قمّة طهران "المصيرية" : هل ينجح الثلاثي الروسي والتركي والإيراني بتفادي المذبحة في إدلب؟

قمّة طهران "المصيرية" : هل ينجح الثلاثي الروسي والتركي والإيراني بتفادي المذبحة في إدلب؟
Copyright Kremlin.ru
Copyright Kremlin.ru
بقلم:  Samir YoussefAP
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

قمّة طهران "المصيرية" : هل ينجح الثلاثي الروسي والتركي والإيراني بتفادي المذبحة في إدلب؟

اعلان

تتوجه الأنظار إلى طهران غداً، الجمعة، حيث تعقد القمة الإيرانية-التركية-الروسية بحضور قادة البلاد الثلاثة، في محاولة – يقول مراقبون إنها قد تكون الأخيرة – للتوصل إلى "صفقة الدقيقة الأخيرة" حول إدلب السورية، وهي صفقة، في حال تمّت، ستعفي سوريا من حمّام دمٍ جديد.

وثمة، على الرغم من كل شيء، مصلحة لدى الزعماء الثلاثة في احتواء هجوم وشيك قد يشنّه الجيش السوري على إدلب بهدف استعادة السيطرة عليها.

مع ذلك، وبمعزل عن العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على موسكو وأنقرة وطهران، هناك القليل من القواسم المشتركة بين الدول الثلاث فيما يخص إدلب.

وتقول مصادر تابعة للأمم المتحدة إن هناك نحو 10 آلاف مقاتل متشدد في المحافظة، بعضهم مرتبط بالقاعدة، إضافة إلى نحو 3 ملايين مدني.

بالنسبة إلى إيران وروسيا، فإن إعادة السيطرة على إدلب، معقل المعارضة المسلحة الأخير، تمثل أمراً أساسياً لإنهاء ما يرى فيه الطرفان نصراً عسكرياً في الحرب الأهلية السورية.

ويبدو الرئيس التركي أكبر المتضررين من البدء بأي هجوم عسكري على إدلب، إذ ثمة احتمال بلجوء الآلاف إلى الشمال السوري وربما نزوحهم إلى تركيا، بمن فيهم المسلحين.

وسيؤدي انتشار هؤلاء المسلحين إلى إعادة خلط الأوراق الأمنية في الشمال السوري الذي عملت تركيا مطولاً على ترتيبه عبر نشر نقاط مراقبة أمنية لها.

أيضاً على يورونيوز:

سام هيلّر، أحد المحللين السياسيين العاملين في مكتب بروكسل للأزمات الدولية يعتقد أن الأطراف الثلاثة لا تملك بعدُ مفتاح الحل لمسألة إدلب ويؤكّد على أن اللحظة "مصيرية".

ودعا المبعوث الأممي، ستافان دي ميستورا، الرئيسين التركي والروسي إلى "إيجاد حلّ ناعم لهذه الأزمة" مضيفاً أنه ينتظر من روسيا وتركيا وإيران إعطاء الأمل للمدنيين في إدلب.

وأشار دي ميستورا إلى أنّ هناك أطفالاً أكثر من الإرهابيين في إدلب بكثير وقال إن هناك نحو مليون طفل في المحافظة الشمالية.

وفي ظلّ غياب الولايات المتحدة الأميركية عن الساحة السورية، عملت تركيا وإيران وروسيا على "تنظيم" الحرب السورية الفوضوية، حيث التقى زعماؤها سابقاً في سوتشي وأنقرة، وقرروا إرساء "مناطق خفض حدّة التصعيد" في عدة أماكن من سوريا.

وتمّ خرق "مناطق خفض حدّة التصعيد" لاحقاً من قبل الجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران.

AFP
صورة مقطوعة من فيديو لقصف جوي على إدلب نشرته وزارة الدفاع الروسية اليومAFP

وكان عشرات آلاف المقاتلين الذين استسلموا أمام الجيش السوري قد تركوا مدنا سورية كحمص ودمشق وحماة وردعا وغادروها في حافلات خضراء باتجاه إدلب.

غير أنّه لا مكان آخر غير إدلب لهؤلاء ليذهبوا إليه اليوم، وهذا ما يرجح فرضية أنهم سيقاتلون حتى النهاية في حال انجرّت الأطراف إلى مواجهة عسكرية.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريباكوف لوكالات أخبار روسية، يوم أمس، الأربعاء، "نعتقد أنّ الوضع العسكري على الأرض سيصير أوضح بعد محادثات الزعماء في طهران".

في السياق الميداني، يحشد الجيش السوري قواته حول المحافظة، فيما تستعدّ البحرية الروسية في المتوسط في عرض هائل لحجم قوتها العسكرية، بينما تدعم تركيا حدودها بمزيد من العسكر.

وتسعى تركيا إلى حماية حدودها ومصالحها في الشمال السوري، بينما تريد روسيا حماية مصالحها وقواعدها العسكرية التي تعرّضت لهجومات بطائرات مسيّرة، يعتقد أنها هجومات نفذت على يد متشددين.

اعلان

أيضاً على يورونيوز:

وقد يخلص الزعماء الثلاثة، في اجتماع طهران، إلى رسم حزام أمني يحدد قواعد الانتشار العسكري لكلّ الفصائل المسلحة في محافظة إدلب، وقد يتمّ تحديد كيفيّة "التخلّص" من هيئة تحرير الشام، أي جبهة النصرة سابقاً، بما يناسب الجميع.

هذا ما تسعى إليه أنقرة أساساً بحسب محللين سياسيين أتراك.

ففي أنقرة يرى البعض أن تركيا ليست مستعدة للتنازل عن كامل إدلب، فتنازل مثل هذا يعتبر فشلاً مذلّاً لعمليتها ومصالحها شمال سوريا، وهي ستضغط باتجاه تنفيذ ضربات موضعية ضدّ جبهة النصرة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مقابلة ليورونيوز مع صحافي مقيم في إدلب: هناك 35 ألف مقاتل مستعدّون للموت هنا

طبول الحرب تقرع في إدلب... وقلق أممي على مصير المدنيين

أردوغان يتهم الغرب بازدواجية المعايير: أدانوا هجوم إيران والتزموا الصمت عند استهداف قنصليتها