رسمياً: "الكيلوغرام" صار يملك مرجعية أخرى

رسمياً: "الكيلوغرام" صار يملك مرجعية أخرى
Copyright REUTERS/Benoit Tessier
Copyright REUTERS/Benoit Tessier
بقلم:  Samir Youssef
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

صوّت المكتب الدولي للأوزان ووحدات القياس بالإجماع على اعتماد مرجعية أخرى للكيلوغرام.

اعلان

الخبر هذا لا يقرأ من عنوانه، وهو قطعاً بحاجة إلى التوضيح.

هل تساءلت ذات يوم ما هو الكيلوغرام؟ أو كيف تمّ تحديد هذا الوزن الذي تعتمد عليه أغلبية قارات العالم؟ وهل تساءلت لمَ يكون الكيلوغرام متمثلاً بوزن بطيخة صغيرة على سبيل المثال، وليس بوزن ليمونة؟ وأي جهة سياسة أو علمية أو أكاديمية قررت أن الكيلوغرام يبلغ هذا الوزن تحديداً؟ ومتى حدث ذلك؟ وهل هناك من مرجع عالمي للبت في خلاف ما؟

فماذا سيحصل لو وقع خلاف بين بائع أحجار كريمة وشاريها حول وزن الزمرّد مثلاً؟ هل هناك من مرجع تمكن العودة إليه للبت في مسألة وزن الكيلوغرام؟

REUTERS/Christian Hartmann

أسطوانة معدنية باريسية عمرها 140 سنة

تاريخياً، اختار العلماء أن يعادل الكيلوغرام وزنَ ليتر من المياه المجمدة. وفي القرن الثامن عشر، خلال أحداث الثورة الفرنسية، قرروا اللجوء إلى خليط مؤلف من معدنين (البلاتين والإيريديوم) من أجل تصنيع أسطوانة تكون هي مرجع الوزن الذي يدور عنه الكلام. السبب في تصنيع تلك الأسطوانة يعود إلى "صلابة" المعدن.

ويبلغ طول الأسطوانة نحو أربعة سنتيمترات (39 ملم تحديداً).

وفي نهاية القرن التاسع عشر، تحديداً في العام 1889، تمّ تبديل الأسطوانة بأخرى.

المشكلة: الخليط المعدني ليس صلباً بما يكفي

على الرغم من أن العلماء غلّفوا تلك الأسطوانة بغلافين من الزجاج، إلا أن مقارنة عدة نسخ منها - كان تصنيعها قد تمّ في الفترة نفسها - في العام 1946 أظهر فروقاً في أوزان جميع النسخ.

ويقول العلماء إن جميع النسخ التي تمّ تصنيعها في القرن التاسع عشر فقدت وزناً في العام 1946 وهم يحيلون فقدان الوزن إلى عوامل عديدة منها تنظيف الأسطوانات.

أيضاً على يورونيوز:

إذ لا يبدو استعمال جلد ماعز الجبال الرقيق، ومادة الكحول (السبيرتو) لتنظيف الأسطوانات والتعليمات الموجهة للمنظفين بالقيام بالعمل بسلاسة ونعومة، كانت كافية لمنع تحلل المواد خلال 57 عاماً.

REUTERS/Christian Hartmann

الوزن ليس جديداً: المرجعية بلى

هذا لا يعني أن الكيلوغرام تغيّر. فوزن هذه الوحدة التي نستعملها تقريباً كل يوم شهدت تغييرات طفيفة لكنها لم ولن تكون مؤثرة بشكل واضح على حياتنا.

يمكن القول، بطريقة أخرى، أن ما سيتغيّر بدءاً من اليوم هو مرجعية الكيلوغرام لا وزنه. ولكن لنكون أكثر دقة، ثمة إنتاجات معينة تحتاج إلى الكثير من الدقة، قد تتأثر بهذا التغيير.

فمن الكيلوغرام يشتق الغرام وغيره، وهذه الوحدات الصغيرة مهمة جداً على سبيل المثال في تصنيع الدواء وغيرها من الصناعات التي تتطلب الكثير من الدقة.

ما الذي سيستبدل الأسطوانة الحديدية الباريسية؟

صوت العلماء من المكتب الدولي للأوزان ووحدات القياس في فرساي اليوم، بالإجماع، على اعتماد وحدة قياس غير ماديّة، تعرف بـ"ثابتة بلانك" (La Constante de Planck) لاستبدال الأسطوانة القديمة.

وثابتة بلانك هي معادلة فيزيائية غير متغيّرة.

وقال مارتن ملتون مدير المكتب الدولي عقب التصويت " لا شيء سيتغير غداً، أو حتى العام المقبل. لقد وضعنا نظاماً جديداً لا يعتمد على شيء يبلغ 140 سنة من العمر".

ويطمح المكتب الدولي للأوزان ووحدات القياس اتباع نفس النهج مع وحدات أخرى، منها الأمبير (الطاقة الكهربائية) والكلفين (وحدة للدلالة على الحرارة) والمول (وحدة قياس كمية المادة) مستقبلاً.

REUTERS/Benoit Tessier
مارتن ملتونREUTERS/Benoit Tessier
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: علماء في جنوب أفريقيا يحولون البول إلى طوب بيولوجي

علماء يجمعون على تبديل وزن الكيلوغرام الواحد بوحدة قياس أكثر ثباتا

علماء هارفارد: الجرم السماوي ”أومواموا“ قد يكون سفينة مخلوقات فضائية