العنصرية تسوق لنفسها في شوارع برلين.. دعوة لرحيل السوريين ومديح للأسد

العنصرية تسوق لنفسها في شوارع برلين.. دعوة لرحيل السوريين ومديح للأسد
Copyright 
بقلم:  Alma Intabli
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

بدأ سكان العاصمة الألمانية برلين الخميس يومهم بمتابعة حملة إعلانية جديدة، احتلت صناديق الإعلانات الطرقية في محطات المترو والحافلات. مضمون الحملة وماهية المنتج؟ جرعات جديدة من العنصرية والتطرف اليميني ضد اللاجئين، تحديداً السوريين منهم.

اعلان

بدأ سكان العاصمة الألمانية برلين الخميس يومهم بمتابعة حملة إعلانية جديدة، احتلت صناديق الإعلانات الطرقية في محطات المترو والحافلات.

مضمون الحملة وماهية المنتج؟

جرعات جديدة من العنصرية والتطرف اليميني ضد اللاجئين، تحديداً السوريين منهم.

فأمام العلم السوري المستخدم من قبل النظام، ويد ترفع علامة النصر، كتبت دعوة بأحرف كبيرة تقول: "عودوا لدياركم، الحرب انتهت، سوريا بحاجة إليكم".

ليضيف نص صغير يتذيل الإعلان التالي: "مع سقوط آخر معقل لداعش ، تحتاج سوريا إلى شباب وشابات للمساعدة في إعادة بناء بلدهم بعد سنوات الحرب".

حركة متطرفة صديقة للأسد وراء الحملة

على الملصقات يظهر شعار "حركة الهوية"، وكذلك عنوان الموقع الإلكتروني لهذه الحركة اليمينية المصنفة بحسب هيئة حماية الدستور على أنها في "حالة اشتباه".

حيث تقول الهيئة: " إن أفراداً في حركة الهوية لديهم صلات بالمشهد اليميني المتطرف، كما أن بعض أبرز ناشطيها انتموا سابقاً لمنظمات يمينية متطرفة. وبناء على هذه الخلفية وموقف الحركة من اللجوء والإسلام، هناك مؤشرات فعلية على "جهود" يمينية متطرفة تبرر دراسة التجمع من قبل المكتب الاتحادي لحماية الدستور في سياق حركة وقضية مشتبه بها".

وبحسب صحيفة بيلد الألمانية فإن الحركة تنظم مشروعاً آخراً في سوريا ولبنان، يزعم أنه يقدم المساعدات إلا أنه من جانب آخر يعمل على التقليل من شأن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق السوريين.

وتقوم منظمة المساعدة البديلة والتي تعرف اختصاراً بـAHA بالتسويق لما تسميه الأمان الذي تتمتع به المناطق الخاضعة لنظام الأسد، وتكاد تكون المنظمة غير الربحية الوحيدة التي تحاول منع اللاجئين من الوصول لأوروبا، وتعمل حالياً على مشاريع صغيرة في سوريا كما في بلدة معلولا على سبيل المثال.

حركة الهوية هي حركة قومية بيضاء أوروبية وأمريكية شمالية وأسترالية ونيوزيلندية.

نشأت في فرنسا، وبدأت كحركة شبابية مناهضة للصهيونية والهجرة وهي جزء من اليمين العالمي.

تعد الحركة أيضًا جزءًا من حركة مكافحة الجهاد، حيث يتبنى العديد من أتباعها نظرية مؤامرة الإبادة الجماعية البيضاء ونظرية مؤامرة الإحلال العظيم التي يؤمن بها سفاح نيوزيلندا الذي فتح النار على مصلين في مسجدين في نيوزيلندا وقتل نحو خمسين شخصاً.

نشرت حركة أنصار الهوية "Identitären Bewegung" في برلين، ملصقات إعلانية تحت شعار "انتهت الحرب - سوريا بحاجة إليك!"...

Publiée par ‎أخبار ألمانيا News aus Deutschland‎ sur Jeudi 25 avril 2019

كيف سمحت شركة الإعلان بذلك؟

بحسب صحيفة بيلد فإن الإعلانات المنتشرة في العاصمة وضعت في الواجهات الإعلانية التي تؤجرها شرطة فال الإعلانية.

ولا يبدو أن الملصقات وضعت داخل الصناديق عنوة، بل بشكل نظامي، ودون استخدام أي شكل من أشكال العنف.

وحول كيفية وصل الملصقات لصناديق فال قالت الشركة لصحيفة بيلد عبر متحدثة باسمها: "لم نعط هذه الجماعة أي منصة للعرض بأي شكل من الأشكال، قاموا بتعليق الملصقات بشكل غير قانوني تماماً، استخدموا منصاتنا بطريقة احتيالية. لسوء الحظ حادثة مماثلة وقعت على مستوى أضيق في الربع الأول من هذا العام في برلين، وكانت الحركة نفسها وراءها أيضاً".

وأضافت المتحدثة أن الشركة وردتها اتصالات وبلاغات حول الملصقات وأن فريقاً من الشركة يقوم بإزالة الملصقات والتأكد من خلو المدينة منها.

هل هي المرة الأولى؟

لا، ليست المرة الأولى.

فقد اعتادت مدن ألمانية عدة منذ سنوات، ومع اشتداد أزمة اللجوء إلى أوروبا، على رؤية مثل هذه الملصقات والدعوات.

حيث تقوم العديد من الحركات المتطرفة بتوزيع منشورات أو وضع ملصقات تحمل نفس المعنى.

اعلان

يقول الصحفي السوري المقيم في برلين، عامر مطر: "ليست المرة الأولى التي نرى مثل هذه الإعلانات في برلين أو في ألمانيا عموماً، والتي تدعو للعودة إلى سوريا أو إلى البلاد التي ينحدر منها اللاجئون والمهاجرون. منذ 2015 وحتى اليوم، دائماً ما نرى مثل هذه اللوحات في الشوارع، أحياناً هي إعلانات رسمية، وأحياناً مبادرات غير رسمية كمنشورات يطبع عليها عبارة "إرجع لبلدك" بالعربية أو الإنكليزية، خصوصاً في مناطق الشرق".

ويضيف: "نسبة كبيرة مما نراه في الشارع من حملات مشابهة منبعه عنصري، وهو مختلف عما تنشره الحكومة".

يذكر أن الحكومة الألمانية قد بدأت برنامجاً للعودة الطوعية، تقدم من خلاله الحكومة الاتحادية دعماً مالياً لطالبي اللجوء لتشجيعهم على العودة إلى بلدانهم، يتضمن العرض تأمين النفقات اللازمة للسكن في الموطن الأصلي لمدة عام.

والذي بدوره أثار جدلاً كبيراً عند طرحه، وحينها كذلك انتشرت لوحات إعلانية في الشوارع ومحطات المواصلات تحمل شعار: "العودة الطوعية إلى الوطن ... وطنك مستقبلك".

وتسببت الحملة بإطلاق عريضة إلكترونية وقع عليها آلاف الألمان من أجل إزالة الإعلانات واستقالة وزير الداخلية هورست زيهوفر.

اعلان

وكان جدل آخر قد اندلع مؤخراً بسبب تقارير عن ترحيل أول لاجئ سوري بسبب سجله الجنائي وجرائم أقدم على القيام بها، ليتبين لاحقاً، أن اللاجئ المذكور عاد طوعياً بعد أن تم تشجيعه على ذلك وتعويضه بالمال.

إذاً هل موقف الحكومة الألمانية متناقض؟

رغم عمل الحكومة نفسها على برامج إعادة طوعية للاجئين إلا أن تقريراً لوزارة الخارجية الألمانية حول الوضع الحالي في سوريا يقول بحسب صحيفة بيلد: "لا توجد حماية داخلية شاملة وطويلة الأجل وموثوق بها للأشخاص المضطهدين في أي جزء من سوريا". لا يوجد "يقين قانوني أو حماية ضد الاضطهاد السياسي والاعتقال التعسفي والتعذيب".

ورغم أن فكرة الترحيل منفية تماماً من قبل الحكومة حالياً، إلا أن الحديث عنها لا يهدأ، فمثلاً أكد وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، في حوار مع صحيفة "بيلد" في يناير/ كانون الثاني 2019 عزمه تشديد قواعد الترحيل، مضيفاً أن طالبي اللجوء الذين يتورطون في أعمال عنف يجب أن يغادروا البلاد.

إضافة إلى تشديد شروط الإقامة وتجديدها وقبول اللجوء.

للمزيد على يورونيوز:

اعلان

ألمانيا تحققُ في حصولِ شاب مغربي مدان بالإرهاب على أموال قبل ترحيله إلى وطنه

ماليزيا ترحل ستة مصريين بسبب انتمائهم لجماعة الأخوان المسلمين ومخاوف من تعرضهم للتعذيب

زعيم الحزب الحاكم في الهند يتعهد بإلقاء اللاجئين المسلمين في خليج البنغال

ماذا عن المستهدفين؟

يتخوف السوريون عموماً في ألمانيا من القادم، خاصة في ظل ما يصفونه بتصاعد العداء ضد اللاجئين والأجانب وصعود اليمين المتطرف أكثر فأكثر.

اعلان

يقول مطر: "لا أستطيع الجزم برد الفعل من الجالية السورية تجاه هذه الحملات، ولكن في العموم السوريون هنا يصمتون ويتجاهلون،محاولين التركيز في محاولات بدء حياتهم الجديدة في هذه البلاد، رغم خوفهم".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

نائب مسلم يقول إنه طُلب منه مغادرة البرلمان الأوروبي في اول أيام انعقاده

مرشح سابق للانتخابات الرئاسية الفرنسية يثير الجدل حول سكان أفريقيا

هل حفّز حريق "نوتردام" من "كراهية الإسلام" عند اليمين الأوروبي المتطرف؟