أوراق الشجر "الوجبة الغذائية الرئيسية" لأطفال في بعض قرى اليمن

أطفال اليمن يأكلون أوراق الشجر
أطفال اليمن يأكلون أوراق الشجر Copyright أسوشيتد برس
Copyright أسوشيتد برس
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

شاهد: حرب طاحنة وفقر وجوع ..ولا يجد الكثير من اليمنيين أمامهم سوى أن يقتاتوا على أوراق الشجر لسد الرمق.

اعلان

لا يجد اليمنيون في إحدى قرى مديرية أسلم أكثر من أوراق الشجر ليصنعوا منها عجينة خضراء حامضة الطعم يتغذون منها ويطعمون أولادهم في ظل الصعوبات التي تمنع وصول المساعدات الغذائية إلى تلك المنطقة الجبلية النائية.

في قرية مشردا، تعالج أم زهرة ابنتها البالغة من العمر سبعة أشهر من سوء التغذية الحاد، وقد اصطحبتها مرة إلى المركز الطبي الوحيد في المنطقة، لكنها لم تعد تستطيع الذهاب بها مرة أخرى لأنها لا تملك مع زوجها المال الكافي للوصول إلى المركز مرة أخرى.

وتقول مديرة المركز الطبي إن الطفلة الهزيلة قد تموت ما لم يتم علاجها بأسرع وقت ممكن، خصوصا وأن أمها النحيفة لا تستطيع تغذيها من حليبها بالشكل الكافي.

للمزيد:

وكالة أسوسيتد برس قالت إن المركز الطبي في قرية مشردا لا يضم أطباء متخصصين في طب الأطفال ولا توجد كهرباء أو أسطوانات أوكسجين. وليلا، يستخدم المسعفون مصابيح يدوية بسبب عدم وجود وقود للمولدات الكهربائية.

أسوشيتد برس
أم ترضع ابنتها التي تعاني من سوء تغذية حادأسوشيتد برس

وتقول رئيسة المركز الصحي، مكية مهدي، إنهم يتلقون أسبوعيا 17 حالة متقدمة من حالات سوء التغذية، مشيرة إلى أنه لم يعد الأمر يتعلق بحالات "سوء تغذية متوسط أو في المستوى الطبيعي، بل سوء تغذية وخيم".

الجوع المتفاقم في محافظة أسلم الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي في شمال اليمن، أحد مظاهر الثغرات في نظام المساعدات الدولي، الذي وعلى الرغم من كل شيء يحول دون موت المواطنين جوعا في هذا البلد الذي تفتك به الحرب منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وأخبر مسؤول رفيع في مجال الإغاثة، لا يريد الكشف عن اسمه، وكالة أسوشييتد برس أنه تم إجراء تحقيق مع المنظمات المحلية لمعرفة الأسباب التي تحول دون وصول الغذاء إلى جميع المحتاجين هناك. مشير إلى أن وكالات الإغاثة ترسل أكثر من 10 آلاف سلة غذائية إلى المنطقة، وتحاول توفير وسائل النقل للآباء والأمهات والأطفال حتى يصاو إلى المرافق الصحية، فضلا عن المساعدات الأخرى.

في محافظة حجة، حيث تقع مديرية أسلم، سُجلت منذ بداية السنة نحو 20 حالة وفاة لأطفال بسبب الجوع. ومات ما لا يقل عن خمسة أطفال في أسلم وحدها. ومن المؤكد أن العدد الحقيقي للوفيات أعلى بكثير، لأن معظم العائلات لا تبلغ عن حالات الوفاة.

يقول عبده علي، وهو أستاذ مدرسة من أسلم: "أنا شخصياً لم آكل أوراق الشجر منذ 20 سنة، منذ بدأت أعمل في عام 1989، قبل الوحدة (توحيد اليمن). لكن الآن وبعد أن قُطع راتبي، أصبحت الوجبة الرئيسية لأطفالي، إنها وجبة الغداء بالنسبة لهم رغم أنها تسبب لهم الحكة والنعاس".

وتعتبر المحافظة جزءا من معاقل الحوثين في شمال اليمن، وقد استهدفها التحالف بقيادة السعودية بقصف شديد منذ بدء تدخله العسكري قبل أكثر من ثلاث سنوات.

للمزيد: معاناة مرضى السرطان في اليمن... وجه آخر للحرب

وبحسب الاحصائيات الأممية، فإن نصف سكان أسلم يتلقون مساعدات غذائية. لكن السكان المحليين قد لايستوفون شروط وكالات الإغاثة الدولية للحصول على المساعدة التي تعطي الأولوية للنازحين والأسر التي ليس لها معيل. فضلا عن أن تلك الوكالات مثل برنامج الأغذية العالمي واليونيسيف تعمل من خلال شركاء اليمنيين يتهمون أحيانا بالمحسوبية والمحاباة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الحوثيون إلى السويد للمشاركة في محادثات السلام اليمنية.. فهل من أمل؟

هل يساهم التضامن مع أمل حسين في إنهاء الحرب في اليمن؟

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يقيل رئيس الوزراء أحمد بن دغر ويحيله للتحقيق