السمنة عامل أساسي وخطير في تدهور مرضى كوفيد-19

السمنة عامل أساسي وخطير في تدهور مرضى كوفيد-19
Copyright STR/AFP
Copyright STR/AFP
بقلم:  Kalthoum Ben Abdallah
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

لم يشر الأطباء الصينيون في أي دراسة لهم، بشأن فيروس كورونا المستجد، إلى أن السمنة والزيادة المفرطة في الوزن تعد عاملا أساسيا في تدهور حالة مرضى كوفيد-19، لكن تحليلا فرنسيا يؤكد العلاقة الوثيقة بين السمنة وتدهور حالة المصابين بالفيروس.

اعلان

هل لزيادة الوزن دور في الإصابة بوباء كورونا؟

لم يشر الأطباء الصينيون في أية دراسة أجروها بشأن فيروس كورونا المستجد، إلى أن السمنة والزيادة المفرطة في الوزن تعد عاملا أساسيا في تدهور حالة مرضى كوفيد-19.

فبالنسبة للدكتور يون فنغ، المتخصص في الإنعاش والعناية المركزة في جامعة جيا تونغ في شنغهاي، وزملاؤه في ثلاثة مستشفيات في ووهان وشنغهاي وآنهوي، يرون أن عوامل الإصابة بفيروس كوفيد-19 مرتبطة بتقدم السن وإصابة الشخص بعدة أمراض مزمنة، منها خاصة ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين ومرض السكري، ومع ذلك، لم يتم ذكر أي شيء عن زيادة الوزن في مقالاتهم العلمية.

لكن وفقًا لدراسة فرنسية، نُشرت على الإنترنت في 10 أبريل/نيسان في مجلة "أوبيزيتي"، تعدّ زيادة الوزن عاملا أساسيا وخطيرا في تدهور حالة المرضى المصابين بالفيروس وسرعة دخولهم إلى الإنعاش.

ففي أحد سجلات مصلحة إنعاش أوروبية، يشمل أكثر من 2000 مصاب بفيروس كورونا، لاحظ الأطباء لأول مرة أن نسبة كبيرة منهم يعانون من الوزن الزائد والسمنة، ولكن نظرًا لأن هذه الظاهرة غالبًا ما ترتبط بارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو أمراض مصاحبة أخرى، فقد كان من الصعب تحديد دورها المباشر.

وفي فرنسا، تم إدراج السمنة المفرطة، منذ بداية انتشار الوباء ضمن العوامل الأساسية التي تؤدي إلى خطر الإصابة في القائمة التي وضعها المجلس الأعلى للصحة العمومية، وهو ما حمله على إصدار توصية تدعو للسماح لهذه الفئة بالعمل عن بعد، في منازلهم، دون الحاجة للرجوع إلى صاحب العمل أو الطبيب المباشر، لكن هذه الإجراءات الوقائية تعد مهمة مقارنة مع نقص الدراسة في البيانات الصينية التي لم تتعرض لهذه العوامل، خلال وباء الأنفلونزا الموسمية.

ظاهرة غير عادية

من الحالات الأولى التي دخلت المستشفى في نهاية شهر فبراير/شباط الماضي في وحدة العناية المركزة في مستشفى ليل الجامعي، لاحظ اثنان من أطباء الإنعاش الشباب، الدكتور آرثر سيمونيت والدكتورة إريكا بارمينتييه، ظاهرة غير عادية: العديد من المرضى يعانون من السمنة المفرطة، التي أدت إلى صعوبة معالجتهم في ظل تضرر الرئتين لديهم.

يقول الدكتور ميرسي جوردين، أستاذ الإنعاش والعضو في مجموعة أبحاث مرض السكري: "خلال محاولة إسعافهم في الإنعاش، تعرضوا لصعوبة بسبب السمنة المفرطة".

بفضل البيانات المختلفة التي تم جمعها، فإن التحليل الإحصائي، الذي اعتمد على تأثير مختلف عوامل الإصابة، لأول مرة يؤكد أن الوزن الزائد وظاهرة السمنة هما عامل مستقل بذاته وسبب أساسي في إصابة الأشخاص بكوفيد-19، ذلك أن الوزن الزائد بطبيعته، هو عامل في انخفاض الأوكسيجين في الدم، ما يؤدي إلى تدهور سريع في حالة المرضى، مما يستوجب الإسراع بإخضاعهم للتنفس الاصطناعي.

ويضيف التحليل أن المرضى الذين يعانون من الوزن الزائد، معرضون سبع مرات أكثر من غيرهم للدخول إلى قسم الانعاش والخضوع للتنفس الاصطناعي.

وبالمقارنة مع باقي عوامل خطر الإصابة بالفيروس، فإن التحليل يخلص إلى أن الرجال هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا من النساء، وتم اعتبار عنصر الجنس عاملا مستقلا بذاته أيضا.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

دراسة تكشف أن السمنة تتنامى أسرع في القرى مقارنة بالمدن

إختبارٌ جيني يحدّدُ الأطفالَ المعرّضين للإصابة بالسمنة المفرطة في المستقبل

الإطلاق الثالث والأخير في 2023.. صاروخ "فيغا" يضع 12 قمراً اصطناعياً في المدار