توصل فريق من الباحثين إلى اكتشاف نظام آلي يسمح للأشخاص الذين يعانون من الشلل من المشي مجددا من خلال استخدام أجهزة الكمبيوتر وإشارات الدماغ.
اعلانتمكن رجل مصاب بالشلل من المشي مجددا بواسطة استخدام نظام روبوتي رباعي الأطراف، يتم التحكم فيه عبر إشارات من دماغه. ويتمّ توصيل الجهاز بالهيكل الذي يوضع على جسم المريض بعد تثبيته على السقف عن طريق أداة متصلة به لتحقيق التوازن حيث يستخدم المريض نظاما من المستشعرات المزروعة بالقرب من دماغه لإرسال رسائل لنقل جميع أطرافه الأربعة المشلولة.
وقام الباحثون الذين يعملون على هذه التجربة منذ حوالي عامين بنشر نتائج بحثهم في مجلة "لانسيت نورولوجي" المختصة في أبحاث طب الأعصاب. ويعزز هذا الاكتشاف الآمال في مساعدة المرضى المصابين بالشلل على المشي مجددا باستخدام أجهزة الكمبيوتر وإشارات الدماغ. وفي الوقت الحالي، يبقى الهيكل الخارجي نموذجا تجريبيا بحتا إذ لا يتمّ استخدامه في التطبيقات السريرية على حدّ قول البروفيسور عليم لويس بن عبيد، جراح الأعصاب والأستاذ بجامعة غرينوبل الفرنسية، الذي شارك في قيادة التجربة وأكد أنّ هذا هو أول نظام كمبيوتر لاسلكي وشبه غازي لتفعيل الأطراف الأربعة.
وأضاف البروفيسور بن عبيد أن تقنيات الكمبيوتر والحاسوب السابقة قد استخدمت أجهزة استشعار غازية مزروعة في الدماغ حيث يمكن أن تشكل خطورة وغالبا ما تتوقف عن العمل. وأوضح بن عبيد أن التجارب السابقة كانت مرتبطة بالأسلاك وتقتصر على خلق الحركة في طرف واحد فقط.
للمزيد:
**تقنية جديد لعلاج الشلل النصفي
**
**تقنية التحفيز الكهربائي: آمال بشفاء المصابين بالشلل السفلي **
وخلال هذه التجربة تمّ زرع جهازين للتسجيل على جانبي رأس المريض بين الدماغ والجلد وعلى مستوى منطقة القشرة الحسية للدماغ والتي تتحكم في الإحساس ووظيفة الحركة. ويضم كل مسجل 64 قطبا لجمع إشارات الدماغ ونقلها إلى خوارزمية فك التشفير ويقوم النظام بترجمة إشارات الدماغ إلى الحركات التي يفكر فيها المريض ثم يرسل الأوامر إلى الهيكل الخارجي.
وعلى مدار 24 شهرا، قام المريض بمهام عقلية مختلفة لتدريب الخوارزمية لفهم أفكاره ولزيادة عدد الحركات التي يمكنه القيام بها تدريجيا. وتعليقا على النتائج، قال توم شكسبير، الأستاذ في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي" "لقد كان الأمر تقدما مرحبا به وهو مثير بشكل كبير"، مضيفا: "إثبات المفهوم بعيد جدا عن إمكانية تجربة سريرية قابلة للاستخدام" على خلفية وجود المخاطر الدائمة في هذا المجال، لأنه حتى ولو كانت الفكرة أو التجربة قابلة للتطبيق، فإن قيود التكلفة تعني أن خيارات التكنولوجيا المتقدمة لن تكون متاحة لمعظم المصابين على مستوى النخاع الشوكي في العالم.