إيطاليا: هل تنجح مجازفة يسار الوسط بتحالفه مع الشعبويين في تأسيس حكومة مستقرة؟

إيطاليا: هل تنجح مجازفة يسار الوسط بتحالفه مع الشعبويين في تأسيس حكومة مستقرة؟
Copyright 
بقلم:  Reem Abd Ulhamid Bonvoisin مع ِAFP
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

يقدم الحزب الديموقراطي الإيطالي (وسط يسار) المؤيد لأوروبا على رهان، ينطوي على مجازفة بعودته إلى السلطة على رأس تحالف مع حركة خمس نجوم المناهضة للمؤسسات، بعدما أضعفته انقسامات داخلية ونتائج مخيبة في الانتخابات الأخيرة.

اعلان

يقدم الحزب الديموقراطي الإيطالي (وسط يسار) المؤيد لأوروبا على رهان، ينطوي على مجازفة بعودته إلى السلطة على رأس تحالف مع حركة خمس نجوم المناهضة للمؤسسات، بعدما أضعفته انقسامات داخلية ونتائج مخيبة في الانتخابات الأخيرة.

وناشد رئيس وزراء إيطاليا، جوزيبي كونتي أعضاء حركة 5 نجوم في بثه على فيسبوك اليوم دعم الحكومة جديدة مع الحزب الديمقراطي.

وقال فيه:" للقيام بذلك، لا نحتاج إلى أبطال خارقين. يكفي أن يكون هناك أناس عاديون يتمتعون بالمسؤولية والتصميم، ويحبون بلدهم أكثر من أي شيء آخر".

ويجد الحزب نفسه حاليا بقيادة زعيمين هما أمينه العام نيكولا زينغاريتي (53 عاما) ورئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي (44 عاما) الذي استخدم نفوذه الكبير للدفع في اتجاه تشكيل التحالف الحكومي الجديد.

تصويت على التحالف

وتترقب إيطاليا الثلاثاء تصويتاً عبر الانترنت لعشرات الآلاف من ناشطي حركة خمس نجوم  حول تحالف مع الحزب الديموقراطي، إذ قد تضع نتيجة سلبية حداً للعملية الجارية لتشكيل حكومة جديدة.

وتوقعت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية أن ينتهي التصويت الذي يجري بين الساعة 7,00 ت غ و16,00 ت غ بالموافقة على الحكومة الجديدة.

وكتبت الصحيفة اليسارية "الحكومة الجديدة على الأبواب. وقفها الآن يبدو أمراً معقداً حقاً".

وأطلق مسؤولون من حركة خمس نجوم الثلاثاء دعوة إلى تصويت بـ"نعم" لمنتسبي الحركة المسجلين في موقع "روسو" الإلكتروني حيث ينظم التصويت، معتبرين أن "اللحظة حساسة جداً بالنسبة للبلاد". 

وشكل فوز حركة خمس نجوم في الانتخابات التشريعية في آذار/مارس 2018 ضربة أضعفت الحزب الديموقراطي الذي حل في المرتبة الثانية بحصوله على نحو 19% من الأصوات، فيما جاء حزب الرابطة في المرتبة الثالثة (17%).

وحصدت حركة خمس نجوم في ذلك الحين 32% من الأصوات وشكلت لاحقا حكومة مع حزب الرابطة اليميني المتطرف بزعامة ماتيو سالفيني.

وتمنح استطلاعات الرأي الحزب الديموقراطي اليوم 23% من نوايا الأصوات، فيما يتقدمه حزب الرابطة بفارق كبير (32%) وقد عزز صفوفه بزعامة ماتيو سالفيني السياديّ، فيما تسجل حركة خمس نجوم 18%.

ولطالما استبعد الحزب الديموقراطي تشكيل تحالف مع حركة خمس نجوم التي كانت تنعته بالحزب النخبوي. لكن بعدما أسقط ماتيو سالفيني الائتلاف الحكومي بين حزبه وحركة خمس نجوم مغرقا البلاد في أزمة سياسية حادة، تخلى ماتيو رينزي عن تحفظاته حيال الحركة وطرح عقد اتفاق مع أعداء الأمس يجنب إيطاليا انتخابات مبكرة.

ويأمل الحزب في أن يبقي الاتفاق ماتيو سالفيني بعيدا عن السلطة، وأن يمنحه أيضا متسعا من الوقت لتعزيز موقعه قبل الاستحقاق الانتخابي المقبل.

وعليه قبل ذلك أن يخوض في تشرين الثاني/نوفمبر انتخابات محليّة في منطقتي إيميليا رومانيا وأومبريا، وهما معقلان لليسار حقق فيهما حزب الرابطة تقدما.

خلافات عميقة

رأى المفكّر ماسيمو كاتشياري في صحيفة "لا ستامبا" أنه "إذا فاز ماتيو سالفيني في إيميليا رومانيا، فإن الحزب الديموقراطي سينهار تماما بعد ذلك".

واضطر الحزب الديموقراطي العام الماضي إلى التخلي عن السلطة لصالح ماتيو سالفيني الذي حقق اختراقا في استطلاعات الرأي مدعوما بسياسته المناهضة للهجرة، في وقت كانت البلاد تواجه أزمة المهاجرين منذ سنوات.

ويرى المراقبون أن تحالفه مع حركة خمس نجوم قد تحرم الديموقراطيين الاشتراكيين قسما من ناخبيهم الذين يأخذون على حركة خمس نجوم تحالفها مع اليمين المتطرف.

وقال وزير الصناعة السابق، كارلو كالندا الأربعاء معلنا قراره الخروج من الحزب الديموقراطي إن "نقاط الضعف الداخلية في الحزب الديموقراطي المقترنة بالخلافات العميقة مع حركة خمس نجوم لن تكون مفيدة لا لإيطاليا ولا للحزب".

اعلان

ويخشى البعض أن يكون ماتيو رينزي الذي استبعد لعب أي دور بارز في الحكومة المقبلة، يستعد في الواقع للطعن في الحزب وتقسيمه في الاشهر المقبلة سعيا منه للعودة إلى السلطة.

واضطر رئيس بلدية فلورنسا السابق الذي قاد الديموقراطيين إلى أفضل إداء تاريخي لهم في الانتخابات الأوروبية عام 2014 حين فاز الحزب بـ40% من الأصوات، إلى الاستقالة بعد عامين ونصف من رئاسة الحكومة بعدما رفض أغلبية الإيطاليين في استفتاء مشروعه إصلاح المؤسسات.

ولا يزال رينزي الذي يصفه معارضوه بأنه شخص متسلط ومتعجرف لا يثق سوى بعدد ضئيل من النواب، يحتفظ بنفوذ كبير في الأوساط السياسية في إيطاليا.

وفي مواجهة رينزي الذي يعتبر شخصا مثيرا لإنشقاقات، يطرح زينغاريتي نفسه في موقع الزعيم الساعي للم شمل الحزب المشرذم.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة لويس في روما لورنزو كاتيلاني "المشكلة أن الإيطاليين ما زالوا مقتنعين بأفكار اليمين" في حين أن اليسار "ليس في وضع جيد".

اعلان

للمزيد على يورونيوز:

اتفاق في إيطاليا على تشكيل ائتلاف حكومي جديد

أين تتجه إيطاليا بعد انقلاب سالفيني على الائتلاف الحكومي؟

دورياتٌ إيطالية سلوفينية مشتركة عند الحدود لمكافحة الهجرة غير الشرعية

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

البرلمان الإيطالي يمنح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة جوزيبي كونتي

أزمة إيطاليا السياسية: هل تنجح المشاورات في تشكيل ائتلاف حكومي جديد؟

شاهد: مهاجرون يهربون سباحة من سفينة الإنقاذ العالقة في إيطاليا