وتكتسب تلك النتائج أهميتها من إمكانية استخدامها لتطوير علاجات قد تساعد رواد الفضاء في التخفيف من فقدان العضلات والعظام الذي يعانون منه أثناء رحلات الفضاء طويلة المدى.
نشر معهد جاكسون الأمريكي نتائج بحث أُجري بإرسال 40 فأراً قضوا شهراً كاملاً على متن محطة الفضاء الدولية كجزء من تجربة لفهم كيفية تأثير انعدام الجاذبية على جسم الإنسان بشكل أفضل.
وكان المعهد قد أرسل 40 من إناث الفئران إلى المحطة في كبسولة فضائية من صنع شركة سبيس إكس في ديسمبر – كانون الأول الماضي وعادوا إلى الأرض في يناير – كانون الثاني من العام الجاري قبل أن تنشر نتائج الدراسة التي أجريت عليهم أمس الإثنين في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.
وتعتبر مركبات شحن سبيس إكس فريدة من نوعها من حيث قدرتها على إرسال وجلب مواد وتجارب إلى المحطة الفضائية والعودة إلى الأرض بعد 30 يومًا، مما أتاح إعادة الفئران الحية إلى الأرض.
طبيعة الدراسة
وتم حقن بعض من تلك الفئران بما يسمى بعلاج "الفئران الجبارة" الذي يحجب البروتينات التي تحد من زيادة تكتل العضلات بالجسم.
كذلك تم تعديل بعض الفئران الأخرى وراثياً لتحظى بضعف عضلات الفأر العادي مع ترك بقية الفئران دون أي تعديل أو حقن لمعرفة تأثير انعدام الجاذبية على كل منها.
وقال دكتور سى-جين لي، قائد الفريق البحثي بمعهد جاكسون، إن الفئران الـ24 العادية غير المعالجة فقدت كتلة عضلية وعظاما كبيرة بنسبة 18% خلال فترة تواجدها بالفضاء الخارجي.
لكن الفئران الثمانية المعدلة وراثياً والتي تم إطلاقها بضعف العضلات حافظت على حجمها.
بالإضافة إلى ذلك، عادت ثمانية فئران عادية تلقت علاج "الفأر العظيم" في الفضاء إلى الأرض مع عضلات أكبر بشكل كبير.
الدلالات
وتكتسب تلك النتائج أهميتها من إمكانية استخدامها لتطوير علاجات قد تساعد رواد الفضاء في التخفيف من ضمور الكتلة العضلية الذي يعانون منه أثناء رحلات الفضاء طويلة المدى.
كذلك، يمكن أيضًا استخدام هذه النتائج لمساعدة الأشخاص على الأرض الذين يعانون من فقدان العضلات والعظام بسبب حالات صحية مختلفة مثل الحثل العضلي وهشاشة العظام والأمراض التي تسبب ضمور العضلات مثل السرطان وأمراض القلب والإنتان والإيدز.