4 دول أوروبية اختارت أغلبية من اليمين المتطرف لتمثيلها في البرلمان الأوروبي

وزير الداخلية ورئيس حزب الرابطة ماتيو سالفيني
وزير الداخلية ورئيس حزب الرابطة ماتيو سالفيني Copyright  REUTERS/Alessandro Garofalo
بقلم:  Samir Youssef
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

الانتخابات الأوروبية أفرزت عن تسليم أكثرية التمثيل الأوروبي للأجنحة اليمينية المتطرفة في أربع دول، فيما حققت تلك الأجنحة خرقاً كبيراً في دولتين أخريين.

اعلان

حققت الأحزاب اليمينية المتطرفة تقدماً ملموساً في الانتخابات الأوروبية التي تم إجراؤها يوم أمس، الأحد، ويمكن القول إنه صار هناك لهذه العائلة السياسية 115 مقعداً في البرلمان الأوروبي، المؤلف من 751 مقعداً.

وتشير النتائج الأخيرة إلى أن أكثر من 15 بالمئة من المقترعين الأوروبيين صوّتوا لصالح اليمين المتطرف.

بطبيعة حال، لا يمكن شمل الدول الأوروبية كلّها ضمن التقدم الذي حققته تلك المجموعات، التي بالمناسبة، تتفق في نقاط سياسية وتختلف في أخرى فيما بينها.

أربع دول غربية

ثمة واقع لا يمكن إنكاره: يتصدر اليمين المتطرف النتائج شبه النهائية في دول كبيرة، لها تاريخ أوروبي، عريق، منها فرنسا وإيطاليا وبلجيكا، إضافة إلى بريطانيا التي تتمتع بتاريخ متقلب من العلاقات مع الاتحاد.

إذا كان التمثيل الأوروبي لحزب "التجمع الوطني" الفرنسي (الجبهة الوطنية سابقاً)، الذي تتزعمه مارين لوبان، لم يتغيّر كثيراً عنه في العام 2014، فإن حزب "الرابطة" الإيطالي الذي يقوده وزير الداخلية، الشعوبي، ماتيو سالفيني، حصل على 28 مقعداً من 73 في إيطاليا، بحسب ما تشير إليه النتائج الأولية.

البرلمان الأوروبي
حصد التجمع الوطني بقيادة مارين لوبين 23.31 بالمئة من أصوات الفرنسيينالبرلمان الأوروبي

وهذا يعني أن "الرابطة" حصد نحو 28 بالمئة إضافية من أصوات الناخبين الإيطاليين وهذا تغير كبير جداً، قد تمكن إحالته إلى ملل الشعب الإيطالي من سياسات بروكسل. وتمكن أيضاً إضافة 5 مقاعد تابعة للقوميين الإيطاليين إلى 28، بحيث يصبح المجموع 33 مقعداً لليمين المتطرف الإيطالي مقابل 26 للأحزاب الأخرى.

في فرنسا يختلف الأمر. صحيح أن "التجمع الوطني" حصد 22 مقعداً نيابياً حتى الساعة ولكنه التيار الوحيد الذي يمثل اليمين المتطرف، بينما يبقى 52 مقعداً لممثلين من أحزاب أخرى. بقول آخر، لن يمثل اليمين المتطرف فرنسا حقاً في البرلمان الأوروبي، بعكس إيطاليا وبريطانيا.

البرلمان الأوروبي
في إيطاليا أتاح حزب "رابطة الشمال" بقيادة سالفيني بجميع خصومهالبرلمان الأوروبي

والمفارقة أيضاً أن بلجيكا، وفيها بروكسل، عاصمة القرار الأوروبي ومقر المؤسسات الأوروبية، صوتت لصالح الحزب القومي الفلماني بنسبة أكبر، حيث حصد "فلامس بيلانغ" نحو 8 بالمئة من الأصوات الإضافية مقارنة بانتخابات 2014، وصار للأحزاب اليمينية البلجيكية 6 مقاعد في البرلمان.

في الجانب البريطاني، تمكن اليمين المتطرف والشعبوي بقيادة نايجل فاراج، من كسب نحو 33 مقعداً إذا ما حسبنا ضمناً مقاعد الوطنيين القوميين. وتتمثل بريطانيا بثلاثة وسبعين مقعداً في البرلمان الأوروبي، ويقول البعض إن الكتلة البريطانية ليست مهمة إلى هذا القدر خصوصاً في ظل استكمال إجراءات بريكست.

البرلمان الأوروبي
بريطانيا حاز "بريكست" بقيادة نايجل فاراج على 31.69 من الأصوات حتى الساعةالبرلمان الأوروبي

دولتان شرقيتان

في الشق الشرقي من الاتحاد الأوروبي حققت الأحزاب اليمينية المتطرفة نتائج ممتازة في كل من بولندا والمجر. ويبدو أن تمثيل الأخيرة في البرلمان الأوروبي سيكون مؤلفاً بنسبة الثلثين تقريباً من ممثلين عن أحزاب يمينية متطرفة (13 مقعداً من 27 بحسب النتائج الأخيرة). كل ذلك بقيادة رئيس الحكومة الحالي فيكتور أوربان.

وفي بولندا فاز القوميون والوطنيون بنحو 26 مقعداً من أصل 51، وهذا يعني أن الأكثرية النيابية البولندية في البرلمان الأوروبي ستتألف من اليمين المتطرف.

والحال أن دولتين مثل بولندا والمجر في مشاكل شبه دائمة مع بروكسل نتيجة الخرق المتكرر للقوانين فيهما، خصوصاً فيما يتعلق بحقوق التعبير وضمان الصحافة ولكن أيضاً مسألة الهجرة.

أيضاً على يورونيوز:

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

البرلمان الأوروبي الجديد يستهلّ افتتاح أولى جلساته بقرار تأجيل انتخاب الرئيس

دليل لكيفية قراءة نتائج الانتخابات الأوروبية

استطلاع حصري يُظهر صعود الشعبويين واليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية المقبلة