كل ما يجب أن تعرفه عن الصحراء الغربية والنزاع القائم فيها

من اجتماع لأحزاب مغربية في مدينة العيون في الصحراء الغربية
من اجتماع لأحزاب مغربية في مدينة العيون في الصحراء الغربية Copyright AFP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

كل ما يجب أن تعرفه عن الصحراء الغربية والنزاع القائم فيها

اعلان

المغرب يطلق حملة عسكرية في منطقة الكركرات العازلة في الصحراء الغربية على الحدود مع موريتانيا، بعد ما وصفه باستفزازات قامت بها جبهة بوليساريو، وعرقلة أعضاء من جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب حرية الحركة في المنطقة منذ 21 أكتوبر الماضي، وهذه المنطقة تعرف بمرور شحنات بضائع نحو موريتانيا وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء.

ما هي الصحراء الغربية؟

هي مستعمرة إسبانيّة سابقة تمتدّ على مساحة 266 ألف كيلومتر مربّع، شهدت نزاعًا مسلّحًا حتّى وقف اطلاق النّار العام 1991 بين المغرب الذي ضمّها في 1975 والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) التي تطالب باستقلالها مدعومة من الجزائر.

ويسيطر المغرب على 80 % من مساحتها، وكان قد اقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته، مع بقاء رموزه السيادية كالعملة، في حين تطالب بوليساريو باستقلالها.

على المستوى الأممي، لا تعترف الأمم المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، كما لا تعترف بالجمهورية المعلنة عليها، والمعروفة بإسم "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المتحدة"، كعضو في الأمم المتحدة، لكنها تعترف بجبهة البوليساريو كطرف مفاوض للمغرب.

ماذا تعني جبهة البوليساريو؟

البوليساريو هي كلمة مكونة من الأحرف الأولى لـ "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب".

هذه الجبهة تأسست في 20 مايو 1973، وتسعى لإقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية، نشاطها العسكري بدأ خلال الاستعمار الإسباني لهذه المنطقة، وكانت تتلقى دعما من ليبيا والجزائر.

وفي 1975 أعلنت تأسيس "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" وشُكلت بعد الإعلان حكومة في منطقة تندوف بأقصى الجنوب الجزائري، ويخضع لها قرابة نصف مليون شخص.

تواريخ مهمة

- بدأ الصراع بين البوليساريو والمغرب بعد أن أنهت إسبانيا احتلالها للإقليم، الذي دام من عام 1884 وحتى عام 1976، وهنا صعدت الجبهة من عملياتها وتحريضها للمطالبة بالاستقلال، إلا أن المغرب وموريتانيا توجهتا إلى محكمة العدل الدولية.

- في 16 أكتوبر 1975 أعلن المغرب عن تنظيم "المسيرة الخضراء"، باتجاه منطقة الصحراء، وفي يناير 1976 أعلنت الجبهة عن قيام "الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية" بدعم من الجزائر.

- في الثمانينيات بنى المغرب جدارا رمليا حول مدن المسارة والعيون وبوجدور لعزلها وتأمينها من هجمات جبهة البوليساريو.

- وفي 1984 تخلت ليبيا عن دعم الجبهة، لكنها بقيت تحظى بدعم الجزائر.

- وفي عام 2010 حدث انشقاق داخل الجبهة، وظهر فيها تيار يسمى "خط الشهيد" يطالب بالدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب.

حلول مطروحة

عام 1988 طرحت الأمم المتحدة عدة حلول لإنهاء القضية، منها إجراء استفتاء، لكن العملية تعطلت بسبب خلاف حول من سيصوت فيه.

وفي عام 1991، وقعت المملكة المغربية وجبهة البوليساريو اتفاقا لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة تحضيرا لتنظيم استفتاء لتحديد المصير خلال ستة أشهر، لكن الاستفتاء يؤجل منذ ذلك الحين لوجود خلافات بين المغرب وبوليساريو حول تحديد من يحق له المشاركة فيه وصفة الاقليم.

ويرفض المغرب إجراء استفتاء، لأنه يعتير الصحراء مغربية ويصر على منح الإقليم حكما ذاتيا في ظلّ السيادة المغربية.

كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة طرح خيار التقسيم، عام 2002، على أن يكون للمغرب الثلثان وللبوليساريو الثلث، فرفض المغرب.

يذكر أنه توجد قوة تابعة للأمم المتحدة في الصحراء، تضم نحو 240 جنديا مكلفة بمراقبة احترام وقف إطلاق النار.

اعلان

مساعٍ مغربية برلمانية

وفي يناير الماضي صادق البرلمان المغربي الأربعاء على قانونين يوسعان سلطة المملكة القانونية لتشمل المجال البحري للصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي لا تزال تعاني من وضع سياسي غير محدد.

وصوت أعضاء مجلس النواب، الغرفة الأولى للبرلمان المغربي، بالإجماع على هذا القانون، بالإضافة إلى قانون ثان مرفق به ينص على إحداث منطقة اقتصادية خالصة على مسافة 200 ميل بحري عرض الشواطئ المغربية.

ويرى المغرب أن هذين القانونين مسألة داخلية سيادية، مبديا على لسان وزير خارجيته انفتاحا واستعدادا للحوار والتفاوض مع جيرانه خاصة إسبانيا للحد من أي تداخل في المجالات البحرية للبلدين.

وهو ما رفضته جبهة البوليساريو مؤكدة أنّ القانونين اللذين أقرّهما البرلمان المغربي لتوسعة السلطة القانونية للمملكة لتشمل المجال البحري للصحراء الغربية "لن يكون لهما أي أثر قانوني".

لماذا إسبانيا؟

خص المغرب بالذكر إسبانيا بما يخص قراراته الأخيرة كون جزر الكناري الإسبانية في المحيط الأطلسي تجاور سواحل المغرب الجنوبية، وكذلك سواحل الصحراء الغربية المتنازع عليها. كما يتجاور البلدان على الواجهة المتوسطية شمال المملكة، ناهيك عن أن هذا الإقليم كان خاضعا للاحتلال الإسباني.

اعلان

إسبانيا بدورها رفضت القرار مبررة موقفها بأن ترسيم الحدود البحرية لا يتم من جانب واحد بل في إتفاق بين الطرفين ووفق التشريع الدولي.

غطاء دبلوماسي

يسعى المغرب إلى فتح قنصليات أجنبية في المناطق الخاضعة لسيطرته في الصحراء، ووصل عددها حتى الآن نحو 15 ممثلية دبلوماسية، يرى البعض أن الهدف من هذه المساعي هو حصد مواقف دبلوماسية من هذه المنطقة، وهو ما جاء على لسان وزير الخارجية المغربي بوريطة حيث قال:" "مغربية الصحراء تترسخ يوما عن يوم، من خلال مواقف دبلوماسية وتصرفات قانونية مثل فتح القنصليات" بحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء المغربية.

وكانت جمهورية جزر القمر أول بلد يفتتح قنصلية بمدينة العيون في كانون الأول/ديسمبر، تلتها قنصلية أخرى لغامبيا بمدينة الداخلة في جنوب العيون الأسبوع المنصرم.

واعتبرت الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو، أن قرار غامبيا فتح قنصلية في الداخلة "يشكل انتهاكًا صارخًا لمعايير القانون الدولي"، و"عملا استفزازيا يهدف إلى تقويض عملية تسوية مسألة الصحراء الغربية التي تتم تحت رعاية الأمم المتحدة".

وفي 28 أكتوبر الماضي أعلنت الإمارات قرارها بفتح قنصلية في مدينة العيون، لتصبح أول دولة عربية تفتح قنصلية في الصحراء الغربية، وهو قرار أعلن عنه الديوان الملكي المغربي في بيان جاء فيه:"إن الملك محمد السادس أجرى الثلاثاء اتصالا هاتفيا بولي عهد الإمارات العربية محمد بن زايد آل نهيان الذي أبلغه خلاله "بقرار بلاده فتح قنصلية عامة بمدينة العيون".

اعلان
viber

كما افتتحت كل من زامبيا ومملكة إسواتيني الثلاثاء قنصليتين في العيون كبرى، ويأتي ذلك بعد افتتاح ثلاث قنصليات الأسبوع المنصرم في مدينة الداخلة جنوب العيون لكل من بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

جبهة البوليساريو تؤكد مواصلة القتال في الصحراء الغربية

كيف هو الوضع في الصحراء الغربية بعد ثلاثة أسابيع على التوترات الأخيرة؟

كورونا "يزور" السفاح البريطاني الذي ذبح 13 امرأة