بين السياسة والمنافي والسجون.. رحيل الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني إثر إصابته بكورونا

زعيم حزب الأمة السوداني الصادق المهدي
زعيم حزب الأمة السوداني الصادق المهدي Copyright OZAN KOSE/AFP or licensors
Copyright OZAN KOSE/AFP or licensors
بقلم:  Samia Mekki
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

علقت صورة المهدي بالأذهان بزيّه السوداني التقليدي ولحيته المخضّبة بالحنّاء وقد كان من أبرز وجوه المعارضة في السودان وقضى قسطا كبيرا من حياته بين المنافي والسجون. ذاق مرارة الاعتقال استغلها في كتابة العديد من الكتب قبل أن يضطر للانتقال إلى حياة المنفى. فاختار مصر لكنه اضطر أيضا للرحيل إلى لندن

اعلان

توفي الخميس في الإمارات زعيمُ المعارضة السودانية الصادق المهدي عن عمر يناهز الرابعة والثمانية عاما متأثرا بإصابته بوباء كورونا الشهر الماضي في السودان بحسب ما أفادت به مصادر في حزب الأمة المعارض. 

وكانت حالة الصادق المهدي الصحية قد شهدت تدهورا كبيرا في الساعات الأخيرة إثر حدوث مضاعفات تمثلت بإصابته بالتهاب رئوي منذ انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد إليه ما استدعى على إثرها نقله إلى أبو ظبي قبل ثلاثة أسابيع في بداية هذا الشهربحسب بيان لحزب الأمة.    

وُلد الصادق المهدي في ديسمبر كانون الأول من عام 1935 في مدينة أم درمان قرب العاصمة الخرطوم وقد حصل عام 1957 على شهادة الماجستير في الاقتصاد من جامعة أوكسفورد. 

ومنذ وفاة والده صديق المهدي عام 1961، ترأس الابن حزب الأمة حتى وفاته ولم يرْشُح حتى الساعة أي اسم لخلافة السياسي المخضرم.

وسيوارى الجثمان في مسقط رأسه بحسب مصدر في الحزب.

وكان الصادق المهدي آخر رئيس للوزراء انتُخب ديموقراطيا في السودان عام 1986 قبل الانقلاب الذي قاده الرئيس المخلوع عمر حسن البشير عام 1989 والذي حكم البلاد طيلة ثلاثة عقود.  

عام 1966 شغل المهدي أيضا منصب رئيس الوزراء قبل أن يُطيح به أيضا انقلابٌ قاده هذه المرة جعفر النميري الذي حكم بعدها البلاد.

علقت صورة المهدي بالأذهان بزيّه السوداني التقليدي ولحيته المخضّبة بالحنّاء وقد كان من أبرز وجوه المعارضة في السودان وقضى قسطا كبيرا من حياته بين المنافي والسجون. إذا تم اعتقاله لمدة سبع سنوات استغلها في كتابة العديد من الكتب قبل أن يضطر للرحيل عن السودان والانتقال إلى المنفى.

وكانت القاهرة آخر محطة في حياة المنافي هذه بعد استقراره فيها في فبراير شباط 2018 لكنه سرعان ما تم منعه من دخول مصر فاضطر بعدها إلى الانتقال إلى العاصمة البريطانية لندن. 

وقد عاد إلى السودان في ديسمبر كانون الثاني من نفس السنة بعد تلقيه تأكيدات من نظام عمر البشير بانه لن يتعرض للاعتقال في السودان الذي شهد بعد فترة قليلة مظاهرات شعبية عارمة أطاحت بحكومة البشير.     

إثر عودته من المنفى، كان الصادق المهدي قد أعرب في مقابلة مع اإحدى وسائل الإعلام  الغربية عن ارتياحه لما كان يشهده السودان من حراك وأن البلاد مقبلة على تحديات كبيرة. وقال في لقاء مع وكالة الصحافة الإسبانية: "إننا نريد سودانا مسالما وديموقراطيا لمعالجة معضلة التنوع في البلاد لتحقيق تنمية اقتصادية وعادلة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

السودان يؤكد زيارة وفد إسرائيلي الأسبوع الماضي للخرطوم

البرهان ينفي تعرض السودان لـ"ابتزاز" أميركي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل

السودان: القضاء يرجئ محاكمة البشير ومتهمين بانقلاب 1989 إلى الثالث من الشهر المقبل