نتنياهو يغرس شجرة في غور الأردن.. وبذور الشقاق مع عمان

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يزرع شجرة في مستوطنة إسرائيلية في غور الأردن
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يزرع شجرة في مستوطنة إسرائيلية في غور الأردن Copyright أ ف ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

خلال زيارته لمستوطنة في غور الأردن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المنطقة ستصبح جزءاً من دولة إسرائيل. هذا الإصرار يراه خبراء إسرائيليون مغامرة محفوفة بالمخاطر تهدد العلاقات بين الأردن ودولتهم.

تل أبيب تسعى لبسط سيادتها على غور الأردن.. و"باعتراف دولي" بحسب رئيس حكومة الدولة العبرية لكن ما ثمن ذلك؟

اعلان

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته لمستوطنة في غور الأردن أن المنطقة ستصبح جزءاً من إسرائيل.

وقد قام نتنياهو بغرس شجرة أثناء الزيارة التي قام بها لمستوطنة "ميفوؤوت يريحو" شمالي أريحا، الاثنين 10 شباط/ فبراير، بمناسبة عيد الأشجار اليهودي.

وقال قام رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يواجه متاعب قضائية بتهم الفساد إن "هذه القرية ستكون جزءاً ليس من أراضي إسرائيل فحسب، فهي فعلاً كذلك، بل ستكون جزءاً من دولة إسرائيل باعتراف دولي. وهذا أمر عظيم".

وأضاف : "أخيراً، بعد مرور 52 عاماً على حرب الأيام الستة (حرب الخامس من حزيران) ومنذ إقامة دولة إسرائيل، فإن قلب أرضنا هنا يهودا والسامرة (ويعني الضفة الغربية) وغور الأردن وشمال البحر الميت، هذه المناطق ستكون جزءاً من دولة إسرائيل".

تضارب الأنباء حول التصويت في مجلس الأمن بخصوص صفقة "القرن"

وتأتي هذه التصريحات تزامناً مع تقارير ترددت عن سحب الفلسطينيين طلب التصويت على مشروع قرار بخصوص صفقة القرن، وهو ما نفاه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قائلاً: إن المشروع ما زال قيد البحث والتشاور والدراسة. 

وتأتي كذلك بانتظار كلمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء 11 شباط/ فبراير في مجلس الأمن. يذكر أن مشروع القرار قد شهدت تعديلات طالبت بها الولايات المتحدة شملت عدة تغيررات من أبرزها عدم الإشارة إلى الدور الأمريكي، وإزالة الإشارات إلى القدس الشرقية المحتلة.

مخاوف إسرائيلية

إلا أن هذه التصريحات، تأتي من جانب آخر وسط مخاوف داخلية في إسرائيل من تأثير صفقة القرن وضم غور الأردن على العلاقة مع عمان وما قد يحمله هذا من مخاطر على تل أبيب، ما دعى كثيرا من المعنيين بهذه القضية إلى التساؤل إن كان ضم غور الأردن أهم وأفضل لإسرائيل من الحفاظ على علاقتها الجيدة مع الأردن.

ففي الوقت الذي يؤيد كثيرون هذه الصفقة مغفلين أهمية هذا التفصيل، يتوقف عندها آخرون، بعضهم يشجع على المضي قدماً ويرى في الصفقة مصلحة مشتركة مع الأردن، فيما يرى بعض آخر أن التنسيق الأمني العالي بين إسرائيل والأدرن والذي يشكل حائط صد لإسرائيل قد يتزعزع بفعل هذه الصفقات الجديدة التي قد تهز الاتفاقات السياسية والأمنية والاقتصادية المعقودة بين الطرفين وتثير سخطاً رسمياً وشعبياً أردنياً لن تستطيع إسرائيل تحمل تبعاته.

ضم غور الأردن مصلحة أردنية ؟

حسب تصريحات للصحافة الإسرائيلية يرى عوزي دايان، نائب رئيس الأركان في القيادة المركزية لحكومة المنطقة ومستشار الأمن القومي السابق ورئيس بعثة الدفاع للتفاوض على السلام مع الأردن، أن للأردنيين مصلحة - بشكل غير رسمي ، بالطبع - في الوجود الإسرائيلي في غور الأردن، والذي سيشكل حاجزاً بينهم وبين الفلسطينيين في الضفة الغربية، ويرى أن مثل هذا العازل الإسرائيلي، حتى من وجهة نظرهم ، مفيد وحيوي حتى من وجهة نظر الأردنيين لتجنب الربط بين فلسطينيي الضفة الغربية وفلسطينيي الأردن - وهو تواصل قد يهدد النظام، بوجود أغلبية فلسطينية في الأردن ووجود قوي للإخوان المسلمين إضافة إلى نحو مليون لاجئ من سوريا والعراق، وبالتالي فإن التهديدات الداخلية لا تقل خطراً عن التهديدات الخارجية.

لذلك يعتقد دايان أنه "لا يوجد سبب لتجنب التنفيذ الفوري للقانون والإدارة الإسرائيليين في غور الأردن". حيث يرى أنه قيمة إستراتيجية لكلا الجانبين، ولعمان أكثر من تل أبيب، لذلك يرى أنه على إسرائيل الذهاب إلى أبعد حد ممكن في التنفيذ.

المسجد الأقصى

أما النقطة الثانية التي قد تثير الخلافات في "صفقة القرن" المتعلقة بالأردن فهو البند المتعلق بالمسجد الأقصى، وإمكانية السماح لليهود بالصلاة هناك.

بحسب دايان فإن الأردنيين قلقون من هذه النقطة، فرغم أن "صفقة القرن" تحافظ على وضع الأردن الذي ترسخ منذ اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1994 كوصي على الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس، إلا أن احتمال أن يصلي اليهود هناك يتناقض، وفقًا للأردن، مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة والأردن وإسرائيل في عام 2015 ، حيث تم توثيق الوضع الراهن غير الرسمي منذ حرب عام 1967 الذي يقبل بزيارة اليهود للجيل لكن دون الصلاة هناك.

ويقترح دايان في هذا الإطار "اغتنام الفرصة التي تتيحها " صفقة القرن " واعتماد المبدأ الذي يسمح للصلاة اليهودية هناك بشكل فوري، مع تأجيل التنفيذ إلى المستقبل وبالتنسيق مع الأردنيين".

خبير عسكري: من مصلحة إسرائيل عدم استفزاز الأردن

إلا أن رأياً مخالفاً يسوقه الجنرال ياكوف عميدرور، وهو رئيس سابق لمجلس الأمن القومي ورئيس سابق لقسم الأبحاث في المخابرات العسكرية الإسرائيلية فهو يرى أن كون الحدود مع الأردن هي الأطول والأكثر هدوءًا، فإن أي تغيير في المملكة يمكن أن يزعزع هذا الهدوء، فالأردن اليوم بحسب قوله يشكل حاجزاً بين إسرائيل والعراق والإيرانيين في العراق وسوريا وداعش، وإذا تحول الأردن إلى دولة عبور ليس لها مصلحة في الإبقاء على الهدوء على الحدود مع إسرائيل فإن كل هذه المشاكل ستتدفق إليهم. ويؤكد أمدرور أنه ولهذه الأسباب فإن إسرائيل بحاجة إلى نظام قوي في الأردن".

"استقرار الأردن مصلحة حيوية لإسرائيل"

يعتقد عميدرور أن "تطبيق القانون الإسرائيلي في غور الأردن سوف يستفز الأردنيين"، ويقول إن على صناع السياسة الإسرائيليين أن يسألوا أنفسهم عن مدى أهمية فرض السيادة في الغور الآن، مقارنة بالاستقرار في الأردن الذي يعتبر مصلحة حيوية بالنسبة لإسرائيل، يجب اتخاذ القرار حول ما هو أكثر أهمية وإلحاحاً.

أما فيما يتعلق بالمسجد الأقصى، فيتخوف عميدرور أكثر قائلاً "إذا أقررنا حقنا في الصلاة هناك، كما توحي" صفقة القرن"، فإن شرعية النظام الأردني سوف تتضرر. وبالتالي سيكون عليهم الرد". ويضيف أن الأردنيين إن شعروا بتهديد لشرعيتهم فإنهم لن يترددوا في التخلي عن التعاون الأمني مع إسرائيل، فهم قد يستطيعون تقبل ضم غور الأردن، ولكن لن يقبلوا التغييرات في المسجد الأقصى أو جبل الهيكل بحسب التسمية الإسرائيلية.

الاتفاقات الأردنية الإسرائيلية على المحك

أمر آخر، تبدو الكثير من الاتفاقات الاقتصادية والتجارية مهددة، خاصة وأن بعضها هشّ أصلاً بسبب ما يشهده من تقاعس إسرائيلي في التنفيذ، كمشروع قناة البحرين، والمنطقة الصناعية المشتركة التي من المفترض أن تكون منطقة تجارة حرة بين إسرائيل والأردن، ناهيك عن اتفاقية تصدير الغاز الطبيعي.

كما يطال التخوف العلاقات المتوترة في العامين الأخيرين بسبب قرار الأردن عدم تجديد عقود الإيجار على أراضي الباقورة والغمر ووصف الملك عبد الله في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي "العلاقات بين إسرائيل والأردن بأنها الآن في أسوأ أحوالها على الإطلاق"، وتحذيره بأن "ضم غور الأردن من شأنه أن يضر باتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: نتنياهو يرفض مصافحة مواطنين خوفا من فيروس كورونا

مسيرة منددة "بصفقة القرن" وسط العاصمة تونس

غالانت: لا خيار لإسرائيل سوى الرد على إيران