أعلنت الخارجية القطرية نجاح مباحثات السلام الأفغانية التي استضافتها الدوحة هذه الأسبوع. ونقل البيان الذي حمل تاريخ أمس الاثنين عن مطلق بن ماجد القحطاني، مبعوث وزير الخارجية الخاص بمكافحة الإرهاب والوساطة قوله "نشعر بسعادة غامرة لتوصلهم لبيان مشترك كخطوة أولى للسلام".
اعلانقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان نُشر اليوم الثلاثاء إن مسؤولا قطريا كبيرا أعلن "نجاح" محادثات السلام الأفغانية التي استضافتها الدوحة هذا الأسبوع.
ونقل البيان الذي حمل تاريخ أمس الاثنين عن مطلق بن ماجد القحطاني، مبعوث وزير الخارجية الخاص لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، قوله "نحن اليوم نشعر بسعادة غامرة لتوصلهم لبيان مشترك كخطوة أولى للسلام".
واستأنف مسؤولون من الولايات المتحدة وحركة طالبان المحادثات بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاما في أفغانستان، وذلك بعد ساعات من انتهاء اجتماع بين الحركة المتشددة ووفد لمواطنين أفغان بدعوة الجانبين إلى وقف نزيف الدم في صفوف المدنيين. وقال مسؤولون إن الولايات المتحدة وطالبان أقرب ما يكون إلى التوصل لاتفاق من المتوقع أن يستند على تعهد من واشنطن بسحب قواتها مقابل تعهد من طالبان بعدم السماح باستخدام أفغانستان كقاعدة للإرهاب.
قطر ترعى المحادثات
ورغم أن مثل هذا الاتفاق ربما يساعد الولايات المتحدة على انتشال نفسها من أطول حرب خاضتها على الإطلاق، فإنه قد لا يجلب السلام بين الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة والمتشددين. ورفضت حركة طالبان التفاوض مع الحكومة الأفغانية ووصفتها بأنها دمية في يد الولايات المتحدة، لكن وفي إطار جهود لتبني مصالحة أفغانية التقى وفد يضم 60 مواطنا مع مسؤولين من طالبان يوم الأحد وأجرى الجانبان محادثات على مدى يومين في قطر.
حماية المدنيين
وقال الجانبان في بيان مشترك في وقت متأخر يوم الاثنين إن كليهما "ملتزم باحترام وحماية كرامة الناس وحياتهم وممتلكاتهم وتقليص الخسائر بين المدنيين تماما". وجاءت التطمينات بعد يوم من تفجير طالبان سيارة ملغومة أمام مجمع أمني حكومي في بلدة غزنة بوسط أفغانستان مما أسفر عن مقتل 14 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين من بينهم عشرات الأطفال في مدرسة. وتعهد الجانبان بضمان أمن المنشآت العامة مثل المدارس والمستشفيات والأسواق.
الصراع يودي بحياة أكثر من 3804 مدني
وتشير احصاءات الأمم المتحدة إلى أن 3804 مدنيين، بينهم أكثر من 900 طفل، قتلوا وأصيب 7000 في 2018 ليكون بذلك العام الأكثر دموية بالنسبة للمدنيين خلال الصراع في أفغانستان. وتسيطر طالبان وتبسط نفوذها حاليا على مساحات من الأراضي أكبر من أي وقت مضى منذ الإطاحة بها من السلطة في العام 2001.
وفي الأسبوع الماضي قال كبير المفاوضين الأمريكيين زلماي خليل زاد إن الجولة الأحدث من المحادثات الأمريكية مع طالبان، والتي بدأت في 29 يونيو-حزيران كانت "أكثر جلسة مثمرة" منذ بدء عملية التفاوض في العام الماضي. وقال مسؤول أوروبي كبير منخرط في المفاوضات إن "الجولة السابعة الحالية للمحادثات ستستمر إلى غاية توصل الجانبان لاتفاق واضح". وقال في كابول "الساحة مهيأة الآن لتسوية سياسية بين الولايات المتحدة وطالبان... يمكن أن نتوقع إعلانا من الولايات المتحدة بشأن سحب قواتها قريبا جدا".
هل سينجح الطرفان في الوصول إلى اتفاق سلام؟
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الشهر إنه يريد سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، لكنه قلق من أن يؤدي الغياب العسكري الأمريكي لاستخدامها قاعدة لشن هجمات إرهابية على الولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مؤخرا إن الولايات المتحدة تريد إبرام اتفاق مع طالبان بحلول أول سبتمبر-أيلول قبل الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقررة نهاية ذلك الشهر.
للمزيد:
طالبان: نساء ضمن وفد الحركة في محادثات قطر
مئات العناصر من طالبان يقتحمون منطقة غرب أفغانستان والقتلى بالعشرات