بروكسل ولندن تعلنان مواصلة مفاوضات "بريكست" بعد المهلة الزمنية المحددة

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين Copyright Johanna Geron, Pool via AP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

جاء في بيان مشترك صدر عن رئيس الوزراء البريطاني جونسون ورئيسة المفوضية فون دير لاين "نعتقد أن المضي قدماً في هذه المرحلة هو أمر مسؤول"، في وقت تبدو فيه العواقب الاقتصادية وخيمة على الطرفين في حال خرجت بريطانيا من التكتل بدون اتفاق.

اعلان

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، من بروكسل، الأحد، إن المفاوضات للتوصل إلى اتفاق ينظم العلاقة الاقتصادية والتجارية بين التكتل وبريطانيا بعد بريكست ستستمر بعد انتهاء المهلة الزمنية المحددة (اليوم).

وقالت فون دير لايين "المفاوضات ستستكمل في بروكسل. أعتقد أن المسؤولية تفرض علينا متابعتها". وتخرج بريطانيا رسمياً من التكتل الأوروبي في الحادي والثلاثين من كانون الأول/ديسمبر.

وجاء في بيان مشترك صدر عن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وفون دير لاين "نعتقد أن المضي قدماً في هذه المرحلة هو أمر مسؤول"، في وقت يبدو أنه سيكون هناك عواقب اقتصادية وخيمة في حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق.

جونسون يرجح "الفشل"

على الرغم من إعطاء المزيد من الوقت للمفاوضين الأوروبي والبريطاني، حذر جونسون من أن فشل محادثات التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يزال السيناريو "الأرجح". 

وقال زعيم حزب المحافظين للتلفزيون البريطاني "عليّ أن أكرر أن الأمر الأرجح الآن هو بالتأكيد أنه علينا الاستعداد (لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) بشروط منظمة التجارة العالمية" في الأول من كانون الثاني/يناير.

تأجيل البت

وكان من المتوقع أن يبت الاتحاد الأوروبي وبريطانيا اليوم الأحد بمصير مفاوضات مرحلة ما بعد بريكست الشائكة، إما لناحية الإقرار بفشل يتوقع أن تكون له عواقب وخيمة، أو للقول إن التوصل إلى اتفاق لا يزال ممكنا، قبل عشرين يوما فقط من الانفصال النهائي بين الطرفين.

ولا يمكن استبعاد أي سيناريو بما في ذلك إعلان تسوية غير متوقعة، نظرا إلى التوتر الشديد في هذه المباحثات التي كثرت فيها محاولات الخداع وعدم احترام المهل المحددة، وشهدت مستجدات مباغتة منذ انطلاقها في آذار/مارس الماضي.

إلا أن المنحى المسجل حتى مساء السبت كان سلبيا. وقال مصدر حكومي بريطاني في وقت تتواصل فيه المباحثات في بروكسل حتى الأحد، "في وضعه الحالي، لا يزال عرض الاتحاد الأوروبي غير مقبول".

وأضاف المصدر ذاته قائلا: "ينبغي على أي اتفاق أن يكون عادلا وأن يحترم المعطى الأساسي، ومفاده أن المملكة المتحدة ستكون دولة تتمتع بالسيادة في غضون ثلاثة أسابيع".

تصاعد للتوتر

وفي مؤشر إلى ارتفاع منسوب التوتر، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عشية هذه المهلة الجديدة أن سفنا تابعة لسلاح البحرية الملكية في حالة جهوزية، لحماية مناطق صيد الأسماك الوطنية، حيث قد تسجل توترات في حال عدم التوصل إلى اتفاق.

وسيعود إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اتخاذ قرار مواصلة المباحثات من عدمها، أثناء اتصال هاتفي الأحد على ضوء المفاوضات الأخيرة التي قد تتواصل طوال اليوم. وتحاول فون دير لايين وجونسون منذ أيام إخراج المباحثات من الطريق المسدود.

وخلال عشاء جمعهما مساء الأربعاء في بروكسل أقرا مجددا بوجود مواقف متباعدة جدا، إلا أنهما أمهلا المباحثات ثلاثة أيام إضافية أملا بالتوصل إلى اتفاق قبل اتخاذ قرار مبرم الأحد.

لكن صدرت عن الجانبين منذ ذلك الحين تصريحات متشائمة. وقال جونسون إن الفشل مرجح جدا، فيما رأت فون دير لايين أن الأمل بالتوصل إلى اتفاق ضئيل جدا.

تدابير أوروبية

وعلى صعيد عملي وتحسبا لعدم التوصل الى اتفاق، عرضت المفوضية الأوروبية تدابير طارئة تهدف إلى الحفاظ على حركة النقل البري والجوي لمدة ستة أشهر بين الطرفين، شرط أن تفعل لندن الشيء نفسه. وتهدف الإجراءات أيضا إلى ضمان الوصول المتبادل إلى مناطق الصيد لسفن كلا الطرفين في العام 2021.

وكانت الدول الأعضاء التي تقف منذ أشهر صفا واحدا وراء كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه، تطالب بهذه الإجراءات.

ويبدو أن التسوية مستحيلة بين البريطانيين الذين يريدون الحصول على حرية تامة على الصعيد التجاري، والأوروبيين الحريصين على حماية سوقهم الهائلة.

والأمر المؤكد الوحيد هو أن بريطانيا التي انسحبت رسميا من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني/يناير 2020، ستخرج نهائيا من السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي بحلول 31 كانون الأول/ديسمبر.

قواعد جديدة وخلافات

ويحتم عدم التوصل إلى اتفاق، أن تحكم قواعد منظمة التجارة العالمية التبادل التجاري بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، مع ما يحمله ذلك من فرض رسوم جمركية أو نظام حصص، ما قد يشكل صدمة جديدة للاقتصاد الذي يعاني أصلا من تبعات كوفيد-19.

اعلان

وتتعثر المفاوضات حول ثلاثة مواضيع: وصول صيادي الأسماك الاوروبيين إلى المياه البريطانية وطريقة تسوية الخلافات في اتفاق مستقبلي، والضمانات التي يطالب الاتحاد الأوروبي لندن بها في مجال المنافسة في مقابل الوصول الحر ألى أسواقه.

والاتحاد الأوروبي مستعد لمنح لندن إمكان دخول السوق الأوروبية دون رسوم جمركية أو نظام حصص، لكنه يريد في المقابل التحقق من أن المملكة المتحدة لن تلجأ إلى إغراق الأسواق، من خلال ابتعادها عن المعايير البيئية والاجتماعية والضريبية الأوروبية، أو تلك المتعلقة بالمساعدات الرسمية.

وإن حصل ذلك، يريد الاتحاد الأوروبي أن يكون قادرا على اتخاذ تدابير رد سريعة، مثل فرض رسوم جمركية دون أن يضطر إلى الانتظار، إلى حين بت الخلاف في إطار اجراءات تحكيم عادية، سعيا إلى حماية الشركات الأوروبية، إلا أن لندن ترفض ذلك كليا.

وأكد مصدر أوروبي أن الاتحاد الأوروبي يعتبر حماية السوق الموحدة خطا أحمر، وأن ما اقترح على المملكة المتحدة يحترم السيادة البريطانية، ويمكن أن يشكل اساسا للاتفاق.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

البحرية الملكية مستعدة لحماية المياه البريطانية إذا فشل "بريكست"

الآمال في اتفاق ينظم مرحلة ما بعد "بريكست" يتضاءل رغم كلام جونسون وفون دير لايين

"تغيير لا مفر منه".. مزارعو البنّ في فيتنام يتهيأون لتطبيق القانون الأوروبي لمكافحة إزالة الغابات