كورونا يزيد من الخطر على حياة العاملات في مجال الدعارة المصابات بالإيدز

العاملون في مجال الجنس ينتظرون العملاء في هراري - زيمبابوي.
العاملون في مجال الجنس ينتظرون العملاء في هراري - زيمبابوي. Copyright أ ب
بقلم:  رشيد سعيد قرني
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

يعيش أكثر من 45 بالمئة من العاملين في مجال الجنس والمصابين بفيروس نقص المناعة في رواندا، الدولة الإفريقية الواقعة في شرق القارة.

اعلان

يهدد انتشار فيروس كورونا المستجد في إفريقيا الأشخاص الذين يكسبون رزقهم من الدعارة. ويعتبر العاملات في مجال الدعارة من بين الأشخاص المتضررين من الجائحة والإغلاق على غرار ميغنون البالغة من العمر 25 عامًا والمصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة " الإيدز".

تقول ميغنون إن الإغلاق في رواندا أبقى الكثير من عملائها بعيدًا، ورأت عائداتها المادية تتراجع بشكل كبير في وقت قياسي. فبعد أيام فقط من الإغلاق المفروض جراء تفشي فيروس كورونا لم يعد بإمكان ميغنون شراء الطعام. وعندما لا تأكل فيمكن للأدوية المضادة للفيروسات التي تتناولها ميغنون لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية أن تسبب لها الألم والضعف الجسدي والغثيان و حتى فقدان الوعي. وفي حالة عدم تناولها الدواء بسبب نقص الطعام فإن حياة ميغنون تكون مهددة.

نفس التحديات تشهدها الكثير من الدول الأخرى في إفريقيا، التي تتنشر فيها بشكل كبير فيروس نقص المناعة المكتسبة.

أظهرت الدراسات والأبحاث الطبية أن انعدام الأمن الغذائي يشكل حاجزًا للمصابين بالأيدز  لتناول الأدوية يوميًا ويمكن أن يقلل من فعاليتها، مما يؤثر ليس فقط على العاملين في مجال الجنس ولكن على الأشخاص الآخرين المصابين في البلدان التي تعاني من نقص الغذاء أو المال لشرائه.

الوضع كارثي

يؤكد تالنت جومو، مدير منظمة كاتسوي سيستاهود للصحة الجنسية والإنجابية أن معظم العاملين في مجال الجنس في عاصمة زيمبابوي، هراري، لا يلتزمون بالعلاج في هذه الفترة". كما أشار باحثون من مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي وأماكن أخرى في تعليق لمجلة لانسيت The Lancet أن هذا الوضع الكارثي يشكل خطرا كبيرا لأن العديد منهم في جميع أنحاء العالم مستبعدون من برامج الحماية الاجتماعية للبلدان خلال جائحة كوفيد-19.

وورد في التعليق أن "العاملات في الجنس من بين أكثر الفئات تهميشًا. ولهذا فمن الأهمية ألا يؤدي انقطاع الخدمات الصحية إلى تقليل إمكانية الحصول على علاج فيروس نقص المناعة المكتسبة".

وخلافا للبلدان الإفريقية الأخرى، تقوم رواندا وسط جائحة الفيروس التاجي بتقديم العلاج بمضادات الفيروسات العكوسة بشكل مجاني للجميع في إطار مكافحة الإيدز. طريقة رواندا في تسيير الأزمة الصحية تمت الإشادة بها على نطاق حيث حافظت البلاد على معدل انتشار منخفض للإيدز عند نسبة 3 بالمئة لأكثر من عقد، كما انخفض عدد الإصابات الجديدة.

لكن الأوضاع المسجلة في باقي بلدان إفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية دفع بخبراء الصحة لدق ناقوس الخطر حول إحتمال فقدان كل المكاسب المحققة في مجال مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة.

مخاوف من نقل العدوى بسرعة بالإيدز

يعيش أكثر من 45 بالمئة من العاملين في مجال الجنس والمصابين بفيروس نقص المناعة في رواندا، الدولة الإفريقية الواقعة في شرق القارة. ويؤكد أفلوديس كاجابا، الطبيب والمدير التنفيذي لمبادرة التنمية الصحية، المنظمة المحلية التي تعزز الوصول الأفضل إلى الرعاية الصحية أن عدم تناول العلاج المضاد للفيروسات العكوسة يؤدي إلى انتشار الفيروس.

تقوم المنظمة بمنح بعض العاملين في مجال الجنس الطعام ومعقم اليدين ومواد التنظيف، وتتحدث مع الحكومة بشأن مساعدتهم المادية من خلال تخصيص ميزانية لهم. ويتابع كاجابا أن "العاملات في مجال الجنس جزء من المجتمع ويستحقن العيش حياة صحية".

كانت رواندا تتكفل بتوزيع المواد الغذائية على الأسر الفقيرة التي تعاني من إصابات بفيروس نقص المناعة المكتسبة خلال بداية فترة الإغلاق، لكن العملية توقفت بعد ثلاثة أشهر. ومنذ ذلك الحين، رفعت قيود الإغلاق عن بعض الشركات، فيما تظل البعض الآخرى مغلقة كالحانات.

وتشهد رواندا في المدة الأخيرة ارتفاعا كبيرا في حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19، مما دفع السلطات إلى فرض حظر تجول ليلي لمحاولة كبح انتشار الفيروس.

وقال ويني بيانييما، رئيس برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز "إننا نرى حرمان العاملات في مجال الجنس في إفريقيا من الدعم مثل الطعام". ودعا البرنامج إلى إدراجهم برامج الحماية الاجتماعية الخاصة بالدول.

إجراءات الإغلاق يعرقل عمليات انتاج والتزويد بالأدوية

كما حذر برنامج الأمم المتحدة المعني بفيروس نقص المناعة المكتسبة من نقص محتمل في الأدوية لملايين المصابين بالإيدز خلال الشهرين المقبلين، خاصة في البلدان النامية، حيث تتسبب إجراءات الحجر الصحي وإغلاق الحدود في إبطاء إنتاج وتوزيع الأدوية.

وفي هذا السياق قالت ميج دوهرتي، مديرة قسم فيروس نقص المناعة المكتسبة والتهاب الكبد والأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي هذا الأسبوع، إن دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية في 99 دولة توصلت إلى أن 32 بالمئة من هذه الدول أبلغت بالفعل عن حدوث اضطرابات في العلاج المضاد للفيروسات العكوسة.

نفس الملاحظة أبدتها ديبورا موكاسيكورو، منسقة الجمعية الوطنية لدعم المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة، حيث وصفت الوضع بالصعب، وقالت "نحاول توفير الطعام للعاملين في مجال الجنس، لكنهم كثيرون ولا يمكننا إطعامهم جميعًا. لا يمكنك إلقاء اللوم على الحكومة لأن فيروس كورونا أثر على الحكومات بكل مفاجئ".

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

فرنسا تسمح بوهب الأعضاء ما بين الأشخاص المصابين بفيروس بمرض الإيدز

كورونا "المتحوّر" أكثر قدرة على العدوى

انتخابات السنغال: باسيرو ديوماي فاي يعلن فوزه ويتعهد بمحاربة الفساد والتعامل "بشفافية"