داعش يحاول العودة مستغلا التوترات بين الولايات المتحدة وإيران

داعش يحاول العودة مستغلا التوترات بين الولايات المتحدة وإيران
Copyright ِAP
Copyright ِAP
بقلم:  يورونيوز مع أ ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

يرى الخبراء أن تنظيم داعش الإرهابي قد يستعيد نشاطه مستغلا توتر العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران. وأوضح عدة خبراء أن انشغال الدول بأمور جديدة غير محاربة التنظيم المتطرف سيسمح لداعش بإعادة تنظيم صفوفه والعودة بقوة.

اعلان

بالرغم من هزيمة ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" وتراجع نفوذه في المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق ومقتل زعيمه أبو بكر البغدادي في غارة أمريكية في شمال غرب سوريا نهاية أكتوبر-تشرين الأول الماضي، إلا أن الخبراء يعتقدون أنّ التنظيم المتطرف قد يعود إلى نشاطه مجددا مستغلا التوتر الذي تشهده العلاقات الأمريكية-الإيرانية والمشاكل الناجمة عن الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة. ويشير الخبراء إلى أن تنظيم الدولة المتطرف لا يزال ينشط في إطار حرب عصابات.

عودة داعش إلى النشاط

ومنذ أسبوعين تقريبا، علّقت القوات الأمريكية في العراق عملياتها ضد تنظيم الدولة وسط التوترات التي تشهدها المنطقة. من جهتها ركزت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران والتي كانت تخوض الحرب ضدّ المتشددين انتباهها على طرد القوات الأمريكية من الشرق الأوسط.

في غضون ذلك، كثفت خلايا تنظيم الدولة الإسلامية النائمة من عملياتها في العراق وسوريا في الأسابيع القليلة الماضية، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات. البعض يرى أن تلك الهجمات تكثفت منذ مقتل الجنرال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في غارة أمريكية قرب مطار العاصمة العراقية بغداد في الـ 3 يناير-كانون الثاني.

ليس من الواضح أن هناك علاقة بين تزايد هجمات التنظيم المتطرف ومقتل سليماني، فمن المحتمل أن يكون قد تم التخطيط لبعض الهجمات قبل مقتل سليماني، وقد أنكر بعض المسؤولين الأمريكيين أي زيادة خاصة في أنشطة تنظيم الدولة الإسلامية على غرار جيمس جيفري، مبعوث وزارة الخارجية للتحالف الدولي الذي يقاتل داعش والذي قال: "لم يستغلوا ذلك، بقدر ما يمكن أن نرى".

وأكد ميرفان قاميشلو من قوات سوريا الديمقراطية أن تكثيف هجمات داعش بدأ في وقت مبكر، منذ أكتوبر-تشرين الأول، عندما بدأت تركيا عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.

هل ساهم اغتيال سليماني في عودة داعش؟

يذكر أن اغتيال سليماني إلى جانب قائد بارز في الميليشيا العراقية وضع إيران والولايات المتحدة على شفا حرب، وزاد من تصاعد غضب العراقيين، الذين اعتبروا الضربة انتهاكا صارخا لسيادة العراق.

وفي الـ 5 من يناير-كانون الثاني، دعا البرلمان العراقي إلى طرد 5200 جندي أمريكي متواجدين في العراق منذ 2014 في إطار تدريب القوات العراقية والمساعدة في مكافحة داعش. وسرعان ما قام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بتعليق نشاطه لمحاربة داعش والتركيز على حماية قواته وقواعده، وقال الأسبوع الماضي إنه استأنفت تلك العمليات بعد توقف دام عشرة أيام.

وحذر عبد الله سليمان علي، الباحث السوري في مجال الجماعات الجهادية، من أن هذا التوتر سيساعد داعش بالتأكيد، لأنّ جميع القوات التي تحاربه ستصبح مشغولة بأمور أخرى، مضيفا أن التوتر بين إيران والولايات المتحدة ستعطي الفرصة إلى داعش لإعادة تنظيم صفوفه وسوف يعزز زعيمه الجديد، أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، قبضته على التنظيم.

من جهته أوضح رامي عبد الرحمن، الذي يرأس المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن داعش بدأ يكثف من هجماته في اليوم الذي بدأ فيه الصدام الأمريكي الإيراني.

ففي الـ 14 يناير-كانون الثاني شنّ داعش هجوما عبر الحدود من سوريا إلى العراق، مما أسفر عن مقتل ضابط عراقي. وبعد ذلك بيوم، هاجم مقاتلو الدولة الإسلامية قوة عراقية في منطقة صلاح الدين الوسطى، وأسفر الهجوم عن مقتل جنديين وجرح خمسة آخرين. وبعد يومين، قُتل رائد مخابرات عراقي في انفجار سيارة مفخخة شمال بغداد.

داعش يضرب مجددا

وقع أحد أكثر الهجمات دموية في سوريا في الـ 14 يناير-كانون الثاني، عندما سرق مقاتلو داعش حوالي 2000 رأس من قرية بالقرب من بلدة الميادين الشرقية. أبلغ أحد الرعاة الأربعة الذين يمتلكون الماشية السلطات، وتم إرسال قوة عسكرية تابعة للحكومة السورية إلى المنطقة، حيث قوبلت بنيران داعش.

وعندما عادت القوات إلى قاعدتها، نصب لها مسلحو داعش كمينا أسفر عن مقتل 11 جنديا. وقد نشر التنظيم المتطرف صورا لجثث الجنود الذين قيل إنهم قتلوا خلال الهجوم، إلى جانب عربة مدرعة وشاحنة. وفي نفس اليوم، عُثر على سبعة رعاة مقتولين بالرصاص غرب مدينة دير الزور الشرقية. وفي الرابع من يناير-كانون الثاني، تم العثور على 21 راعيا أعدموا رميا بالرصاص وكانت أيديهم مكبلة خلف ظهورهم.

وقُتل العشرات من قوات سوريا الديمقراطية السورية على مدار الأشهر الماضية في هجمات شنها تنظيم الدولة الذي يحاول تعزيز نفوذه وإرسال رسالة إلى مؤيديه مفادها أنّ التنظيم لا يزال قويا. ويسعى التنظيم أيضا إلى استعادة وجوده عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، وهذا عنصر رئيسي في قدرته على جمع الدعم المالي من الخارج وتجنيد مقاتلين جدد.

مساع دولية لإحتواء نشاط داعش

لقد ظل تنظيم داعش يزرع الخوف لسنوات طويلة ويتنبأ بالسلطة من خلال مقاطع الفيديو المروعة التي ينشرها على منصات التواصل الاجتماعي والتي تُظهر قطع الرؤوس وبتر الأطراف وحرق الضحايا حتى الموت وغيرها من الجرائم.

وفي الأسابيع الأخيرة، أغلقت السلطات الأوروبية، بتنسيق من "يوروبول"، الآلاف من منصات الدعاية وقنوات الاتصال التابعة للتنظيم المتطرف في حملة غير مسبوقة. وتمكنت الحملة من إيقاف تشغيل نظام الرسائل النصية "تلغرام"، الذي يعتبر المنفذ الرئيسي للمجموعة منذ العام 2015. ويرى الخبراء أن حملة "يوروبول" أثرت بشكل فعال على شبكات دعم داعش على "تلغرام". ومنذ ذلك الحين، تحول المتطرفون إلى منصات مراسلة أخرى بما في ذلك "تام تام" ومقرها روسيا و"هوب مسنجر" ومقرها كندا وكذا اللجوء إلى حسابات مخترقة عبر "تويتر".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

هيومن رايتس ووتش: تواصل قمع الحراك في الجزائر رغم وعود الحوار التي أطلقها الرئيس تبون

توقيف 20 شخصا يشتبه بانتمائهم إلى داعش في تركيا

مقتل 23 جنديا في هجوم دموي لتنظيم الدولة الإسلامية شرق سوريا