حين تدعوك مؤسسة أهلية سويسرية مرموقة لمناقشة بعض المسائل كانحراف العولمة، ترغب بالاستماع جيداً لما يقال، خاصة في ظل التغير المناخي وتزايد عدم المساواة، وتصاعد الشعور بالانزعاج نتيجة الفقر...هذا جزء من النقاش الذي دار في منتدى كرانس مونتانا في بروكسل
قادة العالم من رجال أعمال وسياسيين وممثلين عن منظمات دولية اجتمعوا هنا في النسخة التاسعة والعشرين من منتدى "كرانس مونتانا". بين 27 و30 حزيران/يونيو الماضي نوقِشَت المسائل العالمية بلا رقابة أو محظورات.
الرئيس الفخري ومؤسس منتدى كرانس مونتانا جان – بول كارتيرون، يرى أن العولمة هي انحرفت عن مسارها موضحاً "الحدود اختفت، كل شيء حر ومفتوح، السوق تضبط نفسها... لكن هذا ليس صحيحاً! نلاحظ اليوم في غالبية الدول التي تعاني، أن الدفة تميل الى اليمين! نلاحظ عودة الحركات اليمينية والشعبويين".
أفقر دول العالم لم تشهد أبداً في السابق مزايا هذه العولمة فالعديد منها يشعر بالظلم كما أكد الرئيس المالي السابق ديوكوندا تراوري "من الواضح، أن ثروات العالم غير موزعة بشكل جيد: هناك أقلية تمتلك الأساسي وغالبية تعيش في بؤس".
التغير المناخي مسألة تمت مناقشتها أيضاً: ارتفاع مستوى البحار يهدد وجود الجزر مثل دولة كيريباتي وسط المحيط الهادئ.
رئيس جمهورية كيريباتي السابق تيبورورو تيتو أثار هذه القضية الهامة "التغير المناخي والعولمة ثنائي يعملان جنباً الى جنب. أعتقد ان السبب هو التصنيع، صحيح؟ التصنيع يعني كما تعلمون، أنه يجب الجمع، تحقيق أرباح هائلة، قدر ما تستطيع، دون الاهتمام بالبيئة".
العولمة، هي أيضاً تأثير منصات وسائل التواصل الاجتماعي في الحملات السياسية في افريقيا، هناك وسائل الاعلام التقليدية التي هي أقل متابعة في حين يتزايد أعداد الشباب على الانترنيت...
مستشارة حاكم منطقة سيايا في كينيا أوغوتو أوكودو اعتبرت أن "فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها من منصات هذا العصر الرقمي، حان وقتها للعب دورها وتحمل مسؤوليتها كشركات على مستوى العالم أجمع".
في عالم رجعت اليه ما يُعرَفُ بـ "حقوق الأقوى" في مجال الاعمال، يأمل العديد من المشاركين أن يبقى الاتحاد الأوروبي الضمانة للتعددية في السياسة الدولية. خلص المجتمعون الى ذلك بعد نقاشات هامة حول الأحادية التي عبّر عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"أميركا أولاً".
فتقول ليليانا بافلوفا وزيرة التطوير الإقليمي لبلغاريا "بالطبع، التعددية يتم التشكيك بها، لكني أعتقد ان أوروبا هي الحِصن الأخير الذي يحميها".
هدف المنظمين الأساسي الذي يفخرون به، هو العمل من أجل عالم أكثر إنسانية، من خلال الحوار والتعاون الدولي.
وتجدر الإشارة الى أن "يورونيوز" هي إحدى المؤسسات الداعمة لإقامة هذا المنتدى.