شهدت ساحات المسجد الأقصى هذا الأحد مواجهات بين المصلين وقوات الأمن الإسرائيلية التي كانت ترافق مستوطنين دخلوا إلى ساحات المسجد من باب المغاربة.
قالت وسائل إعلام إسرائيلية وأخرى عربية إن عناصر من الشرطة ومئات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، اليوم، الأحد، بعد أن سمحت لهم قوات الأمن بذلك، ما أدى إلى وقوع اشتباكات وتدخل أجهزة الأمن.
وللمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً يحل "يوم القدس" في آخر ثلاثة أيام من رمضان. وبحسب ما تقوله هآرتس، قامت مجموعة مؤلفة من نحو 120 مستوطناً بالدخول إلى المسجد ما أدى إلى اشتباكات مع المصلين وتدخل الأمن.
ونشر موقع "Ynet" التابع للصحيفة الأبرز في إسرائيل، يديعوت أحرونوت، شريط فيديو، يوثق عملية الاقتحام التي نفذتها قوات الأمن، والمواجهات في داخل الحرم المقدس بين المصلين والمستوطنين.
ونرى في الفيديو الذي تمّ تصويره من جانب المصلين، مجموعة من المصلين يرمون الكراسي وأشياء أخرى على المستوطنين الذين يحاولون دخول المسجد، ومن ثم يتم إطلاق قنابل مسيلة للدموع ويبدأ اقتحام الشرطة.
وكانت الشرطة تمنع دخول اليهود إلى حرم المسجد في آخر عشرة أيام من رمضان منذ عشر سنين.
وفي أول ردّ فعل فلسطيني قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سامي أبو زهري ان إفراغ المسجد الأقصى بالقوة والاعتداء على المصلين هو تصعيد خطير وانتهاك لحرمة الديانة والمقدسات الإسلامية وسيكون له تداعياته. وأضاف أبو زهري في تغريده له على تويتر : " حكام الأمة والمجتمع الدولي هم أمام اختبار حقيقي إزاء هذا التصعيد".
وسُجلت إصابات في صفوف المصلين الفلسطينيين فيما اعتقل آخرون إثر اقتحام القوات الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى لتأمين دخول المستوطنين ساحات الحرم.
وشهدت ساحات الحرم حالة من التوتر عقب اقتحام عناصر من الوحدات الخاصة والتدخل السريع الأقصى من جهة باب المغاربة، حيث قامت قوات الاحتلال بإغلاق المصلى القبلي وإطلاق القنابل الصوتية والرصاص المطاطي داخل الأقصى ومحاصرة المصلين في المصلى القبلي.
وأكد أحمد التميمي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في بيان أن القوات الإسرائيلية تجاوزت كافة الخطوط الحمراء بتجرؤها على المسجد الأقصى في حرمة شهر رمضان المبارك والاعتداء على المصلين وإخراجهم منه بالقوة وإصابة الكثير منهم وإغلاق المسجد القبلي بالسلاسل الحديدية وإدخالها للمئات من عصابات المستوطنين إلى ساحاته والذين قاموا باستفزاز المصلين بأساليب مختلفة.
واعتبر التميمي أن "هذا العدوان الجديد يؤشر إلى النوايا المبيتة لتقسيم المسجد الأقصى تمهيدا للسيطرة عليه وتهويده كما حصل مع الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل".