أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تحسن العلاقات بين لندن وموسكو سوف يعود بالنفع على 600 شركة بريطانية قال إنها تعمل في روسيا وقال "يريدون الشعور بالأمان... ونعتبرهم أصدقاء".
رفض الكرملين الجمعة دعوة الحكومة البريطانية لروسيا بتغيير سلوكها على الساحة الدولية، وحمّل لندن المسؤولية عن تدهور علاقاتها مع موسكو.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين دعا يوم أمس الخميس إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع لندن بعد تدهور العلاقات الثنائية على خلفية قضية تسميم العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال، ورداً على الدعوة الروسية، قالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس: إن العلاقات بين بريطانيا وروسيا لا يمكن أن تتحسن إلا إذا غيرت موسكو سلوكها.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله اليوم "لا، لن نغير من سلوكنا لأن كل ما تريده روسيا هو علاقات تأتي بالنفع على الطرفين وتضع في الحسبان مصالح بعضنا البعض".
وتسبب تسميم سيرجي سكريبال وابنته يوليا في آذار/مارس من العام الماضي بمدينة سالزبري بواسطة غاز أعصاب في إثارة موجة من طرد الدبلوماسيين الروس من الغرب ورد من روسيا بالمثل وتسبب أيضا في تدهور العلاقات بين لندن وموسكو لمستوى يماثل فترة ما بعد الحرب الباردة.
للمزيد في "يورونيوز":
- العلاقات البريطانية-الروسية إلى أين؟
- موسكو تطالب بريطانيا بسحب المزيد من دبلوماسييها في روسيا
- بريطانيا تحذر روسيا بعد احتجاز مواطن أمريكي بريطاني بتهمة التجسس
وقال بوتين في حديث لوسائل الإعلام على هامش منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي العالمي إنه يأمل في أن من سيخلف تيريزا ماي في رئاسة وزراء بريطانيا سيرى ما وصفها بالصورة الأشمل ويتخطى قضية سكريبال.
ومن المقرر أن تستقيل ماي قريبا بعد فشلها في إقناع البرلمان بدعم اتفاق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وحزب المحافظين الحاكم بصدد اختيار من سيخلفها.
وتابع بوتين قائلا "إنه عميلكم ليس عميلنا. هذا يعني أنكم تجسستم علينا ومن الصعب علي بالتالي أن أحدد ما حدث له. نحتاج لنسيان كل ما يتعلق بذلك"، مضيفاً أن "القضايا العالمية المتعلقة بالمصالح الوطنية المشتركة في مجالات الاقتصاد والأمن والمجتمع أهم من الألاعيب التي تقوم بها أجهزة المخابرات".
وأكد بوتين أن تحسن العلاقات بين لندن وموسكو سوف يعود بالنفع على 600 شركة بريطانية قال إنها تعمل في روسيا وقال "يريدون الشعور بالأمان... ونعتبرهم أصدقاء".
ويجدر بالذكر أن العلاقات بين موسكو ولندن تشهد منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2006 توتّراً إثر وفاة العميل الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو مسموماً بالبولونيوم المشّع في بريطانيا. وحمّلت لندن السلطات في موسكو المسؤولية، وجاءت قضية سكريبال لتزيد الأمور تعقيداً على صعيد العلاقات الثنائية، مع الإشارة إلى سياسات البلدين تتعارض في الكثير من الملف الدولية، من بينها الأزمة الأوكرانية والملف السوري والفنزويلي والإيراني وغيرها.