حكاية تركي فرنسي جُنّد بباريس وانضم لتنظيم النصرة ثم لداعش للقتال في سوريا كما ترويها والدته

بوراك مع أمه وأبيه
بوراك مع أمه وأبيه Copyright يورونيوز
Copyright يورونيوز
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

غادر بوراك، 19 عامًا المنزل صباح أحد الأيام في فبراير 2004 للدراسة مع الأصدقاء. وفي اليوم التالي، أخبر بوراك والديه أنه قد وصل إلى سوريا، وقال لقد جئت إلى هنا من أجلكما.

اعلان

"ابني ليس إرهابيا. ...الذين قاموا بغسيل دماغه، أولئك الذين صنعوا داعش ومن ساعدهم وأمدهم بالسلاح هم الإرهابيون الحقيقيون ".

تقول إحدى الأمهات التي فقدت ابنها بسبب ما يسمى بالدولة الإسلامية.

تعيش غولاي من أصول تركية، على مدار العقود الثلاثة الماضية في ضاحية كريتيل الباريسية، التي تعتبر أرض خصبة لتجنيد عناصر لداعش في فرنسا.

غادر بوراك، 19 عامًا المنزل صباح أحد الأيام في فبراير 2004 للدراسة مع الأصدقاء. وفي اليوم التالي، أخبر بوراك والديه أنه قد وصل إلى سوريا، وقال لقد جئت إلى هنا من أجلكما.

900 عنصر داعشي من أصول فرنسية

بحسب الدراسات، يميل الأشخاص الذين ينضمون لداعش إلى العنف بشكل عام، إضافة لحصول أغلبيتهم على سجل حافل من المخالفات القانونية كما يشعرون بالتمييز ضدهم.

ولكن بوراك كان مختلفا، لم يكن عنيفا من قبل. إنه الأصغر بين أخوته الثلاثة، وكان لديه خطط للالتحاق بالجامعة بعد الانتهاء من الدراسة الثانوية.

تقول الأم: "كان منعزلا وأقل أفراد الأسرة تدينا خصوصا عند مواعيد الصلاة، كان يذهب من المنزل إلى المدرسة ومن المدرسة إلى المنزل ".

وفجأة بدأت حياته الاجتماعية بالتحسن، اعتقد والديه بأنه كان يمضي الوقت مع أصدقاء جدد.

وفقًا لبيانات المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، غادر حوالي 900 شخص من فرنسا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى الجماعات المتطرفة مثل داعش والنصرة. ومع ذلك، تختلف هذه الأرقام مع تلك المقدمة رسميا من الحكومة الفرنسية التي تقدر العدد ب 698 شخصا.

"سوف آخذكم جميعًا إلى الجنة"

يعتقد عثمان، والد بوراك أن عملية تطرف ابنه بدأت في المسجد المحلي.

يدار المسجد في ضاحية كريتيل بالتعاون مع السلطات الفرنسية، ولكن معظم التقارير تشير إلى تجنيد عناصر ومقاتلين محتملين من المصلين.

سافر عثمان إلى سوريا بعد أسبوع من ابنه، والتقى به في قرية حدودية صغيرة تخضع لسيطرة جماعة النصرة والمعروفة أيضًا باسم القاعدة في سوريا.

لم تكن الساعات الأربع التي أمضاها مع ابنه كافية لإقناع الشاب بالعودة.

مكث بوراك في المنطقة لمدة ستة أشهر أخرى، وكان على اتصال منتظم إلى حد ما مع والديه. كانت والدته تنهي كل مكالمة مطالبة ابنها بعدم قتل أي شخص.

سافر الوالدان إلى سوريا مرة أخرى، بعد إبلاغهما بأنه سينتقل قريباً إلى الرقة. ووفقًا للرجل المسن الذي أخذهم للقاء ابنهم، كانت الفنادق في إقليم ريحانلي الحدودية التركية، ممتلئة بالآباء الذين يحاولون إقناع أولادهم بالتراجع.

ولم تنجح محاججات ودموع غولاي خلال الزيارة بردع ابنها عن الذهاب، كان رده "سوف آخذكم جميعًا إلى الجنة".

الأخبار الفاجعة

ظلت الأسرة على اتصال منتظم مع بوراك حتى عام 2017 عندما حاصرت داعش مدينة كوباني في محافظة حلب.

اتصل رجل من الحي كان قد ذهب إلى سوريا مع بوراك ليبلغنا بمقتل بوراك، ثم قدم رسالة كتبها بوراك في حال موته.

اعلان

غولاي وعثمان لم يصدقا الخبر، وكانا بحاجة إلى دليل. وبعد طرد داعش من كوباني سافر عثمان إلى سوريا للبحث عن دليل.

بحث عن ابنه في صور السجناء والموتى كما بحث عنه في سجلات جوازات السفر المفقودة لكنه لم يجد أي أثر. قيل له، أن الجماعة الإرهابية وضعت قنابل تحت بعض الجثث التي تركتها، وإذا كان بوراك من بينهم، فلن يكون هناك أي شيء لتحديد هويته.

وبعد ثلاث سنوات، لا تزال غولاي تعتقد أن بوراك على قيد الحياة.

وتقول لـ "يورونيوز": " إذا كان ميتا فأين الدليل على ذلك؟ قلب الأم يقول لي إن ابني حي ولم يمت، هو في مكان آخر. أتمنى أن يكون بأيد أمينة، وأن يعود إلينا من مكان ما. إذا عاد فأنا أريد منه البقاء في تركيا، بدلا من العودة إلى فرنسا. ما الذي سوف يفعله في فرنسا، إذا عاد من أسوأ بقعة في العالم؟"

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

هيومن رايتس ووتش تحث على التحقيق حول مصير الآلاف من ضحايا داعش في سوريا

محكمة بريطانية ترفض إعادة الجنسية لعروس داعش

اعتقال معلّم في فرنسا بتهمة ترجمة أناشيد دينية وتسليمها لعناصر من داعش