شاهد: السلطعون الأزرق العدو اللدود لصيادي الأسماك في ألبانيا

صورة من الأرشيف
صورة من الأرشيف Copyright John Flesher/AP2010
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

ألبانيا: السلطعون الأزرق العدو اللدود لصيادي الأسماك

اعلان

يتكاثر السلطعون الأزرق العدو اللدود للصيادين الألبان في مياه هذا البلد الصغير في منطقة البلقان مطيحا الأسماك والشباك، جراء التغير المناخي وحركة الملاحة البحرية.

وبدأت هذه القشريات وأصلها من غرب المحيط الأطلسي تُرصد بأعداد كبيرة على ساحل ألبانيا على البحر الأدرياتيكي اعتبارا من العام 2006 ويعتبرها العلماء نوعا غازياً ومضراً للتنوع الحيوي البحري المستوطن فضلا عن النشاط الاجتماعي-الاقتصادي.

في بحيرة كارافاستا الشاطئية جنوب تيرانا وهو موقع يضم مستنقعات وبحر ومصبات أنهر وقنوات، يأسف الصياد بسمير خوجة البالغ 44 عاما لوجود هذه القشريات "المستعمرة" التي سميت بالسلطعون الأزرق بسبب لون قبضاتها الزرقاء السماوية التي هي ضارية بقدر ما هي جميلة.

ويقول الصياد الذي يعيل عائلة مؤلفة من خمسة أشخاص "يوما بعد يوم يصبح السمك نادراً فهي تسرق منا قوتنا اليومي".

يعرض زميله ستيليان كيشا (40 عاما) أصابعه المجرحة جراء هذه السلاطعين التي تلحق الضرر بالشباك والمعدات.

ويقول "إنها عدوانية جدا وهي لعنة فعلية. نلاحظ هذه السنة إنتشار هذا السلطعون أينما كان على الشاطئ وفي أعالي البحر وحتى في المياه الداخلية والنهر والبحيرات الشاطئية. الأضرار جسيمة".

وتراجع أعداد أسماك القاروس والسلطان ابراهيم فيما اختفى كليا الأنقليس على ما يؤكد الصيادان. وتمزق هذه السلاطعين الأسماك حتى داخل الشباك.

ملايين البيوض

ويقول سمير بييراي أستاذ علم الكائنات المائية في جامعة تيرانا لوكالة فرانس برس إن الصيادين على حق في قلقهم بسبب الزيادة الكبيرة في هذا النوع الذي تضع الانثى منه ملايين البيوض.

وكان هذا النوع المعروف علميا باسم "كالينيكتيس سابيدوس" متواجدا قبالة شواطئ الولايات المتحدة وفي خليج المكسيك وصولا إلى الأرجنتين لكنه راح ينتشر في مناطق أخرى من العالم عبر مياه صابورة السفن.

ويوضح "يوفر الاحترار المناخي الظروف المؤاتية لتواجد أنواع غريبة في أماكن لم تكن الظروف فيها ولا سيما الحرارة، مؤاتية قبل سنوات قليلة".

واليوم يعتبر السلطعون الأزرق من بين أكثر مئة نوع غاز في المتوسط والادرياتيكي.

ويضيف الاستاذ الجامعي "لقد أخل بالتوازنات الطبيعية بين الأنواع المستوطنة ما أدى إلى تراجع أعداد بعض الأنواع أو اندثارها و لا سيما السلاطعين المحلية".

وهو يلحق ضرراً بالغطاء العشبي البحري الذي يشكل حاضنة للأسماك المحلية ويلتهم الأصداف والبزاق التي تشكل قوتا لها.

ويهاجم السلطعون الأزرق حتى الطيور، وفقاً لبسمير خوجة.

ويوضح صيادا الأسماك أنهما يحصلان في بعض الأيام على 300 كيلوغرام من السلطعون الأزرق مقابل خمسة أو ستة كيلوغرامات من السمك.

الشمس سلاحاً

وفي حين يعشق بعض الذواقة لحم هذه القشريات بسبب طعمها المميز، لا يعتبر إستهلاكها منتشراً في ألبانيا. ويباع الكيلوغرام منها بأربعين سنتا من اليورو مقابل 14 يورو لسمك السلطان ابراهيم.

ويقول بسمير خوجة بأسف "ليست لدينا سوق لهذه السلاطعين" كما يحظر تصدير هذه المنتجات غير المجمدة إلى دول الاتحاد الأوروبي.

اعلان

فينظر بسمير وستيلبيان عاجزين إلى كوم السلاطعين التي حصدتها شباكهما أو علقت في سد أقيم على قناة أملا بحبس الأسماك.

ويقول ستيليان بمرارة "نحن امام تحد يومي مع السلطعون الأزرق لمعرفة من سيسبق إلى اصطياد السمك لكن هذا الصباح أيضا كسب السلطعون المعركة".

وبانتظار تحرك السلطات، يستعين الصيادون بالشمس سلاحاً فضلاً عن قوتهم الجسدية إذ ينقلون السلطعون الأزرق إلى اليابسة لجعلها تنفق.

ويقول الصياد أدريان كولا البالغ 27 عاما وهو يفرغ دلواً من القشريات على قوقعات أخرى نافقة "نرميها بعيداً حتى لا تضع السلاطعين بيوضها في البحر. هذا كل ما يمكننا القيام به.. أن نجعلها تتحلل في الشمس".

ويضيف الصياد الشاب "يجب التحرك بسرعة لإيجاد الحلول لأنه سيكون من الصعب في المستقبل القريب السيطرة على هذا الغزو المنتشر مثل فيروس كورونا".

اعلان

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

كيف تحولت الحيوانات إلى تجارة رائجة عبر الأنترنت في ألبانيا؟

مؤتمر للمانحين الأوروبيين لإعادة إعمار ألبانيا بعد الزلزال المدمر

6 زلازل تهز ألبانيا خلال ساعتين