التكفل بالأمراض الأخرى أصبح صعبا في ظل تفشي فيروس كورونا

Virus Outbreak Other Diseases
Virus Outbreak Other Diseases Copyright Anupam Nath/Copyright 2018 The Associated Press. All rights reserved.
Copyright Anupam Nath/Copyright 2018 The Associated Press. All rights reserved.
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

منذ انتشار وباء كورونا، زادت معاناة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة في جميع انحاء العالم حيث أصبحوا لا يجدون الرعاية الصحية اللازمة بسبب تركيز الأطباء أكثر على المصابين بفيروس كورونا دون غيرهم من المرضى.

اعلان

منذ بداية الإغلاق المفاجئ، لم تتمكن لافينا دسوزا من الحصول على أدوية مكافحة فيروس نقص المناعة التي توفرها الحكومة لـ 1.3 مليار شخص في الهند، فالأدوية التي كانت بحوزتها نفدت بعد أن فرّت إلى مدينة صغيرة بعيدة عن منزلها في مومباي. وتخشى لافينا دسوزا التي تبلغ من العمر 43 عاما من انهيار جهازها المناعي لأن إصابتها بأي مرض كفيروس كورونا سيؤدي إلى تدهور وضعها الصحي بشكل أسرع.

وبينما يركز العالم على مكافحة وباء كورونا، يخشى الخبراء من تسجيل فشل ذريع في معركتهم الطويلة ضد الأمراض المعدية الأخرى مثل الإيدز والسل والكوليرا التي تقتل الملايين كل عام. كما أن هناك خطر على مدى عقود من الجهود التي سمحت لمنظمة الصحة العالمية بتحديد مواعيد مستهدفة للقضاء على الملاريا وشلل الأطفال والأمراض الأخرى.

الدكتور جون نكينغاسونغ، رئيس المراكز الافريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أكد أنه مع تفشي فيروس كورونا وإعادة توجيه الطواقم الطبي لمكافحته، تسبب الأمر في نقص الإمدادات وتعليق الخدمات الصحية. نكينغاسونغ أعرب عن مخاوفه من استنفاد جميع الموارد المخصصة للأمراض الأخرى بسبب التركيز على كورونا.

وتتفاقم هذه الظاهرة في البلدان التي تملك أنظمة رعاية صحية هشة مثل السودان. الأطباء في أحد مستشفيات العاصمة السودانية الخرطوم أكدوا في وثيقة أن عددا قليلا من المرضى تم إدخالهم إلى غرف الطوارئ، كما تمّ تأجيل العمليات الجراحية الاختيارية إلى أجل غير مسمى وإلغاء الرعاية الأولية للحالات غير الحرجة بعد تحويل أمهر الأطباء لمتابعة مرضى "كوفيد-19".

الوضع مماثل في جميع أنحاء العالم. هوغون سون من كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة ومقرها كوريا الجنوبية قال إنه حتى في البلدان التي لديها أنظمة رعاية صحية متطورة للغاية مثل كوريا الجنوبية يتمّ رفض المرضى الباحثين عن علاج لأمراض مثل السل. وقال سون إن حوالي 30 في المائة من حالات السل العالمية، من أصل 10 ملايين حالة كل عام، لا يتم تشخيصها على الإطلاق، وتتركز الفجوات في الرعاية في 10 دول تعاني من معظم حالات العدوى.

وأضاف سون: "من المرجح ألا يبحث هؤلاء عن رعاية حتى في الظروف العادية، فقد زاد انتشار وباء كوفيد-19 من أعباء النظام الصحي ومع وإصدار الحكومات أوامر بالبقاء في المنزل، من المرجح أن يزداد عدد مرضى السل الذين لم يتم اكتشافهم".

قالت آن ماري كونور، المديرة الوطنية لمنظمة وورلد فيجن، وهي منظمة مساعدة إنسانية، إنه في الكونغو، التي غمرها بالفعل تفشي وباء الإيبولا الأخير وسنوات من الصراع العنيف، يأتي فيروس كورونا. وقد أدى تفشي الحصبة إلى مقتل أكثر من 6000 شخص. وأضافت: "من المحتمل أن نشهد الكثير من الوفيات غير المباشرة، من أمراض أخرى".

لا يقتصر تأثير الجائحة المتتالية على العلاج، فهناك عوامل أخرى، مثل الوصول إلى وسائل النقل خلال فترة الإغلاق، وهو من العوامل التي تعيق الهند في مكافحة السل حيث لا يستطيع المرضى والأطباء الوصول إلى العيادات ومن الصعب إرسال عينات للاختبار.

يوجد في الهند ما يقرب من ثلث حالات السل في العالم، وقد تأخر تشخيص المرضى في العديد من المجالات. الدكتور يوغيش جاين في تشهاتيسجاره، إحدى أفقر الولايات في الهند، يخشى من تفاقم حالات السل.

وقال الدكتور مارك بيوت، مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود للمساعدة الإنسانية، إن عمليات الإغلاق ذات الصلة بفيروس كورونا عرقلت أيضًا تدفق الإمدادات، بما في ذلك الأدوية الضرورية ومعدات الحماية والأكسجين.

ويتفاقم الخوف من عودة بعض الأمراض بسبب التأخير في جهود التحصين لأكثر من 13.5 مليون شخص، وفقًا لتحالف اللقاحات "غافي". المنظمة الدولية قالت إن 21 دولة أبلغت عن نقص في اللقاحات بعد إغلاق الحدود وتعطل السفر الجوي، معظمها في افريقيا، وتم تأجيل 14 حملة تطعيم ضد أمراض مثل شلل الأطفال والحصبة. وقالت مبادرة الحصبة والحصبة الألمانية أن حملات التحصين ضد الحصبة في 24 دولة قد تأخرت بالفعل، وهي تخشى على حياة أكثر من 117 مليون طفل في 37 دولة.

قال الدكتور جاي فينغر، الذي يرأس جهود استئصال شلل الأطفال لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، إن التوصية بتعليق التطعيمات من الباب إلى الباب أمر صعب، وبينما يمكن أن تؤدي إلى طفرة في الحالات، "إنها خطوة ضرورية للحد من مخاطر زيادة انتقال كوفيد-19".

كما تم إعاقة برامج الوقاية من الأمراض التي ينقلها البعوض، الدكتورة أنورا جاياسكارا أكدت تضاعف حالات الإصابة بحمى الضنك خلال 2019 مقارنة بالعام السابق، وكلف المفتشون الصحيون بتتبع مرضى كوفيد-19 المشتبه بهم، مما يعطل "عملهم الروتيني" لتدمير مواقع تكاثر البعوض في المنازل.

خلال الوباء، يظهر التاريخ أن الأمراض الأخرى يمكن أن تعود بشكل كبير. وسط تفشي فيروس إيبولا في غينيا وليبيريا وسيراليون بين 2014-2016، توفي الكثير من الناس بسبب فيروس نقص المناعة البشرية والسل والملاريا بسبب قلة فرص الحصول على الرعاية الصحية. وقال رشيد أنسومانا، خبير صحة المجتمع في سيراليون الذي درس تفشي فيروس إيبولا، إن "تأثير فيروس كورونا سيكون بالتأكيد أعلى".

وقال أطباء بلا حدود أن مقدمي الخدمات الصحية يحاولون تخفيف الأزمة من خلال منح أشهر من الإمدادات للأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الوبائي وفيروس نقص المناعة البشرية والسل.

ونظرًا لأن البلدان تواجه خيارات رعاية صحية صعبة وسط الوباء، حذر جون نكينغاسونغ من مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في افريقيا من أن الجهود المبذولة لمعالجة أمراض أخرى لا يمكن أن تنهار جانبًا.

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

ماكرون ينضم للمشككين فيما تفصح عنه الصين بشأن أزمة كورونا

بريطانيا تُعالج نقص العمالة في مجال الرعاية الصحية من خلال فتح أبوابها للعاملين الأفارقة

وفاة المئات وإصابة الآلاف في أسوأ تفشٍ لوباء الكوليرا في زامبيا