أكثر من ستين (60) قتيلا خلال يومين من الاحتجاجات في العراق

متظاهران يرفعان علم العراق خلال احتجاجات وسط بغداد - 2019/10/26
متظاهران يرفعان علم العراق خلال احتجاجات وسط بغداد - 2019/10/26 Copyright ثائر السوداني/رويترز
Copyright ثائر السوداني/رويترز
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

عدد القتلى العراقيين ربما يتجاوز بكثير 200 شخص خلال المظاهرات المطلبية التي بدأت منذ بداية الشهر الحالي، في أحداث غير متوقعة، تجددت ليل الخميس الجمعة بعد توقف استمر لأيام، لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين.

اعلان

قتل 63 شخصًا على الأقل، خلال يومين من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العاصمة العراقية بغداد ومناطق جنوبية، وفق ما أفادت المفوضية العراقية لحقوق الإنسان مساء السبت. وقالت المفوضية إن الحصيلة الأعلى جرّاء الصدامات التي اندلعت منذ الجمعة، سُجّلت في محافظتي ذي قار وميسان.

وبشأن ضحايا يوم السبت قال العضو في المفوضية العراقية لحقوق الإنسان علي البياتي لفرانس برس إن ستة أشخاص قتلوا في احتجاجات العراق السبت، ثلاثة في بغداد وثلاثة في الناصرية جنوباً، من دون مزيد من التفاصيل. وأفادت مصادر أمنية وطبية في الناصرية إن الأشخاص الثلاثة قتلوا بالرصاص خلال إقدام محتجين على اقتحام منزل رئيس اللجنة الأمنية في محافظة المدينة وإضرام النار فيه.

وقتل نحو 200 شخص خلال المظاهرات المطلبية التي بدأت منذ بداية الشهر الحالي، في أحداث غير متوقعة، تجددت ليل الخميس الجمعة بعد توقف استمر لأيام لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين.

وقتل أكثر من عشرين من الضحايا أمس الجمعة، خلال احداث عنف شكلت منعطفاً جديداً تمثل بحرق واقتحام مقار، في جنوب العراق، لأحزاب سياسية ومكاتب نواب ومقار فصائل مسلحة تابعة لقوات الحشد الشعبي، ومن بين الضحايا، أكثر من 12 متظاهراً قضوا في تلك الحرائق التي وقعت مساء.

ولم تشهد بغداد وقوع مثل تلك الهجمات، فيما واصل محتجون السبت التجمع في تظاهرة "سلمية" دعت إلى "إسقاط الحكومة"، إذ أحضر عشرات منهم فرشات وأغطية للنوم وانتشر مئات آخرون في ساحة التحرير، المركز الرئيسي للاحتجاجات في وسط بغداد عند جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة والبرلمان وسفارات أجنبية.

ويطالب المتظاهرين في عموم العراق، باستقالة الحكومة وسن دستور جديد وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة في هذا البلد الذي يحتل المرتبة الـ12 بين الدول الأكثر فساداً في العالم.

"فخ"

ودعا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى إصلاح نظام التعيينات في الخدمة المدنية وخفض سن المرشحين للانتخابات في العراق الذي تصل نسبة الشباب بعمر 25 عاما إلى 60 بالمئة من سكانه.

وقالت احدى المتظاهرات يرافقها ابنها "قالوا للشباب: ابقوا في بيوتكم سنجد لكم حلول و رواتب. لكن هذا فخ".

من جانبه، دعا آية الله العظمى علي السيستاني ، أعلى سلطة شيعية في العراق، عبر خطبة صلاة الجمعة إلى الإصلاح ومحاربة الفساد عبر تظاهرات سلمية، فيما طالب الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر باستقالة الحكومة مهدداً بمشاركة انصاره في التظاهرات.

وأطلق أحد المتظاهرين في ساحة التحرير، صيحات تقول " الصدر .. السيستاني، عار "، وفقاً لمراسلي فرانس برس.

وتابع هذا الرجل الذي ذكر بأنه "ليس لديه فلس واحد"، بعصبية "كافي، أطلقوا علينا قنابل صوتية ودخانية".

ويعتبر المتظاهرون أن السلطات السياسية التي تولت قيادة العراق بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، وخلال 16 عاما الماضية ارتكبت جرائم فساد كلفت البلد وفقا لمصادر رسمية 450 مليار دولار، اي ضعف الناتج المحلي للعراق الذي يعد ثاني بلد منتج للنفط في منظمة أوبك.

بدوره، قال متظاهر آخر، في ساحة التحرير، رفض كشف اسمه "هذا يكفي! سرقة وبنوك وعصابات ومافيا وأكثر، وكل هذا (...) اخرجوا نريد دولة لا نريد أكثر، الناس تريد أن تعيش"، بعدما أصيب عشرات المتظاهرين الشباب لدى محاولتهم عبور جسر الجمهورية، بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، التي أدت الجمعة إلى مقتل عدد منهم، وفقا للمفوضية العراقية لحقوق الإنسان.

صراعات

على مسافة قريبة من ساحة التحرير، كان مقرراً أن يعقد مجلس النواب السبت اجتماعاً عند الواحدة ظهراً (10,00 ت غ)، بهدف "مناقشة مطالب المتظاهرين وقرارات مجلس الوزراء وتنفيذ الإصلاحات"، بحسب جدول أعمال المجلس، غير أنه أعلن تأجيلها إلى أجل غير مسمى، لعدم اكتمال النصاب.

حتى الآن، أصيب البرلمان بالشلل بسبب الانقسامات بين كتله السياسية، ولم يتمكن من التصويت على تعديل وزاري لعدم اكتمال النصاب القانوني في أكثر من مناسبة.

وفي جنوب البلاد، تصاعدت وتيرة العنف التي أدت لوقوع عدد كبير من القتلى والجرحى ، بسبب اقتحام مقار حزبية واخرى لفصائل في الحشد الشعبي.

وقال حارث حسن الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، إن "الغضب الشعبي توجه ضدهم (...) لانهم يمثلون الواجهة البارزة للنظام السياسي، الأمر الذي دفع آخرين للمشاركة في هذا العنف".

ويرى هذا الباحث بأن مصدر العنف هم "مؤيدو مقتدى الصدر"، موضحا بأـنه "وجد فرصة لاتخاذ إجراءات ضد تيار منافس".

اعلان

ويؤكد الباحث في مركز كارنيغي الشرق الأوسط أن هؤلاء "وجدوا فرصة لاتخاذ إجراءات ضد الفصائل المنافسة مثل عصائب أهل الحق وبدر وكتائب حزب الله" التي تعد الأقوى بين قوات الحشد الشعبي.

للمزيد على يورونيوز:

ما نعرفه عن الاحتجاجات والمواجهات الدامية في العراق

مقتدى الصدر يدعو لتحويل ذكرى أربعينية الحسين إلى تظاهرات ضد الفساد في العراق

شاهد: العراقيون يتحدون حظر التجول وقوات الأمن تطلق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مظاهرة للمطالبة برحيل رئيس بلدية روما بسبب تردي الخدمات في العاصمة الإيطالية

شاهد: استعراض عسكري في بغداد بمناسبة عيد الجيش العراقي

شاهد: مظاهرات حاشدة في ساحة التحرير ببغداد إحياءً للذكرى الرابعة لاحتجاجات تشرين