في الوقت الذي يبدو فيه مصير رئيس الوزراء عادل عبد المهدي مجهولاً بعد الإعلان عن موافقته على الاستقالة في حال اتفاق الأحزاب على إيجاد بديل، كشفت وكالة رويترز عن مصادر مقربة من الزعيمين الشيعيين مقتدى الصدر وهادي العامري أن إيران تدخلت لمنع الإطاحة بعبد المهدي.
تشخص الأبصار حالياً إلى العراق لمتابعة آخر تطورات الاحتجاجات هناك، والتكهن بمسار الأحداث بموازاة المشاورات السياسية التي يرعاها رئيس الجمهورية برهم صالح، والتباين في المواقف لدى أكبر كتلتين برلمانيتين، التي يتزعم إحداها رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر، ويتزعم الثانية القيادي في الحشد الشعبي هادي العامري المقرب من إيران.
وفي الوقت الذي يبدو فيه مصير رئيس الوزراء عادل عبد المهدي مجهولاً بعد الإعلان عن موافقته على الاستقالة في حال اتفاق الأحزاب على إيجاد بديل، كشفت وكالة رويترز عن مصادر مقربة من الصدر والعامري أن إيران تدخلت لمنع الإطاحة بعبد المهدي عن طريقهما باعتبارهما أكثر الشخصيات العراقية نفوذاً.
فبعد مطالبة الصدر هذا الأسبوع رئيس الحكومة بالدعوة لإجراء انتخابات مبكرة، وحثه منافسه السياسي الرئيسي هادي العامري على المساعدة بالإطاحة بعبد المهدي من منصبه، تدخل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ليطلب من العامري وزعماء ميليشياته استمرار دعم عبد المهدي، وذلك خلال اجتماع سري عقد في بغداد يوم الأربعاء بحسب ما نقلت رويترز عن خمسة مصادر على علم بهذا الاجتماع .
وأكد مسؤول أمني إيراني لرويترز، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن سليماني كان في اجتماع الأربعاء، قائلاً إنه كان هناك "لتقديم المشورة"، مضيفاً :"الأمن (العراقي) مهم بالنسبة لنا وقد ساعدناهم في الماضي". وأشار إلى أن سليماني يسافر إلى العراق ودول إقليمية أخرى بانتظام، خاصة عندما يطلب حلفاء بلاده المساعدة.
ورغم قيادة سليماني وقواته للميليشيات المدعومة من طهران في العراق وسوريا ولبنان، وزياراته الدائمة للعراق، ينظر إلى مجريات هذا الاجتماع وهذا التدخل المباشر كأحدث علامة على تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة.
فحتى وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، بدا أن العامري مستعد لدعم رحيل عبد المهدي، وأصدر بيانًا علنيًا وافق فيه على "العمل معًا" مع الصدر بعد أن دعاه الأخير إلى المساعدة في الإطاحة برئيس الوزراء.
إلا أن جلسة الأربعاء قد غيرت مجرى الأحداث على ما يبدو.
وقال قائد ميليشيا شيعية موالية للعامري - أحد المصادر الخمسة التي تحدثت إليها رويترز عن الاجتماع - إن هناك اتفاقًا على أن عبد المهدي بحاجة إلى إعطائه المزيد من الوقت لسن إصلاحات، وأثار العديد من قادة الميليشيات مخاوف في الاجتماع من أن الإطاحة بعبد المهدي يمكن أن تضعف قوات الحشد الشعبي، وفقًا لمصدر آخر مطلع على الاجتماع.
ليغير العامري، بعد اللقاء مع سليماني، توجهه في ما يخص دعم الصدر في مسعاه، وقال سياسي مقرب من الأخير إن العامري أخبر الصدر أن التخلص من عبد المهدي سيؤدي إلى مزيد من الفوضى ويهدد الاستقرار.
بعد موقف العامري الجديد، أعلن الصدر أنه دون استقالة سيكون هناك المزيد من إراقة الدماء وأنه لن يعمل مع العامري مرة أخرى، في رد على تراجعه بحسب رويترز.
وقال مسؤولون أمنيون عراقيون لرويترز في وقت سابق هذا الشهر إن ميليشيات تدعمها طهران نشرت قناصة على أسطح المنازل في بغداد في محاولة لإخماد الاحتجاجات، التي تشكل خطراً على النفوذ الإيراني المتضخم في البلاد.
للمزيد على يورونيوز:
الرئيس العراقي: رئيس الوزراء "موافق" على الاستقالة في حال اتفقت الاحزاب على بديل
حقوقيون يسعون إلى توثيق أعداد قتلى وجرحى احتجاجات العراق
ما هو مصير عادل عبد المهدي مع تواصل الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العراق؟