متجر تبرعات للأطفال يتحول إلى قبلة للمتضررين من انفجار بيروت
ظروف صعبة يعيشها اللبنانيون بدأت بتدهور الوضع الإقتصادي في البلاد وانهيار قيمة العملة، ضاعفت من حدتها جائحة كورونا، قبل أن يتأزم الوضع أكثر فأكثر بانفجار مرفأ بيروت الذي جعل من العاصمة منطقة منكوبة.
الكثير من اللبنانيين فقدوا عملهم ومصادر دخلهم وحتى منازلهم بعد الانفجار ماجعلهم يبحثون عن أي مساعدات من شأنها أن تبقيهم صامدون.
تحكي شيرين قباني صاحبة مبادرة "ثياب العيد" كيف تحول محلها إلى مزار من قبل المواطنين لطلب المساعدات مهما كان نوعها وفي كل وقت.
وتقول شيرين في حديثها ليورنيوز إنها أطلقت فكرة "ثياب العيد" قبل خمس سنوات عبر منشور في الفيسبوك من أجل جمع ملابس للاطفال جديدة كانت أو مستعملة من قبل من يرغبون في التبرع ثم تعيد توضيبها وتقديمها إلى العائلات المحتاجة في شهر رمضان.
وتطورت الفكرة لتصبح متجراً للتسوق المجاني يشتغل فيه عدد من المتطوعين ويستقبلون العائلات المحتاجة التي يمكنها اختيار قطع ملابس لأطفالها دون دفع مقابل ولم يعد المحل مقرونا بفترة ما قبل العيد ولكن في كل وقت.
ومن بين الأمور التي تلجأ إليها شيرين رفقة المتطوعين هي إرسال الملابس التي تصلهم إلى المصبغة والتي تعمل على غسل وكي وتجديد القطع لتظهر و كأنها جديدة.
تقول شيرين إنها لا تأخذ دولارا واحد حتى من قبل من يريدون دفع مبلغ رمزي للقطع التي يأخذونها من المحل، في حين تستقبل التبرعات والمساعدات من من تشدد على تسميتهم "مواطنين عاديين" وليس مسؤولين أو هيئات ومنظمات بالدرجة الأولى.
ورغم رمزية هذه التبرعات في كثير من الأحيان غير أن "دولارا من هنا وآخر من هناك" يساهم في توفير ما تحتاجه العائلات المحتاجة ودفع إيجار المحل كذلك.
من متبرعين إلى مستفيدين
تذكر شيرين أن محلها لم يعد يقتصر على توزيع الملابس فقط بل حتى المواد الغذائية من حليب وزيت وسكر وحفاضات أطفال وكل ما يتم جمعه يتم توزيعه بالخصوص على المتضررين من الانفجار.
وذكرت في فيديو نشرته على صفحة "ثياب العيد" أن المتجر في خدمة كل محتاج، كما طالبت كل من يعرف من يحتاجون المساعدة و متضررين لكي يتصل بالمتجر من أجل توفير ما أمكن من المساعدات.
تقول شيرين بأسف أن من كانوا في وقت مضى من المتبرعين للمحل أصبحوا من المستفيدين منه، حتى من هم من الطبقة المتوسطة نتيجة تردي الوضع الاقتصادي، وباتت العائلات "تتسول" من أجل ايجار بيت، أو إعادة بناء منازلها المتضررة نتيجة الانفجار.
حالات انسانية صعبة
وبات محل ثياب العيد يستقبل حالات انسانية مستعصية تذكر لنا شيرين من بينها حالة لثلاثة أطفال رضع يستخدمون أكياس البلاستيك كحفاضات، ورضيع آخر يرقد في صندوق خضار.
نجاح واستمرار..
تقول أن شيرين أن محلها لا يستقبل فقط عائلات وأشخاص محتاجين بل يرسل المساعدات أيضا إلى كل محتاج من الشمال إلى الجنوب اللبناني ولا يوجد أي تمييز طائفي أو ديني في تقديمها.
كما ذكرت أن ذيع صيت مبادرة "ثياب العيد" ساهم في حصولها على جوائز محلية ودولية من قبل هيئات ومنظمات تعنى بالعمل الجمعوي والتطوعي وساعدت هذه الجوائز في الحصول على عائدات مالية تضمن استمرار نشاط المحل.