علماء يجمعون على تبديل وزن الكيلوغرام الواحد بوحدة قياس أكثر ثباتا

علماء يجمعون على تبديل وزن الكيلوغرام الواحد بوحدة قياس أكثر ثباتا
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

علماء يجمعون على تبديل وزن الكيلوغرام الواحد بوحدة قياس أكثر ثباتا

اعلان

في مدينة سيفر الفرنسية غرب باريس في المكتب الدولي للأوزان والقياسات وتحت ثلاثة نواقيس زجاجية، تقبع واحدة من أهم الوحدات التي لا يمكن الاستغناء عنها في حياتنا اليومية، الكيلوغرام. ,اليوم يقول علماء إن هذه الكتلة المعدنية قد أحيلت للتتقاعد.

الكتلة التي تزن تماما ألف غرام كانت لعقود عديدة من الزمن المرجع الوحيد لكل بلدان العالم التي تستعمل النظام المتري للقياس، ومرة كل حوالي أربعين سنة يأتي علماء من كل بلد بكيلوغراماتهم إلى سيفر من أجل مقارنتها بالكيلوغرام المسمى "النموذج البدئي ك" Prototype K للتأكد من أن غرامات لم تزد على وزناتهم ولم ينقص منها شيء.

WikiMedia Commons (CC3.0)
نسخة عن الكيلوغرام موجودة مدينة العلوم والصناعة في باريسWikiMedia Commons (CC3.0)

ولكن كتلة الوزن هذه المصنوعة من خليط من معدني البلاتين والإيريديوم والتي تم اعتمادها منذ 129 عاما لا تخلو من العيوب فهي تتعرض بشكل دائم لتراكم ذرات غبار مما يزيد من وزنها، وتنظيفها يسبب تآكل ذرات من البلاتين أيضا وهو ما يؤدي لنتيجة معاكسة. وبالرغم من هذا فهي صمدت من بين جميع وحدات القياس السبعة في العالم المتري كآخر وحدة قياس حقيقية مازالت مستخدمة لمعايرة كيلوغرامات العالم.

مصير لابد منه

مع تقدم العلوم وتقنية أجهزة القياس خضعت وحدات القياس الست الأخرى (المتر للمسافة والثانية للوقت والمول للكمية والأمبير لشدة الكهرباء والكالفن لدرجة الحرارة والشمعة لقوة لإضاءة) لتغيير جذري حيث تم استبدالها من نماذج مقارنة حقيقية إلى نماذج مقارنة رياضية، فعلى سبيل المثال المتر الذي كان يُقاس بطول مسطرة معدنية موجودة في المكتب الدولي للأوزان والقياسات بدرجة حرارة صفر مئوية أصبح عام 1960 يعتمد قياسا أكثر ثباتا يعتمد على طول عدد من الموجات الضوئية الصادرة عن ذرة عنصر الكريبتون 86 المشع، وفي عام 1983 أصبح يعتمد على سرعة الضوء في الخلاء.

وفي الأسبوع المقبل ستنضم وحدة الكيلوغرام بشكل رسمي إلى مثيلاتها، وسيتم التصويت على ذلك من قبل شخصيات علمية من 57 دولة في المؤتمر العام للأوزان والقياسات في فيرساي، حيث سيتم استبدال كتلة الوزن المعدنية بثابت رياضي لايتغير. ومع أن هذا التغيير قد تم الموافقة عليه بشكل مبدئي فإن الهدف من التصويت هو تخفيف التوتر الذي قد ينجم عما أطلق عليه البعض "ثورة في عالم وحدات القياس".

يقول ستيفان شلامنغر عالم الفيزياء في المعهد القومي الأمريكي للمعايير والتكنولوجيا لصحيفة الغارديان البريطانية "لقد كنت أفكر وأعمل على هذا طيلة حياتي كعالم. أحيانا لا أصدق ما يحدث. هل هو حقيقة أم حلم؟"

WikiMedia Commons (CC3.0)
ميزان كيبل المستخدم لتحديد الكيلوغرام الألكتروني في مختبر المعهد الوطني الأمريكي للمعايير والتقنيةWikiMedia Commons (CC3.0)

وخضع الكيلوغرام عبر التاريخ المعاصر لمجموعة من الأبحاث التي حاولت استبداله بوحدة مشتقة من ثابت قياسي كما في "مشروع أفوغادرو" الذي حدده بوزن كرة مصنوعة من عنصر السيليكون النقي قطرها 93.6 ميليميتر تماما، معتمدا على الوزن الذري للسيليكون وعدد أفوغادرو الكيميائي الذي لا يتغير. لكن هذه الطريقة كانت مثار شك أيضا.

وفي عام 2003 توصل مركز أبحاث ألماني لتحديد الكيلوغرام عن طريق تراكم الأيونات (الذرات أو الجزيئات المشحونة) باستخدام أقطاب كهربائية وتيار كهربائي ثابت.

أما الآن فيقوم العلماء بتحديد الكيلوغرام (الإلكتروني) الجديد عن طريق كتلة مشتقة من رقم متجذر في عالم الفيزياء الكمومية هو ثابت بلانك، مستخدمين ميزان معقد أسمه "ميزان كيبل" لمعايرة الكيلوغرام الواحد بمقارنته مع قوة كهرومغناطيسية محددة بدلا من استخدام كتلة فيزيائية.

يقول شلامنغر "إن الرضا الأكبر بالنسبة لي سيكون استكمال المسار التاريخي الذي بدأ مع الثورة الفرنسية" ويضيف "كانت الفكرة أن يكون لدينا نظام قياس واحد لجميع الأوقات ولجميع الناس. لطالما عانينا من مشاكل تتعلق باستقرار وحدة قياس الكيلوغرام، فهي موجودة في مكان مقفل وليست متوفرة لجميع الناس وفي جميع الأوقات. أما ثابت بلانك فهو لا يتغير، فهو دائما نفسه ومتوفر للجميع وقيمته مشتقة من نسيج الكون الذي نعيش فيه."

للمزيد من أخبار العلوم على يورونيوز:

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

رسمياً: "الكيلوغرام" صار يملك مرجعية أخرى

شاهد: في جولة فريد من نوعها.. فرنسا تسمح للصحافة بدخول غواصة فرنسية تعمل بالطاقة النووية

شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على الحريق الذي نشب فيها