أبيي أحمد يدافع عن عملية الجيش الإثيوبي في تيغراي وسط قلق دولي

رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في أديس أبابا لحضور القمة الإفريقية. 2020/02/09
رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في أديس أبابا لحضور القمة الإفريقية. 2020/02/09 Copyright أ ب
Copyright أ ب
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

شهدت إثيوبيا أعمال عنف كثيرة على أساس عرقي في السنوات الأخيرة. وقالت مجموعة الأزمات إنه هناك حاجة اليوم لوساطة فورية ومنسقة، محلية وإقليمية ودولية، لتجنّب الدخول في أزمة أوسع.

اعلان

سعى رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد الجمعة للدفاع عن العملية العسكرية التي تشنّها بلاده في منطقة تيغراي الشمالية، قائلا إنه "أجبر" عليها، في وقت تزداد الدعوات إلى تجنّب ما قد يتحول إلى حرب مدمّرة.

وتحوّلت خلافات مستمرة منذ مدة طويلة إلى نزاع مسلّح هذا الأسبوع بين أديس أبابا وإقليم تيغراي، الذي حكم قادته البلاد عمليا على مدى عقود إلى أن وصل أبيي إلى السلطة عام 2018.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى خفض فوري للتصعيد، بينما تحدثت معلومات عن قصف عنيف وتحريك قوات. في هذه الأثناء، حذّر مراقبون من أن أي حرب بين الجيشين القويين ستكون دامية وسيطول أمدها.

والأربعاء أعلن أبيي الذي حاز جائزة نوبل للسلام العام الماضي، أنه أمر بإطلاق عمليات عسكرية في تيغراي ردا على "هجوم" شنّه عناصر "جبهة تحرير شعب تيغراي" على معسكر للجيش في المنطقة. ونفت الجبهة وقوع الهجوم وتتهم أبيي باختلاق الرواية لتبرير نشر الجيش ضدها.

وكتب أبيي في تغريدة الجمعة "أهداف العمليات الجارية التي تنفّذها قوات الدفاع الفدرالية في شمال إثيوبيا واضحة ومحدودة ويمكن تحقيقها، وهي إعادة حكم القانون والنظام الدستوري وحماية حقوق الإثيوبيين في العيش بسلام أينما كانوا في البلاد".

"حرب معيبة وعبثية"

وجاءت تصريحات أبيي بعدما أعلن الجيش الأربعاء، أن البلاد "دخلت في حرب لم تكن في الحسبان" ضد جبهة تحرير شعب تيغراي. وقال نائب رئيس أركان الجيش الإثيوبي برهان جولا الخميس "هذه حرب معيبة وعبثية".

بدوره، قال أبيي إن حكومته حاولت بصبر على مدى شهور حل الخلافات سلميا مع قادة جبهة تحرير شعب تيغراي، وأضاف: "إنها لجأت إلى الوساطات والمصالحة والحوار، لكنها فشلت جميعها بسبب العجرفة الإجرامية وتعنّت جبهة تحرير شعب تيغراي". وكان هجوم الجبهة على القيادة العسكرية الشمالية التي تتخذ في تيغراي مقرا القشة التي قصمت ظهر البعير.

وقال أبيي في بيان أطول إنه منذ وصل إلى السلطة، حاولت "زمرة مجرمة" في تيغراي جعل البلد غير قابل للحكم، وبالتالي "أُجبرت" الحكومة "على اتخاذ إجراءات ضمن إطار تطبيق حكم القانون".

دعوة أممية إلى خفض التصعيد

وفي بيان على تويتر، دعا غوتيريش إلى خفض فوري لتصعيد التوتر وحل النزاع سلميا، وقال إنه يشعر بقلق عميق حيال الوضع في منطقة تيغراي الإثيوبية، وإن استقرار إثيوبيا مهم بالنسبة لمنطقة القرن الإفريقي بأكملها.

من جهته، أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، أن حكومة بلاده أوضحت للمجتمع الدولي أنه تم "استفزازها" للزج بها في الوضع الحالي.

وأضاف دينا مفتي: "رد فعلهم بالمجمل هو أنهم يريدون أن يعم السلام والاستقرار إثيوبيا، وأن يتم حل هذه المسألة سريعا. يمكننا نوعا ما القول إنهم أعربوا عن تعاطفهم مع موقفنا".

حشد للقوات

وأفاد رئيس إقليم تيغراي دبرتسيون غبر ميكائيل الخميس أن المعارك تجري في غرب تيغراي، وأن القوات الفدرالية تحشد عناصرها على حدود منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين.

ورجّح مصدر دبلوماسي وجود ضحايا من الجانبين بعد معارك عنيفة وقصف بالدفعية الخميس على طريق رئيسي يربط بين تيغراي وأمهرة.

وقال عامل إغاثة طلب عدم الكشف عن هويته إنه تم إدخال 25 جنديا مصابا إلى مركز أمهرة الصحي الخميس، دون أن يوضح الجهة التي يقاتلون معها. وقُطعت الاتصالات عبر الهاتف والإنترنت عن تيغراي، ما يجعل من محاولة التحقق من أي أرقام أمرا صعبا.

وفرضت أديس أبابا حالة الطوارئ لستة أشهر في تيغراي، وأفاد بيان أبيي الجمعة أن ذلك سيسمح لقوة مهمات خاصة "بنزع سلاح أي قوة أمنية" في الإقليم.

كما سيتيح للسلطات فرض حظر تجول والحد من حركة النقل، واعتقال أي أشخاص يشاركون في "أنشطة غير قانونية" و"استخدام القوة المتناسبة لإعادة فرض القانون والنظام".

"نزاع مدمر للقرن الإفريقي"

من جانبها، حذّرت مجموعة الأزمات الدولية من أنه ما لم يتوقف القتال فورا، فسيكون النزاع "مدمّرا لا للبلاد فحسب بل للقرن الإفريقي بأكمله".

وأشارت المجموعة إلى أنه من شأن إطالة أمد القتال أن يجر إلى النزاع دولا أخرى كإريتريا، التي يعد رئيسها أسياس أفورقي مقرّبا من أبيي ومعاديا لجبهة تحرير شعب تيغراي، التي كانت تحكم إثيوبيا عندما دخلت في حرب مع إريتريا.

اعلان

ونظرا للقوة العسكرية لتيغراي حيث يقدّر عدد الجنود بنحو 250 ألفا، من شأن أي حرب أن تكون "طويلة ودامية" في ثاني بلدان إفريقيا من حيث عدد السكان، بحسب المجموعة.

كما أنها قد تتسبب بمزيد من عدم الاستقرار في البلد المتعدد الأعراق والمقسّم إلى ولايات على أساس عرقي. وشهدت إثيوبيا أعمال عنف كثيرة على أساس عرقي في السنوات الأخيرة.

وقالت مجموعة الأزمات إن "هناك حاجة لوساطة فورية ومنسقة، محلية وإقليمية ودولية، لتجنّب الدخول في أزمة أوسع".

جبهة تحرير شعب تيغراي والسياسية

وهيمنت جبهة تحرير شعب تيغراي على الحياة السياسية في إثيوبيا على مدى ثلاثة عقود، قبل وصول أبيي إلى السلطة في 2018 على خلفية تظاهرات مناهضة للحكومة آنذاك، على الرغم من أن المتحدرين من تيغراي لا يشكلون إلا ستة في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم مئة مليون.

وفي عهد أبيي، اشتكى قادة تيغراي من استهدافهم من دون وجه حق في إطار إجراءات قانونية تستهدف الفساد وإزاحتهم من المناصب العليا، واستخدامهم الواسع ككبش فداء في المشاكل التي تواجه البلاد.

اعلان

وأفادت مجموعة الأزمات الدولية أن اندلاع النزاع كان "مفاجئا لكنه متوقع" بعد أسابيع من التوتر. وارتفع منسوب التوتر عندما أجرت تيغراي انتخاباتها بشكل أحادي في أيلول/سبتمبر، بعدما قررت أديس أبابا تأجيل الاقتراع الوطني جرّاء فيروس كورونا المستجد.

ورفض كل طرف بعد ذلك الاعتراف بحكم الآخر، وازدادت حدة السجال ليقول رئيس تيغراي لسكان المنطقة الاثنين إن عليهم الاستعداد للحرب، ما دفع البرلمان الفدرالي إلى السعي لتصنيف جبهة تحرير شعب تيغراي، على أنها مجموعة إرهابية.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

إثيوبيا تأمر بشن الهجوم النهائي على سلطات تيغراي في ميكيلي

إثيوبيا: حملةُ اعتقالات إثر احتجاجات أسفرت عن مقتل 166 شخصاً

مقتل 59 محتجاً وقطع للاتصالات في إثيوبيا عقب مقتل مغن شهير