هل اللحوم البيضاء أقل ضررا من اللحوم الحمراء؟ دراسة أمريكية تقول غير ذلك

قطعة من صدر الدجاج
قطعة من صدر الدجاج Copyright بابليك دومين فايلز Public Domain Files
بقلم:  Samia Mekki
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

هل اللحوم البيضاء أقل ضررا من اللحوم الحمراء؟ دراسة أمريكية تقول غير ذلك شككت دراسة علمية في الاعتقاد الشائع بأن اللحوم البيضاء مثل الدجاج لا تسبب ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم مقارنة مع اللحوم الحمراء وعلى رأسها لحم الضأن والبقر.

بين اللحوم الحمراء والبيضاء أيّها نختار؟

اعلان

كل يوم يمر إلا ويحمل معه أخبارا ونصائح غذائية قد تناقض أحيانا توصيات سابقة تحت شعار كيف تحافظ على صحة جيدة وما هو الغذاء الأمثل لتجنب الأمراض المرتبطة بالعادات الغذائية.

أكل لحم البقر أو الدجاج سيّان هذا يقوله لنا بعض باحثون أمريكيون. شككت دراسة علمية في الاعتقاد الشائع بأن اللحوم البيضاء مثل الدجاج لا تسبب ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم مقارنة مع اللحوم الحمراء وعلى رأسها لحم الضأن والبقر. 

ورغم وجود عدة أبحاث تؤكد وجود علاقة بين اللحوم الحمراء وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب، فإن الدراسة الأخيرة التي نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية **_American Journal of Clinical Nutrition _**تشير إلى أن العلاقة ببن اللحوم البيضاء والكوليسترول لم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل دوائر الأبحاث الطبية.

لهذا السبب، قامت مجموعة من الباحثين في الولايات المتحدة تحت إشراف الدكتور رونالد كراوس وهو مدير معهد طبي مختص في أمراض تصلب الشرايين بمستشفى أوكلاند للأطفال بولاية كاليفورنيا بدراسة مستفيضة عن العلاقة بين اللحوم البيضاء ونسبة الكوليسترول في الدم.

أجرى الدكتور كراوس وزملاؤه تجارب لمعرفة أثر تناول اللحوم على مستويات الدهون والبروتينات الدهنية والتي تتحول في نهاية المطاف إلى كوليسترول ضار ودهون تترّسب في الأوعية الدموية.

نظام غذائي يحتوي على اللحوم وآخر خال منها

شملت الدراسة أشخاصا أصحّاء من الجنسين يتراوح سنّهم بين 21 و65 عاما، أما مؤشر كتلة الجسم لديهم فكان يبلغ ما بين 20 إلى 35 كلغ للمتر المربع. وقام الباحثون بتقسيمهم إلى مجموعتين بناء على مدى استهلاكهم لكميات كبيرة أو قليلة من الدهون المشبعة.

بعد ذلك، وبحسب المجموعة التي ينتمون إليها، أُخضع هؤلاء الأشخاص عشوائيا  إلى نظام غذائي قائم على تناول اللحوم الحمراء أو البيضاء ونظام آخر ليس فيه لحوم. وقد تناول أفراد المجموعتين الغذاء الذي حدده لهم الباحثون عل مدى أربع أسابيع.

وبعد انتهاء فترة الاختبار، قام العلماء بقياس مستوى البروتينات الدهنية المنخفضة أو (الكولسترول السيء) ونسبة الكولسترول الجيد.

بين اللحوم البيضاء والحمراء.. لا فرق

وجدت الدراسة أن الامتناع عن أكل اللحوم على اختلاف أنواعها قد أدى لانخفاض نسبة الكوليسترول في الدم بشكل أكبر مما كان العلماء يعتقدونه قبل إجراء البحث.

في المقابل تبين أن تناول اللحوم الحمراء والبيضاء تسبب في ارتفاع مستويات الكوليسترول بنسبة أكبر مقارنة مع تناول بروتينات نباتية وبنفس الكمية.

كما أن المستويات المرتفعة من الكوليسترول لم تكن بحسب البحث، مرتبطةً بمسألة ما إذا كان النظام الغذائي المتبع يحتوي على دهون مشْبعة أو لا.

ويقول الدكتور كراوس في هذا الصدد: "عندما قمنا بالدراسة، توقعنا أن تكون اللحوم الحمراء أكثر ضررا وتأثيرا على نسبة الكوليسترول في الدم مقارنة مع اللحوم البيضاء. لكننا تفاجأنا بأن الأمر لم يكن كذلك، وبأن تأثير تلك اللحوم على الكولسترول هو نفسه في حالة وجود مستويات مماثلة من الدهون المشبعة".

ويضيف المشرف على الدراسة أن تناول البروتينات التي لا تكون اللحومُ مصدرَها مثل الخضروات والألبان والبقوليات، له تأثير إيجابي على نسبة الكولسترول في الدم. وأشار العلماء إلى أن البحث لم يتضمن دراسة آثار تناول السمك او اللحوم المصنعة ولا لحم الأبقار التي يكون الحشيش غذاءها الرئيسي.

ويخلص الباحثون إلى أن النتائج تتسق مع توصيات سابقة التي تدعو لتبني نظام غذائي قائم على البروتينات النباتية، لكن خصوصية الدراسة تكمن في أنها أول دراسة تثبت أن تناول اللحوم البيضاء والحمراء يؤدي أكثر إلى ترسّب نسبة الكوليسترول السيء بنسبة مقارنة مع نظام غذائي قائم على تناول بروتينات نباتية" بحسب الدكتور كراوس وزملائه.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

دراسة تثبت وجود ارتباط بيولوجي بين اللحوم الحمراء وسرطان القولون

قريباً في الأسواق.. شرائح لحم منتجة في المختبر حفاظاً على البيئة

مزارعون إيرلنديون ينددون باتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي ودول ميركوسور.. ما السبب؟