"الأحد العظيم": مئات آلاف اللبنانيين يطالبون برحيل "النظام الفاسد"

متظاهرون في ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) في طرابلس شمال لبنان
متظاهرون في ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) في طرابلس شمال لبنان Copyright REUTERS/Omar Ibrahim
Copyright REUTERS/Omar Ibrahim
بقلم:  Reem Abd Ulhamid Bonvoisin
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

"الأحد العظيم": مئات آلاف اللبنانيين يطالبون برحيل "النظام الفاسد"

اعلان

ضاقت شوارع وسط بيروت ومدن أخرى من الشمال إلى الجنوب الأحد بمئات الآلاف من الرجال والنساء والشباب الناقمين على الطبقة السياسية، آخذين عليها فسادها وسوء إدارتها لأزمة اقتصادية دفعت اللبنانيين الى تخطي انقساماتهم الطائفية والحزبية والتظاهر مجتمعين في تحرك نادر مطالبين بحقوقهم.

ووصفت صحف لبنانية ما حدث أمس الأحد، ولا يزال مستمراً، بـ"الأحد العظيم".

ويعقد مجلس الوزراء جلسة قبل ظهر اليوم، الإثنين، برئاسة الرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري لإقرار "خطة إنقاذية" اقترحها رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي منح مكونات الحكومة مهلة تنتهي مساء الإثنين لتحديد موقفها من اصلاحات يقترحها.

وامتلأت ساحات وشوارع وسط بيروت مساء ببحر من المتظاهرين من مختلف الأعمار قدموا من مناطق عدة ورددوا هتافات بصوت واحد "الشعب يريد إسقاط النظام" و"كلهن يعني كلهن"، في إشارة إلى مطالبتهم برحيل كل الطبقة السياسية.

واتخذت التحركات منحى تصاعدياً، منذ الخميس مع ازدياد أعداد المتظاهرين تباعاً وخروجهم من مختلف المناطق إلى الشوارع، في تحرك شلّ البلد وأغلق مصارفه ومدارسه ومؤسساته كافة.

وتأججت النقمة الشعبية ضد السلطات مؤخراً بعد ارتفاع سعر صرف الليرة في السوق السوداء مقابل الدولار للمرة الأولى منذ 22 عاماً، من دون أن تقدّم السلطات تفسيراً واضحاً لذلك.

وفي مؤشر الى حجم النقمة الشعبية، بدا لافتاً خروج تظاهرات غاضبة في مناطق محسوبة على أحزاب سياسية نافذة، أحرق ومزق فيها المتظاهرون صوراً لزعماء وقادة سياسيين، في مشهد غير مألوف خصوصاً في معاقل ما يعرف لبنانياً بالثنائي الشيعي، أي حزب الله وحليفته حركة أمل.

وتعد تجمعات الأحد الأكبر من حيث الحشود منذ بدء التحرك كونه يوم عطلة. وتجمع المتظاهرون منذ ساعات الصباح في وسط بيروت، ونزل آخرون إلى الشارع في صور والنبطية وصيدا جنوباً، وطرابلس وعكار شمالاً وصولاً إلى بعلبك شرقاً، بشكل فاق كل التوقعات. وأنشدوا مراراَ النشيد الوطني اللبناني والأغاني الوطنية.

ويقول مصطفى "أتظاهر اليوم، وتظاهرت أمس وأول من أمس وسأواصل التظاهر لأنني أريد مستقبلاً في هذا البلد وأن أعيش بكرامة".

مشاهد طريفة وكلمات بذيئة

لم تخلُ التظاهرات من المشاهد الطريفة، على غرار جلوس مجموعة من الشبان في حوض سباحة في بيروت واحتفال عروسين في منطقة الجية جنوب بيروت بزفافهما وسط المتظاهرين الذين حملوهما على الأكف على وقع الأهازيج والأناشيد.

وتكرر المشهد ذاته في منطقة زوق مصبح شمال بيروت.

كما عقد متظاهرون حلقات رقص ودبكة، وارتفع صوت الأغاني المسجلة والأناشيد الوطنية في عدد من أماكن التجمع. وفي بعض زوايا التجمع، حمل آخرون معهم "النراجيل" وورق اللعب.

وابتكر المتظاهرون شعارات لكل زعيم سياسي، تتضمن غالبيتها كلمات بذيئة، حتى أن البعض حوّلها إلى مقطوعات موسيقية تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولم تستثنِ الهتافات أي زعيم سياسي.

ولم يشهد يوما السبت والأحد مواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين، كما لم تحدث أعمال شغب، كما في اليومين الأولين.

ميدانياً، على جدران وسط بيروت، حيث المحال التجارية الفاخرة والمصارف، كتب المتظاهرون شعاراتهم، وبينها "لبنان للشعب" و"الوطن للأغنياء، الوطنية للفقراء".

وأعلنت جمعية المصارف أنها ستبقي أبوابها مغلقة الإثنين. كما أعلنت الجامعة اللبنانية ومدارس خاصة استمرار إقفال أبوابها.

وضاقت ساحة النور في طرابلس بالمتظاهرين الذين رفعوا علماً لبنانياً بطول مئات الأمتار، وفق الوكالة الوطنية للإعلام. ورددوا مع الفنان اللبناني مارسيل خليفة الذي حضر بينهم، أغانيه الثورية الذائعة الصيت.

وقال نزيه سراج (50 عاماً) الذي خسر عمله بعد قرار السلطات بإزالة البسطات من الطرق، "لا أملك مالًا كي استأجر محلًا، بسبب الغلاء الفاحش والضرائب غير العادلة".

اعلان

وأضاف سراج، وهو أب لأربع بنات يدرسن في الجامعة "نزلت إلى الشارع من أجل مستقبل بناتي (...) لقد حان وقت التغيير، ولا رجوع عن الشارع بعد اليوم".

في مدينة صور في الجنوب، تعرض متظاهرون قبل يومين للضرب على أيدي مؤيدين لحركة أمل، وخرج الناس مجدداً إلى الشارع هاتفين ضد السرقة وداعين إلى إسقاط الحكومة. في البحر قبالتهم، تظاهر صيادو المدينة في مراكبهم وزوارقهم رافعين العلم اللبناني وسط الأغاني الوطنية.

كما تظاهر لبنانيون في مدة عدن في الخارج بينها واشنطن ولوس أنجليس وباريس تضامناً مع مواطنيهم.

وعلى وقع غضب الشارع، تبادلت القوى السياسية الاتهامات محملة بعضها البعض المسؤولية ما آلت إليه الأمور. وأكد سياسيون أنهم يشعرون بـ"وجع" الناس، الأمر الذي أثار سخرية المتظاهرين.

ردّة فعل الحكومة

في السياق، قالت مصادر صحافية لبنانية إن "الحريري اقترح ورقة على القوى السياسية للقبول بها كاملة أو رفضها (..) وتلقى اليوم موافقة عليها، تحديداً من التيار الوطني الحر وحزب الله" اللذين يملكان أكثرية وزارية، على أن "يذهب اليوم إلى مجلس الوزراء لإقرارها".

اعلان

وأضاف المصدر إن هدف "الورقة المقترحة ليس إخراج الناس من الشارع، لكنها عبارة عن خطة إنقاذية تتضمن رؤية الرئيس الحريري لحلّ الأزمة الاقتصادية، إلا أن ما حدث في الشارع سرّع اقرارها".

وتقترح الخطة سلسلة اجراءات بينها "الالتزام بعدم فرض ضرائب على الناس وخصخصة بعض القطاعات". إلا أن توجّه الحكومة هذا لم يرض المتظاهرين في بيروت.

وسجل الاقتصاد اللبناني في العام 2018 نمواً بالكاد بلغ 0,2 بالمئة، وفشلت الحكومات المتعاقبة بإجراء إصلاحات بنيوية في البلد الصغير الذي يعاني من الديون والفساد.

ويعاني لبنان من نقص في تأمين الخدمات الرئيسية، وترهل بنيته التحتية. ويُقدّر الدين العام اليوم بأكثر من 86 مليار دولار، أي أكثر من 150 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.

للمزيد على يورونيوز:

اعلان

المصادر الإضافية • فرانس برس

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

استياء من تعليقات في مواقع التواصل على متظاهرات لبنان

عون: ما يجري في الشارع يعبّر عن وجع الناس ويجب رفع السرية المصرفية عن حسابات المسؤولين

شاهد: مطالبين بزيادة رواتبهم .. عسكريون متقاعدون يتظاهرون أمام السراي الحكومي في بيروت