هل تصبح الهجرة الموجّه الرئيسي للسياسة الأوروبية تجاه الصراع الليبي؟

هل تصبح الهجرة الموجّه الرئيسي للسياسة الأوروبية تجاه الصراع الليبي؟
Copyright 
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

أدى تدفق موجات الهجرة عبر ليبيا إلى بروز شخصيات سياسية يمينية مثل ماثيو سالفيني، السياسي الإيطالي الذي يتزعم حزب "الرابطة" المناهض للهجرة، الذي احتل اسمه العناوين الأبرز في الصحف المحلية والأوروبية على حد سواء، خاصة بعد عدم سماحه للمهاجرين من مغادرة سفن الإنقاذ في الموانئ الإيطالية.

اعلان

مئات الآلاف من الأشخاص قدّ يطلبون اللجوء، هرباً من القتال جرّاء محاولة الجنرال الليبي خليفة حفتر، الاستيلاء على العاصمة طرابلس الغرب، تلك كانت رسالة مباشرة إلى الإيطاليين والاتحاد الأوروبي وجهها رئيس وزراء ليبيا فايز السراج الذي يقود حكومة الوفاق الوطني المعترف بها في الأمم المتحدة.

وتضمنت الرسالة تحذيراً واضحاً لإيطاليا، البلد الذي استعمر ليبيا لأكثر من ستة عقود خلال القرن الماضي، وأيضاً تحذيراً لكافة دول الاتحاد الأوروبي من التداعيات المحتملة لحرب أهلية طويلة الأمد في البلاد، وخاصة تلك التداعيات المتعلقة باستعادة معدّلات الهجرة انطلاقاً من شواطئ ليبيا باتجاه الشواطئ الأوروبية لعافيتها ونشاطها.

ولطالما كانت ليبيا ممراً للمهاجرين الفارّين من الحروب والفقر، في طريقهم للوصول إلى الاتحاد الأوروبي، لقد كانت شواطئ ليبيا هي النقطة الأخيرة في اليابسة الإفريقية قبل أن يتخذ المهاجر قارباً أو ما شابه للإبحار إلى أقرب نقطة أوروبية برية، وكانت جزيرة لامبيدوسا الإيطالية في البحر الأبيض المتوسط، هي تلك النقطة ـ الأمل بالنسبة للمهاجرين.

نحو 360 ألف لاجئ ومهاجر جازفوا بحياتهم من أجل عبور المتوسط في العام 2016، حين وصل نحو 180 ألف شخص إلى إيطاليا و170 ألف إلى اليونان، ومنذ ذلك الحين، حاولت روما والاتحاد الأوروبي إغلاق الطريق الليبي إلى إيطاليا، وذلك من خلال تمويل خفر السواحل الليبيين لاعتراض المهاجرين، وفي النصف الثاني من عام 2018 ، أجبر خفر السواحل 85 بالمائة ممن أبحر على قوارب "الهجرة غير الشرعية"، على العودة إلى الشواطئ الليبية.

وأدى تدفق موجات الهجرة عبر ليبيا إلى بروز شخصيات سياسية مثل ماثيو سالفيني، السياسي الإيطالي الذي يتزعم حزب "الرابطة" المناهض للهجرة، الذي احتل اسمه العناوين الأبرز في الصحف المحلية والأوروبية على حد سواء، خاصة بعد عدم سماحه للمهاجرين من مغادرة سفن الإنقاذ في الموانئ الإيطالية.

يقول وزير الداخلية الإيطالي : "(المهاجرون) يقولون أريد منزلاً، أريد وظيفة، أريد مستندات، أريد أن أكون جيدًا"، ويستطرد سالفيني بالقول: " أنا أيضًا أريد، أريد، أريد، لكن لسوء الحظ، ليس كل شيء متاحاً للجميع".

دفعت تكتيكات سلفيني المتشددة ، بما في ذلك إبقاء 177 مهاجراً على متن سفينة لمدة خمسة أيام ، المدعين العامين للتحقيق معه بتهمة اختطاف المهاجرين.

في غضون ذلك، حاول الاتحاد الأوروبي عرقلة طريق ليبيا إلى إيطاليا عبر تمويل السلطات المحلية، إضافة لتمويل النيجر البلد الجنوبي الرئيس لليبيا، بمبالغ وصلت إلى 230 مليون يورو.

ونتيجة للإجراءات التي اتخذتها إيطاليا ودولة أوروبية أخرى بشأن الهجرة عبر ليبيا، فقد انخفض عدد المهاجرين بشكل كبير، لكن هذا دفع المهاجرين إلى البحث عن بديل، وكانت ضالتهم في المغرب التي باتت معبراً نحو إسبانيا.

ربما تكون إيطاليا قد شهدت انخفاضاً في أعداد المهاجرين، لكن حكومتها ترى في ذلك نجاحاً وتحذيراً من موجة هجرة أخرى محتملة، مما يعني أن روما حريصة أشد الحرص على رؤية هدنة في طرابلس الغرب.

للمزيد في "يورونيوز":

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

14 دولة أوروبية تؤيد آلية لتوزيع المهاجرين وإيطاليا تتحفظ

بروكسل تطالب روما بحلٍ سريع لمهاجرين على متن سفينة إنقاذ دخلت المياه الإقليمية الإيطالية

شاهد: اتهام حراس سواحل ليبيين بانتهاك القانون الدولي