سياسة ترامب تجاه المهاجرين قد تُفقده الكونغرس

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث في واشنطن يوم 19 يونيو حزيران 2018.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث في واشنطن يوم 19 يونيو حزيران 2018. Copyright  تصوير: جوناثان ارنست - رويترز.
Copyright  تصوير: جوناثان ارنست - رويترز.
بقلم:  Salam Kayali مع رويترز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

عجلة الأحداث تتسارع بخصوص سياسة ترامب "صفر تهاون" تجاه المهاجرين الغير شرعيين، سياسة تفكيك الأسر باتت محل انتقاد شعبي، إعلامية مرموقة تبكي على الهواء بعد أن عجزت عن إتمام قراءة أسطر خبر عن فصل أطفال رضع عن ذويهم، أمريكيون في سانت فرانسيسكو يتظاهروا احتجاجا على هذه السياسة، خاصة بعد أن وصل عدد الأطفا

اعلان

عجلة الأحداث تتسارع بخصوص سياسة ترامب "صفر تهاون" تجاه المهاجرين الغير شرعيين، سياسة تفكيك الأسر باتت محل انتقاد شعبي، إعلامية مرموقة "راشيل مادو" تبكي على الهواء بعد أن عجزت عن إتمام قراءة أسطر خبر عن فصل أطفال رضع عن ذويهم، أمريكيون في سانت فرانسيسكو يتظاهروا احتجاجا على هذه السياسة، خاصة بعد أن وصل عدد الأطفال الذين تم فصلهم بدءا من شهر أبريل / نيسان أكثر من 2000 طفل.

سياسة ترامب هذه وإصراره على تطبيقها جعلت المرشحين الجمهوريين لعضوية الكونغرس يتنصلون منها، أمام هذه المعارضة الشعبية والإعلامية على حد سواء، فصور الأطفال في الأقفاص، وأصواتهم يبكون، صارت مادة إعلامية دسمة ومتداولة حتى بين الناس، ما دفع المرشحين الجمهوريين بالإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي معارضتهم لهذه الإجراءات، ولو على مضض، فهؤلاء تنصلوا عملية التفكيك، إلا أنهم لم يتجرؤوا على معارضة سياسة ترامب بالكامل، محاولين مسك العصا من منتصفها ليستفيدوا من القاعدة الشعبية التي يتمتع بها في الانتخابات القادمة.

رجل الدين المحافظ مارك هاريس، والمرشح في انتخابات الكونغرس عن ولاية نورث كارولينا قال لرويترز إن ما يحصل مثير للاهتمام، محاولا أن يحث على اتخاذ إجراءات لحماية هؤلاء الأطفال، وقال:"لا يجب فصل الأطفال عن أهلهم، إلا إذا كان هنالك تهديدا لحياتهم، أو في حال كان ذووهم من أصحاب السوابق"، مع العلم بأن مارك أعلن تأييده لسياسات ترامب عموما، وعلى وجه الخصوص بناء جدار فاصل مع المكسيك.

مثال آخر على التردد في مواقف الرشحين، جيف دينهام، عضو الكونغرس الجمهوري يحاول أن يشق طريقه لوحده ضمن هذه الأزمة رغم الضغوطات التي تمارس عليه من قبل داعمي ترامب، وهو ما يجعل إعادة انتخابه على المحك خاصة وأن المرشح الديمقراطي المنافس في مدينته جوش هاردر يتمتع بقاعدة شعبية.

ومع أن دينهام يعارض اجراء تفكيك الأسر المهاجرة، إلا أنه لم ينتقد سياسة ترامب "عدم التسامح"، بل حاول إيجاد صيغة لكي تبقى الأسر موحدة، وأن يتم تقديم يد العون للحالمين باللجوء.

هذا التردد في التأييد أو الانتقاد ومحاولة المراوحة بين الموقفين يوضح مدى تخوف هؤلاء المرشحين خاصة وأن استغلال هذه القضية في الانتخابات قد يؤدي إلى خسارة الجمهوريين في حال تمكن الديمقراطيون من استغلالها، أو حتى الخصوم من داخل الحزب الجمهوري نفسه في حال تمكنوا من استثمار هذه القضية بشكل يخدمهم.

المزيد من الأخبار على يورونيوز:

صحفية أمريكية تبكي على الهواء بسبب أطفال المكسيك

ماذا يحدث بالضبط في قضية الأطفال المهاجرين المفصولين عن عائلاتهم

ميلانيا تعارض ترامب علناً بخصوص المهاجرين

جو بريتيل، أحد المسؤولين الجمهوريين في هيوستن قال:"في حال كنت من أعضاء الكونغرس الجمهوريين، فأنت تعيش في كابوس حقيقي"، وأضاف:"انتظر حتى تبدأ الحملات الانتخابية، والتي ستصور الجمهوريين على أنهم يشجعون تفكيك الأسر".

أعضاء الوسط الجمهوريين يحاولون الضغط للحصول على مكاسب، البداية كانت بمقطع فيديو نشروه يصور فيه طفل صغير، ينظر من خلال سياج، بينما صوت امرأة في الخلفية ينتقد عملية تفكيك الأسر.

أما الديمقراطيون، فمن الواضح مدى محاولتهم الاستثمار في الأزمة، فهم حاليا وعلى اختلافهم جبهة واحدة في محاولة لضرب ترامب وحزبه، للوصول إلى مفاتيح التحكم بالكونغرس، والفوز بأغلبية في الانتخابات القادمة، والبداية كانت بتوقيعهم عريضة تنتقد سياسة ترامب تجاه المهاجرين وفصل الأسر.

وبالعودة إلى بداية الأزمة فقد كانت مع إعلان المدعي العام الأمريكي جيف سيشنز في أبريل نيسان الماضي عن سياسة عدم التسامح، أو "صفر تهاون"، بحسب المصطلح الذي أطلقه، وهي السياسة التي تطبق تجاه ما وصفهم بالمهاجرين الذين يحاولون الدخول إلى أمريكا بطريقة غير شرعية خاصة من المكسيك، مشددا على ضرورة اخضاعهم لمحاكمات جنائية وفق بنود وأحكام القانون الجنائي، وهو ما أدى إلى فصل العائلات بسجن الآباء وارسال الأبناء إلى الملاجئ.

هفوة ترامب أو عناده إن صح التعبير قد يُفقده الأغلبية في الكونغرس، وهو ما سيعرقل أجندته، فيكفي أن يحصل الديقمراطيون على 23 مقعدا آخر حتى يصبحون أصحاب القرار، بيدهم الحل والربط بكل القرارات السياسية، والتي غالبا ما يعلنا ترامب عبر حسابه على تويتر قبل القنوات أو الوسائل الحكومية المتعارف عليها.

هذه الخسارة قد تصبح أمرا واقعا، إذا ما عرفنا أن نتيجة استفتاء أجري مؤخرا أكدت عدم شعبية سياسته هذه بين أغلب الأمريكيين، حتى الجمهوريين أنفسهم، وبحسب جيم مانلي الاستراتيجي الديمقراطي فإن المصوتين المترددين، الأمهات، وأصحاب المواقف الوسط بمجملهم اتخذوا موقفا معارضا بسبب ما يحدث.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مهندسة متفوقة في الطب في كاليفورنيا داعمة للفلسطينيين تحظى بتأييد زملائها إثر منع خطاب تخرجها

اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسطينيين

تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا مقيمًا في أمريكا