عرض-قبيل زيارة ترامب لأوروبا.. الغموض يكتنف علاقات أمريكا مع القارة

عرض-قبيل زيارة ترامب لأوروبا.. الغموض يكتنف علاقات أمريكا مع القارة
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من روبن إيموت وليزلي روتون

بروكسل/واشنطن (رويترز) - يقول قادة أوروبا إنهم تخلصوا من أي أوهام عن دونالد ترامب في الوقت الذي يستعدون فيه لاستقبال الرئيس الأمريكي في قمة حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع لكنهم يخشون أن يؤدي تركيزه على المصالح الأمريكية إلى ساعة حساب لا يستفيد منها أحد.

فقد أمضى أصدقاء أمريكا في أوروبا العام الأول من حكم ترامب في البحث عن الاستقرار والتعرف على السياسة الخارجية الأمريكية في عهده لكنهم يسلمون الآن بأن الرئيس متمرد سياسي لا يمكن التنبؤ بأفعاله.

إلا أن هذا لا يسهل عليهم رؤية أولوياتهم وهي تتهدم أمام أعينهم.

وقد حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في خطاب ألقاه في الآونة الأخيرة من أن "أعمدة الثقة تتداعى" وذلك في تلميح إلى الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015 والرسوم على صادرات المعادن الأوروبية والتهديد بفرض رسوم أخرى على السيارات.

أما فيما يتعلق بروسيا خصم حلف شمال الأطلسي القديم فقد أطلقت الإدارة الأمريكية رسائل متباينة وذلك بتكثيف الحشد العسكري الأمريكي في أوروبا وفي الوقت نفسه توجيه انتقادات شديدة لأعضاء الحلف فيما يتعلق بإنفاقهم العسكري وتقاعسها عن التنسيق في فرض عقوبات جديدة على موسكو في 2017.

وأشار الرئيس الأمريكي، الزعيم الفعلي للحلف الذي تأسس قبل 70 عاما، إلى ما ستركز عليه رسالته في القمة التي تبدأ يوم الأربعاء وتستغرق يومين وتتلخص في ضرورة أن تزيد الحكومات الأخرى إنفاقها العسكري بشكل كبير وتخفض الرسوم على الواردات.

وقال ترامب الأسبوع الماضي في لقاء شعبي "سأقول لحلف الأطلسي: عليكم أن تبدأوا دفع فواتيركم. فالولايات المتحدة لن تتكفل بكل شيء. إنهم يفتكون بنا في التجارة".

ولا يفتأ المسؤولون والساسة الأمريكيون يقولون إن واشنطن تنفق 70 في المئة من ميزانيتها الدفاعية على حلف شمال الأطلسي غير أن أوروبا تدحض هذا الزعم تماما.

وقال مسؤول أوروبي كبير إن الرقم أقرب إلى 15 في المئة. وطلب المسؤول عدم نشر اسمه لأنه ليس مخولا سلطة الحديث مع وسائل الإعلام وذلك شأن كثير من المسؤولين والدبلوماسيين الذين حاورتهم رويترز لكتابة هذا التقرير.

ويصر مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن الرسوم التي يفرضها الاتحاد على معظم الواردات الأمريكية منخفضة بالفعل.

وقال دبلوماسيون في حلف شمال الأطلسي إنه إذا ما انتهت قمة الحلف نهاية مأساوية فقد تكون نظرة عامة الناس لها أسوأ من نظرتهم لقمة مجموعة السبع التي انتهت بخلافات في يونيو حزيران خاصة إذا ما انعقد الاجتماع المقرر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي يوم 16 يوليو تموز في جو أكثر ألفة.

وقال ويس ميتشل مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأوروبية لدبلوماسيين ومسؤولي حلف شمال الأطلسي في كلمة ألقاها مؤخرا في بروكسل إن ترامب ينهج نهجا جديدا في المشاكل التي ازدادت تعقيدا على مر السنين مثل عملية السلام في الشرق الأوسط حتى إذا كان ذلك معناه الانفراد بمحاولة تسويتها.

وقال ميتشل "نأمل في تصرفاتنا أن نحفز ردا متعدد الأطراف لمعالجة بعض من أصعب التحديات التي تواجه العالم".وكان في قوله هذا يردد صدى تعليقات أدلت بها فيونا هيل إحدى كبار المستشارين في مجلس الأمن القومي الأمريكي في لقاءات خاصة في واشنطن لكبار الدبلوماسيين في الاتحاد الاوروبي. وقال مسؤولون لرويترز إن هيل سعت لوضع قرارات ترامب السياسية في إطار كل متكامل.

وقال دبلوماسي رفيع كان حاضرا في هذا اللقاء "كانت تلك صدمة. فقد أدركنا أن ترامب لا يعبأ بتنسيق السياسة الخارجية للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي كما كان يحدث في الماضي. أصبحنا عالقين بلا قيادة أمريكية".

* تجاهل المشاعر

في حفل استقبال في يونيو حزيران بمناسبة مرور 100 عام على الشراكة الأمريكية الأوروبية في بروكسل سعى آدم شب أرفع دبلوماسي أمريكي في الاتحاد الاوروبي لتسليط الضوء على العوامل المشتركة حتى فيما يتعلق بقضايا مثل التجارة وإيران. وقوبل هذا الكلام بهمهمات الاختلاف من جانب الدبلوماسيين الاوروبيين الحاضرين في القاعة.

اعلان

وسئل ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي عن التوترات بين الجانبين فأشار إلى حرب السويس عام 1956 وإلى حرب العراق عام 2003 كمثالين على الخلافات التي تم التغلب عليها.

إلا أن مسؤولي الاتحاد الاوروبي يقولون إن ترامب غير مهتم فيما يبدو بالحلول. ويقولون إنه تجاهل محادثات على مستوى عال بين سفراء الاتحاد الاوروبي ومسؤولي وزارتي التجارة والخارجية الأمريكيتين هذا العام لتفادي الرسوم على الواردات المعدنية وإبقاء واشنطن طرفا في الاتفاق النووي الإيراني.

وفيما يتعلق بالدفاع حاولت أوروبا وكندا إظهار استجابتهما لمطالب ترامب. فمن المتوقع أن ترتفع ميزانيات الدفاع في كندا وتركيا عضوي حلف شمال الأطلسي بنحو أربعة في المئة في 2018 وهو ما يمثل زيادة تراكمية قدرها 90 مليار دولار تقريبا منذ 2015.

وقال مسؤول أمريكي كبير في مجال الدفاع إن ذلك قد لا يكفي لمنع ترامب من زيادة الضغوط من جديد في الأسبوع المقبل.

وقال المسؤول لرويترز "الفرصة أكبر من 50 في المئة أن يوقع ترامب الفوضى في قمة حلف شمال الأطلسي ربما بالشكوى مرة أخرى من أن الآخرين لا يتحملون نصيبهم العادل من العبء وربما بالتهديد بالانسحاب إذا لم يلتزموا بشروطه".

اعلان

وقال اثنان من كبار الدبلوماسيين بحلف شمال الأطلسي لرويترز إنهما مستعدان لأسوأ الاحتمالات وأن يعلن ترامب تجميد المناورات العسكرية الأمريكية أو سحب القوات من البلطيق في لفتة موجهة إلى بوتين.

* "لحظة مصيرية"

قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن سياسة ترامب الخارجية تلتزم التزاما وثيقا بالفكر الجمهوري في واشنطن وإن التوترات شديدة منذ فترة.

وأضاف المسؤول أن الإدارة "تقدر هذه العلاقة تقديرا كبيرا" رغم التوترات الحالية.

اعلان

وقال المسؤول "هؤلاء هم أقرب حلفائنا ونحن نقدر دعمهم فعلا. حدث هذا التوتر وهو عامل قائم منذ مدة طويلة... لكني على ثقة تامة فيما يتعلق بعلاقتنا عموما".

وكان قرار ترامب في الثامن من مايو أيار الانسحاب من الاتفاق الإيراني انتكاسة حادة أدت إلى الحديث بين بعض مسؤولي الاتحاد الاوروبي عن "لحظة مصيرية" في الدبلوماسية الأوروبية.

ويقول المسؤولون إن هذا القرار يوضح أيضا فشل مساعي الاتحاد الاوروبي لتطوير علاقة مع البيت الأبيض بما في ذلك زيارة كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لواشنطن.

ويدفع ذلك الاتحاد الاوروبي للبحث عن تحالفات أخرى بما في ذلك علاقات أوثق مع اليابان ومساعدة من موسكو وبكين للحفاظ على استمرار تدفق ما ولده الاتفاق النووي من أموال على طهران.

وقال دبلوماسي كبير آخر في الاتحاد الاوروبي حضر الاجتماع الذي تحدثت فيه فيونا هيل "اعتدنا أن نبدي انزعاجنا من سياسات ترامب. لكننا الآن ندرك أن الجنون بدأ يصبح استراتيجيا. الآن علينا أن نلجأ لأي شريك ممكن لتعزيز أهدافنا".

اعلان

(رويترز)

اعلان
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا

فيضانات في أفغانستان تخلف عشرات القتلى والجرحى وتسفر عن دمار واسع النطاق

شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على الحريق الذي نشب فيها