محتوى الشريك

 Eurasian Media Forum
يُستخدم "محتوى الشريك" لوصف محتوى العلامة التجارية الذي يدفع له المعلن ويتحكم فيه بدلاً من فريق التحرير في يورونيوز. يتم إنتاج هذا المحتوى من قبل القسم التجاري والإعلاني ولا يشمل طاقم تحرير يورونيوز أو صحفيي الأخبار. يتحكم الشريك الممول في الموضوعات والمحتوى والموافقة النهائية بالتعاون مع قسم الإنتاج التجاري في يورونيوز.
محتوى الشريك
يُستخدم "محتوى الشريك" لوصف محتوى العلامة التجارية الذي يدفع له المعلن ويتحكم فيه بدلاً من فريق التحرير في يورونيوز. يتم إنتاج هذا المحتوى من قبل القسم التجاري والإعلاني ولا يشمل طاقم تحرير يورونيوز أو صحفيي الأخبار. يتحكم الشريك الممول في الموضوعات والمحتوى والموافقة النهائية بالتعاون مع قسم الإنتاج التجاري في يورونيوز.
Eurasian Media Forum

من العولمة إلى فضاء التدوين الإلكتروني: مناظرات منفتحة تميز "الإعلام الأوروبي الآسيوي"

من العولمة إلى فضاء التدوين الإلكتروني: مناظرات منفتحة تميز "الإعلام الأوروبي الآسيوي"

من السياسة العالمية إلى الإفراط العالمي في الاستهلاك وظهور الذكاء الاصطناعي ومشهد فضاء التدوين الإلكتروني في الوقت الراهن، قضايا كبرى تناولها بجرأة منتدى الإعلام الأوروبي الآسيوي لعام 2019 الذي انعقد في مدينة ألماتي في كازاخستان على مدار ثلاثة أيام في شهر مايو. وقد سعى المنتدى إلى مناقشة القضايا الرئيسية التي تواجه الإعلام في وقتنا الراهن تحت عنوان شامل: "العالم اليوم: هل يتحول واقعنا؟".

تعد كازاخستان موقعاً مثالياً لمناقشة هذه القضية، حيث ذكر الرئيس الأرميني أرمين سركسيان في خطابه الذي ألقاه أمام المنتدى أنه: "ليس من قبيل الصدفة أن يكون هذا المكان [كازاخستان] مهداً لأفكار التعاون الاقتصادي التي تحولت إلى واقع ملموس في دول الاتحاد السوفييتي السابق. لقد أصبح التعاون الاقتصادي الأوروبي الآسيوي واقعاً نأمل أن يكون بمثابة جسر آخر يعزز من مسعانا الذي نؤمن به وهو إقامة روابط الصداقة بين الشعوب والثقافات والحضارات". وقد سعى المنتدى إلى تحطيم الافتراضات المسبقة والقوالب النمطية من خلال استقطابه للخبراء من الشرق والغرب ليلتقوا وجهاً لوجه، وتهيئة الأجواء لاستكشاف التغيير الذي يشهده عالمنا حالياً بوتيرة غير مسبوقة في سرعتها، وما يعنيه هذا التغيير بالنسبة لنا.

اعلان

لا تنحصر أزمة الاستهلاك المفرط داخل الحدود الوطنية لبلد بعينه، ومن ثم تطرقت المناظرات وبشجاعة إلى أن التزايد المستمر في عدد سكان العالم سيؤدي إلى زيادة الفجوة في الثروات بين البلدان المتقدمة والنامية. ولا شك أن أزمة الطاقة تسهم في تفاقم هذه المشكلة بصورة أكبر، ورغم أن بعض الحكومات قد بدأت في تقدير أهمية الطاقة الخضراء كخيار مستدام، إلا أن الكثيرين ما زالوا يستخفون بخطر التغير المناخي. الاستدامة هي مفتاح تحقيق الأمن الغذائي، بيد أن جهود الاستدامة في هذا الصدد تتأثر بالاحتباس الحراري مما يتطلب حلولاً لا يمكن التوصل إليها إلا من خلال الابتكار والقيادة الواعية.

ومن جانبه، صرح دورين أباييف وزير الإعلام والتنمية الاجتماعية لجمهورية كازاخستان في كلمته الافتتاحية في ألماتي أن: "أحد الموضوعات الرئيسية التي يناقشها هذا المنتدى هو الواقع الرقمي الجديد الذي نعيشه"، واستطرد قائلاً: "كما يجري المنتدى مناقشات حيوية بشأن قضايا التدخل في الانتخابات والعمليات السياسية باستخدام وسائل التكنولوجيا الرقمية... هذه المشكلات وغيرها ينبغي دراستها بجدية من قبل مجتمع الإعلام من أجل إيجاد حلول شاملة لها".

ونظراً لأن هذا الحدث الذي أقيم في كازاخستان هو منتدى إعلامي في المقام الأول، فقد أجريت المناظرات من منظور الصحافة الدولية. ويقع على عاتق وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة إذ ينبغي أن تتحرى الدقة والأمانة في نقل الحقائق لدى تناولها للقضايا المطروحة مع مراعاة كافة جوانبها وإفساح المجال للآراء المختلفة. إن التحول إلى عالم يتبنى نظرية "الإعلام الرقمي أولاً" قد أحدث ثورة في كيفية استخدام الناس لوسائل الإعلام، وتزامن هذا مع ظهور منابر تقدم محتوى غير متوازن ولا يخضع للتدقيق. وقد تبنى المنتدى وجهة النظر القائلة بأن المنابر الإعلامية رفيعة المستوى ستتمكن من الصمود في وجه هذه الأزمة لأننا سنظل دائماً في حاجة إلى محتوى تحليلي يتسم بالجودة تقدمه صحافة مستقلة وجديرة بالثقة.

أما التدوين الإلكتروني فهو عالم جديد تماماً، إذ إن منصات فيسبوك وسناب شات وبِنترست ويوتيوب وإنستغرام ولينكد إن وتويتر أصبحت مهيمنة على ساحة وسائل التواصل الاجتماعي. وسرعان ما أصبح المدونون والشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يكسبون رزقهم من خلال نشر صور ومقاطع فيديو على إنستغرام ويوتيوب قوة جديدة لا يستهان بها، كما صاروا عاملاً مهماً يوضع في الاعتبار في إستراتيجيات الدعاية والإعلان الخاصة بتسويق العلامات التجارية. وقد عكست مناقشات المنتدى الطبيعة المبهمة للآليات التي تحكم هذا النوع من الاقتصاد القائم على الشخصيات المؤثرة، حيث إن السلطات قد بدأت لتوها في إدراك أنه لا ينبغي ترك هذا القطاع الناشئ دون رقابة. لطالما فصلت وسائل الإعلام التقليدية بين المحتوى التحريري المستقل والإعلانات، ولم تبدأ حكومة المملكة المتحدة في فرض قواعد تجبر الشخصيات المؤثرة والمدونين على الإفصاح عن الجهات التي ترعاهم إلا في سبتمبر الماضي، لكي يكون الفرق بين المحتوى الإعلاني الذي يروجون له ورأيهم الشخصي المستقل واضحاً للجمهور.

ومن بين النقاط التي انطلقت منها مناقشات المنتدى خطر سيطرة الذكاء الاصطناعي على الوظائف التابعة لبعض القطاعات (مثل المركبات ذاتية القيادة والتجميع في المصانع وتحضير الطعام)، بيد أنه لا يمكن إنكار أن الميكنة يمكن أن تسهم في إدخال تحسين كبير على حياة الناس في مجالات كثيرة (مثل الزراعة وتطوير الأدوية الجديدة والشفافية في العمليات التجارية). وما زالت هناك تحديات في هذا الشأن، حيث إن الخوارزميات التي تحرك تطور هذه التكنولوجيا الجديدة هي من صنع البشر، مما يعني أننا، أثناء برمجتها، قد نواجه خطر إقحام تحيزاتنا القديمة في هذه الأداة المستقبلية الجديدة التي من المفترض أنها تتسم بالحيادية.

اعلان

في نهاية المطاف، يظل للنقاش والاستكشاف بعقل منفتح أهمية جوهرية في مسعانا نحو الإجابة عن هذه الأسئلة، وهذا ما يأمل منتدى الإعلام الأوروبي الآسيوي في تيسيره. ومن خلال الجمع بين المفكرين والسياسيين الذين قد لا نجدهم عادةً مجتمعين في نفس المكان، يسعى المنتدى إلى تعريف زائريه ومتابعيه بوجهات نظر ربما لم يسمعوا بها من قبل، وبالتالي يمكن أن يساعد ذلك على تغيير أنماط التفكير المعتادة للأفراد. وهكذا من خلال الجمع بين الشرق والغرب في ملتقى حواري خالٍ من التحيزات، يمكننا تكوين صورة كاملة لشكل التحول الذي يشهده عالمنا.