كما يشير إلى عدم رغبته في أن يتبع أحفاده وغيرهم من المقيمين السابقين، الذين انتقلوا إلى جمهورية التشيك من أجل حياة أقل عزلة. "عندما يذهب الناس من قريتنا إلى العمل في جمهورية التشيك، يسمونهم الغجر الرومان. وعندما يغضب شخص ما هنا في رومانيا، فإنهم يطلقون علينا الغجر التشيكيين. كما لو أننا لا ننتمي لأحد، لا رومانيا، ولا التشيك".

سكان القرية

يزيد عدد سكان القرية بمقدار 300 شخص كل صيف، عندما يجتذب مهرجان الموسيقى - مهرجان بانات - مئات الزوار من براغ وأبعد من ذلك.

لكن رئيس البلدية فيكتور دوسكوسيل، يخشى من أن العدد يتناقص، لا سيما بعد إغلاق المنطقة الرئيسية لعمالهم، وهو منجم كولا. في العام الماضي 7-8 الناس ماتوا و3-4 ولدوا. حالياً هناك نحو 40 طفلاً في رياض الأطفال والمدرسة.

لكنه يعرب عن سعادته بأن من تبقى يحترم تقاليد المدينة، وأنه لا داعي للقلق من الناس بشأن السرقة. "نحن نعتبر هذا أمراً مسلماً به، لا نعرف لماذا هذا أمر مثير للآخرين". وتابع يقول: "كلنا نعرف بعضنا البعض هنا، ونشأنا بطريقة نعرف ما إذا كنا بحاجة إلى شيء من شخص ما، أن نسأل، لا أن نسرق."

وختم يقول: «في الوقت الحالي، نحن سعداء لأننا لا نملك سلوكاً سيئاً".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: 47 مهاجرا يختبئون في شاحنة للوصول إلى أوروبا

رومانيا "تحسد" مواطنيها المسجونين في سويسرا وتطالب باستعادتهم

الشرطة الروسية تعتقل عددا من الغجر