دير القديس أنطونيوس قزحيا في لبنان: ملجأ لمسيحيين من الشرق الأوسط في أيام الشدة

دير القديس أنطونيوس قزحيا
دير القديس أنطونيوس قزحيا
بقلم:  Mariam Chehab مع رويترز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

دير القديس أنطونيوس قزحيا في لبنان: ملجأ لمسيحيين من الشرق الأوسط في أيام الشدة

اعلان

في العام 1978، دخل الشاب اللبناني صموئيل بطرس إلى دير القديس أنطونيوس قزحيا للمرة الأخيرة، لم يكن يدرك حينها أن دخوله مجدداً إلى الصرح الديني سيكون بعد 41 عاماً، إذ غادر إلى السويد.

41 عاما من الفراق والغربة، غربة اختارها الشاب الذي كان يبلغ حينها الـ 24 عاما ليرحل مع زوجته هرباً من الحروب والأحداث التي فتكت بلبنان، كغيره من اللبنانيين الذي وجدوا في الهجرة ملجأ لهم ومفرا أمامهم.

هذا الدير، الواقع في واد نائي في قضاء زغرتا بمحافظة الشمال اللبناني وتاريخه عائد إلى القرن الرابع، وتعود ملكيته للكنيسة المارونية، هو مكان تلاقي المسيحيين من مختلف المناطق والبلاد المجاورة، الذين فروا من بلدانهم نتيجة النزاعات والحروب.

قد تكون الأعوام التي انقضت ما بين العام 1975 ولغاية العام 1990 قد سجلت انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، ونزاعات متبقية، إلا أن موقع لبنان الجغرافي في منطقة الشرق الأوسط كان يحكم عليه التأثر بمشاكل وأحداث جيرانه من الدول العربية، مثل العراق وسوريا.

هذه البلدان التي أنهكت الحروب شعوبها، وأجهضت فكر التعايش الوطني بين أبنائها من مختلف الطوائف، دمرت مجتمعات بأكملها. وأدت إلى نزوح الألاف من المواطنين الذين ينتمون إلى طوائف الأقليات، بعد شعورهم بالخطر والقلق على مصيرهم. ومن ضمنها جماعة بطرس السريانية الأرثوذكسية التي تعود جذورها إلى المسيحية.

كان بطرس، قبل هجرته يزور الدير كجزء من تجمع للمجموعة الكشفية في مجتمعه، وكانت الأولى في المنطقة منذ الخمسينيات.

وكانت المجوعة الكشفية البالغ عدد أعضائها نحو 150 شخصًا يعيشون ما بين لبنان والعراق وسوريا ومصر والأردن والأراضي الفلسطينية وغيرها من البلدان.

وقال بطرس إن "لبنان هو البلد الوحيد الذي يمكن أن يلتقوا فيه بسهولة وأمان".

من العراق إلى سوريا .. نزاعات وحروب وأقليات تشعر بالقلق

في العودة إلى العراق، أدت سنوات الصراع الأخيرة وفي طليعتها سنوات ظهورالدولة الإسلامية إلى محو جزء كبير من التراث المسيحي في المدن القديمة، مثل الموصل وسنجار في الشمال.

هذا وتعرضت العديد من المدن السورية ومنذ الحرب الأهلية التي نشبت في العام 2011 التي تسببت بتهجير أكثر من نصف سكان البلاد، وخاصة الكنائس ودور العبادة في حلب وحمص ومدن أخرى، للكثير من الأضرار.

الأب فادي عماد، قال إن الموارنة وأحيانًا الدروز، وهي طائفة قريبة من الطائفة الإسلامية كانوا يبحثون في الماضي عن ملاذ آمن لهم بعيدا عن السياسة والدين وكانوا يلجأون إلى الدير للاسترخاء والصلاة، وشدد أن "المتوافدين إلى هذا المكان ليسوا فقط من الطائفة المسيحية، إنما من مختلف طوائف المجتمع اللبناني، والعربي".

نبذة صغيرة عن الدير

يعرف الدير بصورة عامة بالاسم "قزحيا"، نسبة للوادي الذي يقع فيه. وادي قزحيا، ووادي قنوبين الذي يتصل معه من الغرب ليشكلا معا، ما يعرف بوادي قاديشا. وفي وقت من الأوقات كانت قاديشا موطنًا لمئات من الكنائس والكهوف والأديرة. ويحيط بالدير غابات الصنوبر والأرز والبساتين التي لا يمكن الوصول إليها إلا عبر طريق ضيق متعرج.

للمزيد على يورونيوز:

جبران باسيل يتحدث ليورونيوز عن حزب الله وحساب الربح والخسارة وصفقة القرن ومكان اللاجئين السوريين

حفل زفاف في لبنان يتحول إلى مأتم بعد اطلاق نار ومقتل ثلاثة أشخاص

تهديد بالاغتصاب لإعلامية لبنانية انتقدت قرارا يحظر على المسلمين شراء واستئجار عقارات

تابعونا عبر الواتساب والفيسبوك:

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: احتفالات عيد القديس أنطونيوس تعود إلى لشبونة بعد عامين من التوقف

تضامنا مع "مشروع ليلى" فرقة هولندية تلغي حفلة لها في لبنان

معاناة اللاجئين السوريين في لبنان مستمرة ... وتتجدد صيفاً وشتاءً