تاريخ عرب الأهوار في العراق ضمن متحف جديد

تاريخ عرب الأهوار في العراق ضمن متحف جديد
بقلم:  Hani Almalazi
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

تاريخ عرب الأهوار في العراق ضمن متحف جديد

اعلان

بدافع من الرغبة في الحفاظ على التراث الثقافي، وطريقة الحياة الفريدة التي يحياها سكان الأهوار في العراق، فتح ناشط مدني متحفاً يوثق الثقافة المحلية للمنطقة وسكانها.

وتعرف الأهوار بأنها هي مجموعة المسطحات المائية التي تغطي الاراضي المنخفضة الواقعة في جنوبي السهل الرسوبي العراقي، وتكون على شكل مثلث تقع مدن العمارة والناصرية والبصرة على رؤوسه. وتتسع مساحة الاراضي المغطاة بالمياه وقت الفيضان في اواخر الشتاء.

ويهدف المتحف، وهو الأول من نوعه الذي يركز بالكامل على تراث الأهوار، إلى تقديم لمحة عن التاريخ القديم للأهوار، التي كانت موطناً لبعض المراكز الحضرية الأقدم في العالم.

تراث الأهوار مقصد للسائحين

رعد حبيب رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية، وهو رئيس المتحف، وساعد في جمع المواد المعروضة فيه، أشار إلى أن "الأهوار بعد انضمامها إلى لائحة التراث العالمي شهدت إقبال أعداد كبيرة من السواح للأهوار، كلت الناس إلي يجون يزورون الأهوار يسألون عن تراث وتاريخ الأهوار.. يعني أنا بصراحة وايد (كثيراً) أتعرض لهذا السؤال لأننا منظمة مختصة بالسياحة، فهذا الدافع أكثر دافع دفعنا أن ننشئ متحف حتى اللي يجي يشاهد الحاضر والماضي فيما يخص تاريخ الأهوار".

وحولت المنظمة مقر ضيافة خاصاً بعائلة حبيب، وهو عبارة عن دار ضيافة تقليدية مبنية من الخوص، إلى متحف يعرض نحو 300 عنصر مختلف، يعود بعضها إلى آلاف السنين.

ومن بين المعروضات قطع من النحاس الأحمر والأواني المصنوعة من النحاس الأصفر، مثل أباريق الشاي وآنية المياه ومجموعة متنوعة من أواني المطبخ بما في ذلك الملاعق، والرحايا وهي طواحين دائرية من الحجر مع مقبض خشبي في الأعلى لطحن الحبوب، وأواني الصلصال التي تُستخدم للحفاظ على برودة المياه خلال الصيف، وأفران من الطين.

كما تُعرض أدوات الصيد والزراعة بما في ذلك المنجل، وبنادق الصيد، وشباك الصيد والرماح التي يستخدمها عرب الأهوار لصيد الأسماك.

اليونسكو أدرجتها كمحمية

منطقة الأهوار كانت تغطي 9000 كيلومتر مربع في السبعينات لكنها تقلصت إلى 760 كيلومتر مربع بحلول عام 2002، ثم استعادت نحو 40 في المئة من المنطقة الأصلية بحلول عام 2005. ويقول العراق إنه يهدف إلى استعادة 6000 كيلومتر مربع في المجمل.

هذه الأراضي الرطبة، التي يعتقد أنها جنات عدن التي وردت في الكتاب المقدس، والتي في جنوب شرق العراق، وتم تجفيفها بالكامل خلال حكم صدام حسين لاعتبارات أمنية؛ تم إدراجها في يوم 17 تموز (يوليو) 2016، على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، كمحمية طبيعية دولية، بالإضافة إلى المدن الأثرية القديمة الموجودة بالقرب منها مثل أور وإريدو والوركاء.

وتتغذى أهوار بلاد ما بين النهرين من مياه دجلة والفرات. ويهيئ التقاء النهرين بيئة ملائمة لمصايد الأسماك، وموطناً لأنواع نادرة من الطيور مثل طائر أبو منجل. كما تتيح ما يشبه الاستراحة لآلاف الطيور البرية في طريق هجرتها بين سيبيريا وأفريقيا.

للمزيد على يورونيوز:

يضيف حبيب أن بعض المعروضات هي ممتلكات شخصية له، بينما تم جمع أشياء أخرى من السكان. وأضاف أنه في بعض الأحيان يجد صعوبة في إقناع الناس بتسليم مواد انتقلت إليهم من أجدادهم عبر الأجيال.

وقال حبيب "أنا تقريباً من ثلاث سنوات بديت أجمع وقبلها إحنا عندنا مقتنيات شخصية، بديت أجمع كل المقتنيات التي تخص الأهوار حصراً، الشغلات التي تخص الأهوار، صور فوتوغرافية قديمة، لوحات تخص الأهوار، الأواني مال البيت، الحلي، كل الشغلات إلي يستخدمونها سكان الأهوار، يعني تلاحظ أنت الآن هو باعتبار بيت من بيوت سكان الاهوار يحمل كل وسائل المعيشة إلي كانت متوفرة بالبيوت".

ويأمل حبيب في الحصول على مكان أكبر للمتحف، بحيث يحتوي على عدد من القاعات ليمكنه عرض عناصر كبيرة الحجم مثل القوارب والملابس التقليدية لسكان الأهوار والصور الفوتوغرافية والأفلام الوثائقية.

وقال أيوب محمد غازي، وهو مواطن من الأهوار "هاي كانت موجودة عندنا بالأهوار ولها تاريخ، وهي هاي بالنسبة تراثنا هي من السومريين بس مرت بينا مرحلة من المراحل صارت اهتزازات بالأهوار وتجفيفها والنظام البائد، فاندثرت هاي المعالم يعني الأثرية. فهسه اليوم من إجينا وشفنا وجمعوها بهذا المكان فدا شي يفرح يرجع لك تراثك، يرجع لك أصالتك، يرجع لك تاريخك القديم هذا. فإحنا نكيف بهيج موضوع ونتمنى أن يكون هذا يتنمى ويتطور بعد للأحسن".

سكان البطائح!

وعاش عرب الأهوار في الأراضي الرطبة لآلاف السنين لكنهم كانوا على هامش المجتمع العراقي.

وأطلق العرب الاوائل على هذه المناطق اسم "البطائح"، جمع بطيحة، لأن المياه تبطحت فيها، اي سالت واتسعت في الأرض وكان ينبت فيها القصب.

وتقدر إحدى الدراسات تعدادهم بنحو 400 ألف نسمة في الخمسينيات من القرن الماضي، وأقاموا في جزر صغيرة طبيعية أو مصنعة، مستخدمين نوعاً من الزوارق يسمى بالمشحوف في تنقلهم وترحالهم.

لكن كثيرين منهم فروا من قمع السلطات، وتحولوا إلى نازحين لأسباب اقتصادية.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مشروع ياباني للحفاظ على كنوز مصر القديمة

نواب غاضبون يعطلون جلسة لبرلمان العراق للتصويت على باقي أعضاء الحكومة

شاهد: أكراد العراق يحتفلون بعيد النوروز بحمل المشاعل والألعاب النارية