هل العودة إلى الحوار كافية لخفض التوتر القائم شرق المتوسط؟

هل العودة إلى الحوار كافية لخفض التوتر القائم شرق المتوسط؟
Copyright AP/Turkish Defense Ministry
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

قالت اليونان وتركيا إنهما تريدان الحوار لكنهما حذرتا من أنهما ستواصلان الدفاع عن حقوقهما في المنطقة.

اعلان

بعد يوم من محاولة وزير الخارجية الألماني تخفيف التوتر بين تركيا واليونان في الخلاف المتعلق بالسيطرة على المياه في شرق المتوسط. قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده عازمة على فعل كل ما يلزم للحصول على حقوقها في البحرين الأسود والمتوسط وبحر إيجه. وقالت اليونان وتركيا إنهما تريدان الحوار لكنهما حذرتا من أنهما ستواصلان الدفاع عن حقوقهما في المنطقة.

AFP
الرئيس التركي رجب طيب أردوغانAFP

الرئيس التركي: لن نتهاون مع من يستهدف أراضينا وسيادتنا

قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الأربعاء، إن بلاده عازمة على نيل حقوقها في البحار المتوسط وإيجه والأسود. جاء ذلك في خطاب ألقاه إردوغان خلال مراسم احتفال بالذكرى السنوية الـ949 للانتصار بمعركة ملاذكرد، بولاية موش جنوب شرقي تركيا. وأضاف الرئيس التركي: "كما أننا لا نطمع في أراضي وسيادة ومصالح الغير فإننا لن نتهاون مع من يستهدف أراضينا وسيادتنا". وتابع: "نريد أن يدرك الجميع بأن تركيا لم تعد دولة يختبر صبرها وحزمها وإمكاناتها وشجاعتها بعد اليوم" على ما ذكرت الأناضول.

AFP
رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، 22 مارس 2020AFP

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال في وقت سابق إنه "إذا كان هناك تطور سلبي لمجريات الأحداث في شرق المتوسط ، فإن الطرف الوحيد الذي سيكون مسؤولاً هو اليونان". وجاء الموقف التركي كرد على تصريح سابق لرئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بأن أخطارا محدقة لاندلاع أي حادث ستكون تركيا مسؤولة عنه.

يورونيوز
الدكتور الناصر دريد المستشار في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية/إسطنبوليورونيوز

محلل سياسي: تركيا تحاول أن تثبت وضعها في منطقة أصبحت مزدحمة بالتهافت صوب تحقيق المصالح

وفي مقابلة له مع يورونيوز قال الدكتور الناصر دريد المستشار في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية والمقيم في إسطنبول:

"في ما يخص الجانب التركي بشأن التوتر في شرق المتوسط، أعتقد أن تركيا تحاول أن تثبت وضعها في منطقة أصبحت مزدحمة بالتهافت صوب تحقيق المصالح" مضيفا "ترى تركيا بشكل من الأشكال أنه تم تهميشها أو إقصاؤها لأسباب قد تكون طبيعية أو مصطنعة من قبل دول المنطقة.. وترى أنقرة أن هناك ملامح لتحالف إقليمي يستهدفها أو لنقل معاديا لها. و بالتالي تطمح تركيا لأن تستبق هذا التحالف من خلال عملية نوعية بضرب إسفين لتثبيت ما تراه أنه من حقوقها في تلك المنطقة".

يورونيوز
أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغيورونيوز

الناتو يدعو لخفض التوتر شرقي المتوسط عبر الحوار

وفي سياق متصل، دعا أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، إلى خفض التوتر القائم شرقي البحر الأبيض المتوسط، عبر الحوار. وقال ستولتنبرغ إنه يجب خفض التوتر في المنطقة، واستخدام طريق الحوار، مرحبًا بجهود الوساطة التي تبذلها ألمانيا.وأضاف: "تركيا واليونان حليفان مهمان في الناتو منذ سنوات. علينا أن نجد طريقة لحل الوضع شرقي المتوسط على أساس روح التحالف والقانون الدولي".

وحين سألنا المستشار في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية عن تجليات هذا التحالف قال لنا "أقصد بالتحالف هو ذلك التحرك الذي يجري بتعاون مصري يوناني وقبرصي بدعم ومباركة غير معلنة ربما من قبل إسرائيل و الإمارات العربية المتحدة وغيرها من دول أخرى تراها تركيا مضادة لها.. أعتقد ان هذا أقرب تحليل للمقاربة التركية لما يحدث بشان القضية بغض النظر عن التقييمات الصائبة أو الخاطئة بشان هذا التقييم أو هذا التفسير".

AFP
سفن عسكرية يونانية وفرنسية خلال مناورة بحرية في شرق البحر المتوسط، الخميس 13 أغسطس 2020.AFP

أثار اكتشاف حقول كبيرة للغاز في شرق البحر المتوسط في السنوات الأخيرة شهية الدول المشاطئة وأدى إلى توترات بين أنقرة وأثينا اللتين تتنازعان على بعض المناطق البحرية.

وأعلنت وزارة الدفاع اليونانية أن اليونان وفرنسا وايطاليا وقبرص ستجري تدريبات عسكرية من الأربعاء إلى الجمعة في جنوب جزيرة كريت في شرق المتوسط حيث تصاعد التوتر بين اثينا وأنقرة مؤخرا.

أنقرة تعلن استعدادها للتحاور مع أثينا من دون شروط مسبقة

كما أعلنت أنقرة الثلاثاء استعدادها للتحاور مع أثينا من دون شروط مسبقة، في شأن خلافهما حول التنقيب عن المحروقات في شرق البحر المتوسط. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس، إن تركيا مستعدة لحوار من دون شروط مسبقة من أجل تقاسم عادل للثروات، وتدارك قائلا: "لكن الأمر غير ممكن إذا فرضت اليونان شروطا مسبقة".

AP Photo
وزير الخارجية التركي تشاوش أوغلو مع نظيره الألماني هايكو ماس خلال مؤتمر صحفي في أنقرة - 2020/08/25فاتح أقطاس/أ بAP Photo

وساطة ألمانية بين اليونان وتركيا لاحتواء أزمة غاز المتوسط

وزار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي، أثينا وأنقرة الثلاثاء في محاولة لتهدئة التوتر بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي، ودفعهما إلى الحوار حول ترسيم حدود المياه في المتوسط.

ويقول الدكتور الناصر دريد المستشار في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية والمقيم في إسطنبول:

"يحاول الألمان بجهود المستشارة أنغيلا ميركل إطفاء الحرائق ربما لاعتقاد الألمان أن الوضع في المنطقة متازم فعلا ومحتد ومشتعل بما فيه الكفاية ومن الأفضل في هذه المرحلة بالنسبة للأوروبيين هو عدم إثارة خلافات ذلك أن الأوروبيين يعانون من مشاكل كثيرة سواء مع حليفهم التاريخي الولايات المتحدة أو مع مخاطر كبيرة تراها ميركل بشكل خاص وألمانيا على وجه التحديد أقرب إلى التهديد منها للجانب التركي وهو الموضوع المتعلق بروسيا وطغيان الجانب الروسي العسكري مع أوروبا في ظل غياب ضمان أمني أمريكي كما كان في السابق".

ومضى قائلا " كل هذا يدفع بميركل إلى الميل لاختبار خطة تهدئة بين الشركاء الأوروبيين وأعني بهم تحديدا فرنسا واليونان وقبرص من جهة وبين تركيا من جهة ثانية".

فرص نجاح جهود التهدئة

وأرسلت تركيا منذ العاشر من آب/أغسطس سفينة رصد الزلازل "عروج ريس" ترافقها قوة بحرية، ما أثار غضب اليونان التي نشرت سفنا حربية في المنطقة.

وفي ما يتعلق بفرص نجاح جهود التهدئة قال الناصر دريد "نجاح عملية التهدئة من عدمه يتعلق برغبة الأطراف المعنية في التهدئة. فهل ترغب تركيا في وضع نوع من التسوية لطموحاتها المتزايدة وهل ترغب فرنسا بهذا الوضع أيضا؟. أعتقد أن المفتاح الحقيقي لنجاح الوساطة الألمانية من عدمه إنما يرتبط أساسا بتركيا. لأن تريكا لو أبدت تنازلا معينا ولو قليلا عما تعلنه من طموحات إقليمية في بحر قبرص وبحر اليونان أعتقد ان ذلك سيخفف إلى حد كبير من عناء التوتر وربما يقود الفرنسيين إلى التنازل واليونانيين إلى والقبارصة إلى التنازل بالتبعية كنتيجة حتمية. بخلاف ذلك تبدو فرص نجاح الوساطة الألمانية ضئيلة برأيي".

تدريبات عسكرية للبلدين في المتوسط

وتزامنت زيارة وزير الخارجية الألماني أولا لأثينا ثم لأنقرة، مع تدريبات عسكرية للبلدين في المتوسط. وأكد ماس أن الوضع بين تركيا واليونان بلغ مرحلة "دقيقة جدا"، وإنه لا أحد يريد حل هذا الخلاف بالسبل العسكرية، وإنه هناك إرادة حوار لدى الجانبين.

يورونيوز
الناصر دريد المستشار في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية/إسطنبوليورونيوز

إرادة حوار لدى الجانبين

ويعتبرالمستشار في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية أن "الرئيس التركي اعتمد أساسا على سياسة الدفع باتجاه حافة الهاوية، إذا صحّ التعبير. ويراهن الرئيس رجب طيب أردوغان على أن خصومه سوف يتنازلون في اللحظة الأخيرة. الأمر يشبه إلى حد ما لعبة سباق السيارات . من ذا الذي تبقى أعصابه أقوى و يبقى إلى آخر المشوار محافظا على اتجاهه دون الانحراف عن مساره بمواجهة الطرف الآخر. ومن ذا الذي لا تخونه أعصابه وبتراجع عن شن حرب قبل الآخر. هذه الطريقة نجحت لعدة مرات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ويبدو أنه يتمتع بأعصاب قوية لخوض هذه العملية لمرات عدة. فهل ستنج هذه الاستراتيجية في كل مرة؟ أم ستقود ربما إلى الاشتعال. هذه لعبة خطرة جدا في العلاقات الدولية خصوصا بالنسبة للدول المستقرة".

اعلان

إيمانويل ماكرون يعتبر سياسة تركيا عاملاً مزعزعاً لاستقرار أوروبا

وفي العشرين من الشهر الجاري اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ نظيره التركي رجب طيّب إردوغان ينتهج "سياسة توسّعية تمزج بين المبادئ القومية والإسلامية ولا تتّفق والمصالح الأوروبية" وتشكّل "عاملاً مزعزعاً لاستقرار" أوروبا.وتدهورت العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي في الأشهر الأخيرة، في وقت تتصرف فيه أنقرة كقوة إقليمية في شرق البحر المتوسط.

AP Photo
مقاتلات يونانية وسفينة حربية يونانية تشارك في مناورات عسكرية شرقي البحر الأبيض المتوسط - 2020/08/25AP Photo

ويعتقد الناصر دريد أنه "يبدو أن الفرنسيين بالذات غير راغبين بالتراجع أو التنازل أو حتى إفهام الجانب التركي بشكل واضح أنه ليس ثمة نية للتراجع . ما يعول عليه في هذه الخطّة ليس التراجع الفرنسي أو التركي بقدر ما هو التدخل الأمريكي".

الموقف الأمريكي

مضيفا " رأينا قبل فترة أن التوتر احتدّ إلى درجة كبيرة جدا بين اليونان وتركيا. وكادت الأمور تشتعل في المنطقة. لولا التدخل الأمريكي عبر حاملة الطائرات الأمريكية في البحر المتوسط التي أجبرت جميع الأطراف على التزام التهدئة.. لا أحد يملك إمكانية تحدي القوة الأمريكية في المتوسط. خصوصا وأن هناك علاقات قوية جدا بين إدراة الرئيس ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ولا يغامر الرئيس التركي بإفشال هذه العلاقة الودية التي أحبطت حتى لآن كل محاولات بعض الساسة الأمريكيين داخل الإدارة الأمريكية وداخل أوساط الرأي العام الأمريكي لعزل تركيا أو مناهضة سياستها" ومضى قائلا : " الرئيس التركي له مصلحة كبيرة في المحافظة عى الود الأمريكي وود الرئيس ترامب على وجه الخصوص طالما لا يزال باقيا في الرئاسة .. لذلك أقول إنني أعول ربما في اللحظات الأخيرة على التدخل الأمريكي أكثر من أن أعوّل على التراجع الفرنسي واليوناني-القبرصي أو التراجع التركي من الجهة الثانية".

وكانت تركيا اتّهمت فرنسا بالتصرف مثل "بلطجي" في شرق المتوسط، ووجّهت تحذيراً شديد اللهجة لليونان، وذلك غداة نشر باريس طائرتين عسكريتين وسفينتين حربيتين في شرق المتوسط دعماً لأثينا.

ويرى الناصر دريد " تركيا تريد أن تثبت نفسها كلاعب قوي ومؤثر وربما هي تحلم بأن تلعب الدور الأقوى في المتوسط. هذا ما يفسر إلى حد كبير التوترات التي تثيرها تركيا في شرق المتوسط حاليا أو التدخل الذي قامت به إلى حد ما في ليبيا أو خلافاتها مع مصرأو إسرائيل في المنطقة. فتركيا تلحظ التراجع الأوروبي العام وتلحظ أيضا تنامي قوتها أيضا في المتوسط كما تلحظ أكثر من ذلك كله الرضا الأمريكي وعلاقاتها المميزة مع الروس على حد سواء وبالتالي هي تريد اغتنام كل هذه الفرص لتثبت نفسه كقوة إقليمية تفرضها مواقفها وآراءها في منطقة البحر المتوسط".

اعلان
يورونيوز
باناجيوتيس تساكوناس، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أثينايورونيوز

وفي حديث له مع يورونيوز قال باناجيوتيس تساكوناس ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أثينا:

" لا أعتقد أنه يمكننا استبعاد اندلاع توتر شديد في المنطقة.. ومع ذلك ، أعتقد أن هذه الأزمة مع تركيا في شرق البحر المتوسط ​​أظهرت أن الرئيس أردوغان لا يريد مواجهة محتدمة وساخنة مع اليونان ، لكنه يتبع بطريقة حذرة للغاية استراتيجية إشعال ملامح توتر متحكم في أبعاده "

وتصاعد التوتر بين تركيا واليونان بعدما أرسلت أنقرة سفينة المسح أوروتش رئيس إلى مياه شرق المتوسط محل النزاع هذا الشهر، في خطوة وصفتها أثينا بأنها غير قانونية. وستنضم فرنسا إلى إيطاليا واليونان وقبرص لإجراء مناورات عسكرية في شرق المتوسط تستمر حتى 28 أغسطس آب.

يورونيوز
حمدي فرات بويوك ، محلل سياسييورونيوز

ويقول حمدي فرات بويوك، المحلل السياسي :

" الآن نرى أن كلا البلدين يدافع عن مطلبه حيث أثارت الاتفاقية التركية مع ليبيا لتقاسم شرق البحر المتوسط ​​التوترات ، وبعد ذلك اتفاق اليونان مع مصر ، لذلك نرى كلا البلدين يدفعان لتحقيق أقصى استفادة"

اعلان

وساهم اكتشاف حقول غاز ضخمة في السنوات الماضية في شرق المتوسط في تأجيج طموح الدول المطلة كاليونان وقبرص وتركيا ومصر وإسرائيل.

وكثفت تركيا عمليات التنقيب قبالة قبرص ما أثار استياء معظم دول المنطقة والاتحاد الاوروبي. ولدعم مطالبها وقعت أنقرة العام الماضي اتفاقاً عسكرياً مثيراً للجدل مع حكومة الوفاق الليبية يوسع منطقتها البحرية في شرق المتوسط. وقعت أنقرة من ناحيتها إتفاقية مثيرة للجدل العام الماضي، مع الحكومة الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة، تمنح تركيا سيادة على مساحات واسعة من البحر المتوسط.ودانت مصر وقبرص واليونان الاتفاقية التي تشمل اتفاقا أمنيا تم توقيعه العام الماضي بين أنقرة والحكومة التي تتخذ من طرابلس مقراً.

AP PhotoAP/Turkish Defense Ministry
سفن البحرية التركية أثناء توجهها غرب أنطالياAP PhotoAP/Turkish Defense Ministry

تُدرج أزمة شرق المتوسط ​​على جدول أعمال مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، الذي ينعقد يومي الخميس والجمعة في برلين.

ويقول باناجيوتيس تساكوناس ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أثينا:

" لا شك أن احتمال فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد تركيا سيرسل رسالة قوية إلى الجانب التركي. ومع ذلك ، أعتقد أنها ليست سوى جزء من استراتيجية أكثر شمولاً يجب على الاتحاد الأوروبي تحديدها تجاه تركيا"

اعلان
AP Photo
حاملة طائرات فرنسية ترافقها سفن عسكرية يونانية وفرنسية خلال مناورة بحرية شرق البحر المتوسطAP Photo

ودخلت تركيا نادي منتجي الغاز عالميا، مع إعلانها الأسبوع الماضي، عن كشف ضخم من الغاز الطبيعي في مياه البحر الأسود، وسط آمال تحدو البلاد للكشف عن احتياطات إضافية في مياه البحر المتوسط.

تصريحات للرئيس أردوغان في مؤتمر صحفي، الجمعة، أشارت أن الكشف هو الأكبر في تاريخ تركيا حتى الآن، بإجمالي 320 مليار متر مكعب، فاتحا الباب أمام تحقيق اكتشافات أخرى في المنطقة.

OZAN KOSE/AFP or licensors
سفينة تركية للتنقيب في المتوسطOZAN KOSE/AFP or licensors

ويرتقب أن يكون لدخول حقل الغاز التركي على خط الإنتاج، أثر كبير على واردات البلاد من مصادر الطاقة التقليدية، خاصة الغاز الطبيعي المخصص لتوليد الطاقة واحتياجات المصانع والمنازل.

اليونان وقبرص تسعيان لموقف أوروبي أكثر صرامة تجاه تركيا بشأن الخلاف حول شرق المتوسط

في التاسع عشر من الشهر الجاري حثت قبرص واليونان الاتحاد الأوروبي على إتخاذ موقف أكثر حزماً إزاء أنشطة تركيا المثيرة للتوترات في شرق البحر المتوسط. وأجرى وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس زيارة غير مقررة لنيقوسيا لتنسيق سياسات الحليفين العضوين في الاتحاد الأوروبي، وسط أزمة نجمت عن إرسال تركيا سفنا حربية إلى مياه متنازع عليها. والتقى ديندياس نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس والرئيس نيكوس اناستاسيادس.وتسعى نيقوسيا وأثينا إلى موقف أكثر صرامة لبروكسل، وتقولان إن تركيا إنتهكت سيادتهما وسيادة الاتحاد الأوروبي.

اتفاق بين مصر واليونان حول حدودهما البحرية في شرقي المتوسط..وتركيا تعتبره "باطلا"

وتصاعد التوتر منذ توقيع اليونان ومصر اتفاقا في 6 آب / أغسطس لإقامة منطقة إقتصادية حصرية في شرق المتوسط. وقّعت مصر واليونان بداية الشهر الجاري اتفاقا لترسيم حدودهما البحرية كما أعلنت القاهرة في فترة تشهد توترات شديدة مع تركيا حول استكشاف الموارد الطبيعية في شرق المتوسط.وعلى الفور ردت أنقرة في بيان. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو إن "الاتفاق البحري المزعوم" الموقع بين اليونان ومصر "باطل ولاغ". وكان وزير الخارجية التركي قد أعلن أن بلاده ستكثف عمليات استكشاف موارد الطاقة ولن "تساوم" عن حقوقها.كما أرسلت أنقرة سفينة حفر إلى مياه تعتبرها قبرص منطقة اقتصادية حصرية لها لعمليات استكشاف الغاز المرخصة لشركات طاقة أميركية وفرنسية وإيطالية.

اعلان

المصادر الإضافية • مكتب بروكسل

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بروكسل تحذر أنقرة.. "كل الخيارات مطروحة" للدفاع عن مصالح التكتل

تدريبات عسكرية أوروبية مشتركة شرق المتوسط وإردوغان يحذر أثينا من اختبار صبر تركيا

وساطة ألمانية لتخفيف التوتر بين اليونان وتركيا شرق المتوسط