برشلونة.. ميدان صراع بين هويتين وعلمين ويافطتين

برشلونة.. ميدان صراع بين هويتين وعلمين ويافطتين
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

أعلامٌ إسبانية، وأخرى كتالونية، عبارات تطالب بالاستقلال، وأخرى تؤكد أن هذه المدينة جزءٌ لا يتجزأ من إسبانيا، وقد لا يجد المرء صعوبة في أن يدرك أن المدينة هي ميدان صراع بين هويتين؛ إسبانية وكتالونية.

اعلان

عندما يسير المرء في شوارع وأزقة برشلونة، يدرك أن ثمّة حراكا سياسيا محتدما في هذه المدينة الإسبانية الغافية على جمال مترف وحضارة ضارة في عمق التاريخ، حرّاكٌ تعبّر عنه الأعلام واليافطات التي "تزيّن" واجهات الأبنية وشرفاتها.

أعلامٌ إسبانية، وأخرى كتالونية، عبارات تطالب بالاستقلال، وأخرى تؤكد أن هذه المدينة جزءٌ لا يتجزأ من إسبانيا، وقد لا يجد المرء صعوبة في أن يدرك أن المدينة هي ميدان صراع بين هويتين؛ واحدة إسبانية وأخرى كتالونية.

ملاكُ العقارات، على اختلاف انتماءاتهم، وتحسباً من أن يأخذ الصراع على الهوية منحى عنيفا بين السكّان، قاموا بمنع المستأجرين من وضع الأعلام واليافطات على شرفات منازلهم، بغض النظر عن ماهية الأعلام ومضمون اليافطات.

جوزيف ماريا أغيلا، هو محام يديرُ عقاراتٍ للإيجار، يقول: "إن واجهة المبنى تخص مالكي العقار، وبالتالي فإن المالكين هم وحدهم الذين يمكنهم تقرير ما يجب فعله بشأن واجهة المبنى".

ويضيف بأن سكّان تلك العقارات قاموا بوضع أعلام ويافطات وصور على شرفات منازلهم خلال السنوات الماضية، والآن يُطالب الملّاك أن يتخذ المسؤولون الإجراءات اللازمة لإزالة تلك المواد.

للمزيد في "يورونيوز":

ويظهرُ استطلاع للرأي تم إجراؤه حديثاً أن الكاتالونيين منقسمون بين مؤيّدٍ للاستقلال وبين مطالبٍ في بقاء الإقليم كجزءٍ من إسبانيا، غير أن الاستطلاع أظهر أن 70 بالمائة من الكتالونيين يؤكدون أن الوقت قد حان لإطلاق قاطرة تفاهمات متبادلة.

حرب الأعلام

المواطنة كارمن سوريس تشعر بعدم الإرتياح اتجاه الأعلام واليافطات التي تنتشر على واجهات العقارات، وتقول: أعتقد أننا جميعاً تعبنا من حرب الأعلام، يجب إزالة اليافطات المثبتة على الجدران وواجهات العمارات.

أما المواطنة ميلا لوبيز فلها رأي آخر يختلف عمّا ذهبت إليه سوريس، تقول لوبيز:"الحرية لدينا ما برحت تنحسر شيئاً فشيئاً، لذلك من المؤكد أنني سأُبقي علمي معلقاً على الشرفة، علمٌ إنفصاليٌ بطبيعة الحال"، على حد وصفها.

ماركوس بيناري، مواطن يعيش في برشلونة، يبدو أنّ لديه تحفظات بشأن تثبيت الأعلام على واجهات المباني، يقول: "في المبنى حيث أعيش، هناك جار لنا يضع على الشرفة أعلاماً مؤيدة للاستقلال"، ويضيف مستنكراً: "هو لا يريد أن ينزعها من على الشرفة".

هناك من يرى بأن حرية التعبير مكفولة لجميع المواطنين على اختلاف آرائهم وتوجهاتهم، وما الأعلام واليافطات إلا تعبيرٌ عن تلك الآراء، وثمة من يرى بأن حرية التعبير يجب لا تنتهك بأي حال من الأحوال حرية الآخرين.

يقول المحامي جوزييب ماريا أغيلا: "إذا كنتَ، على سبيل المثال، تحمل علماً في الشارع، فهذا من حقك، ولا يمكن لأحد أن يقول لك أي شيء، إن الحرية تكفل لك حمله، لكن عندما تضع العلم على واجهة مبنى، فإن حريتك حينها تنتهك حرية الجيران الآخرين الذين قد لا يوافقونك الرأي".

حرب الأعلام في برشلونة، لم تبق حبيسة شرفات العمارات السكنية ولا فوق الأعمدة والنصب التذكارية، إنما انتقلت أيضًا إلى شرفات وواجهات المباني العامة مثل حكومة كاتالونيا الإقليمية، حيث طلبت اللجنة الانتخابية بإزالة جميع اللافتات قبل الانتخابات العامة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

رابطة الدوري الإسباني تطلب نقل الكلاسيكو الى مدريد بسبب التوتر في كاتالونيا

4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوية واضطراب البحر

شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب "الفيلق الإسباني" في ملقة