أوكرانيا تسعى إلى إدراج تشرنوبيل ضمن لائحة اليونيسكو للتراث العالمي

نصب تذكاري في محطة تشرنوبيل في أوكرانيا. 2018/04/20
نصب تذكاري في محطة تشرنوبيل في أوكرانيا. 2018/04/20 Copyright ايفرم لوكاتسكي/أ ب
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

تعتزم وزارة الثقافة الاوكرانية إعداد برامج سفر تركّز على التسويق للمنطقة في تشرنوبيل، كمكان لذكرى ينبغي أن يتعلّم العالم منها عبراً، في عصر يشهد أزمة بيئية عالمية.

اعلان

في مطلع كانون الأول/ديسمبر الجاري، غطت رقاقات ثلج نادرة المباني والملاعب المهجورة في مدينة بريبيات الواقعة ضمن المنطقة التي يمنع الدخول إليها في محيط تشرنوبيل، في شمال غرب أوكرانيا.

وتسعى كييف راهناً إلى إدراج هذه المعالم التي تشهد على أسوأ كارثة نووية في التاريخ، ضمن لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لمواقع التراث العالمي، توخياً لحمايتها من تأثيرات الزمن وسعياً لجذب السياح إليها.

ويشير المرشد السياحي ماكسيم بوليفكو (38 عاماً) خلال زيارة ميدانية رافق فيها صحافيي وكالة فرانس برس، إلى أن المنطقة المحيطة بتشرنوبيل "أصبحت أصلاً جاذبة" للزوار، وتحوّلت موقعاً "له شهرته في كل أنحاء العالم".

إلا أنه يأسف لأن "هذا المكان يفتقر إلى أي صفة رسمية"، آملاً في أن يحظى بدعم يتيح "تطوير البنية التحتية السياحية" في المنطقة.

وكان وزير الثقافة الجديد أولكسندر تكاتشينكو الذي تسلّم منصبه قبل ستة أشهر بعد مسيرة تلفزيونية طويلة، وراء اقتراح فكرة ضمّ منطقة تشرنوبيل إلى لائحة اليونسكو.

ويلاحظ وزير الثقافة في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن تشرنوبيل واحدة من أكثر المناطق رمزية في أوكرانيا، مشدداً على ضرورة الحفاظ عليها من أجل الإنسانية.

وفي حال أثمرت جهود أوكرانيا، ستنضم تشيرنوبيل إلى مواقع بارزة مدرجة على هذه اللائحة، كضريح تاج محل في الهند، أو نصب ستونهنج الصخري في إنكلترا أو دير مون سان ميشال في فرنسا.

وتعادل مساحة المنطقة المحظورة مساحة اللوكسمبورغ، وهي تحيط ضمن شعاع يمتد 30 كيلومتراً بالمحطة النووية التي مفاعلها الرابع يوم 26 نيسان/ابريل 1986.

وبعدما حاول الاتحاد السوفياتي الذي كان يضم أوكرانيا التعتيم على الحادث في البدء، انتهى إلى الإقرار بحجمه، وأجلى مئات الآلاف من سكان المنطقة.

ايفرم لوكاتسكي/أ ب
مساكن هجدرا أهلها في بلدة بريبيات البعيدة 3 كلم عن محطة تشرنوبيل. 2020/02/04ايفرم لوكاتسكي/أ ب

على مدى أربع سنوات، أرسل حوالى 600 ألف سوفياتي عرفوا مذذاك بتسمية "المُصفّون" إلى المكان دون تزويدهم بحماية ملائمة، حتى أنها كانت تقريبا معدومة، لإخماد الحريق وبناء قبة اسمنتية عازلة حول قلب المفاعل المنكوب، وتنظيف الأراضي المحيطة.

وباتت عودة الطبيعة إلى الازدهار أكثر وضوحاً للعيان في المنطقة اليوم، إذ التهمت الأعشاب الطرق، في حين اختفت المنازل في ظل المناطق المشجرة حيث تتكاثر الحيوانات البرية.

بعد نجاح مسلسل

في بريبيات ، على بعد كيلومترات قليلة من المحطة النووية، لا تنصح التعليمات الرسمية بدخول المباني السكنية بسبب خطر الانهيار.

ومع أن السلطات تعتقد أن العيش بأمان في المنطقة لن يكون ممكناً قبل 24 ألف سنة، يُقبل عليها المزيد من السياح الساعين إلى الإثارة.

وساهم النجاح الذي حققه العام الفائت مسلسل "تشرنوبيل" القصير عبر محطة "إتش بي أو"، في تكوين جيل جديد من السياح، من هواة صور الـ"سيلفي" الذاتية.

وقبل التوقف القسري للحركة السياحية بسبب جائحة كوفيد-19، بلغ عدد السياح الذين زاروا تشرنوبيل عام 2019 رقماً قياسياً هو 124 ألفاً، بعدما اقتصر عددهم على 72 ألفاً في العام الذي سبقه.

ويرى تكاتشينكو أن الموقع قادر حتى على أن يستقبل ما يصل إلى مليون سائح سنوياً، ومع ذلك، يصر وزير الثقافة على ضرورة جعل الزوار يدركون أن زيارة تشرنوبيل، ليست مجرّد مغامرة بسيطة في منطقة محظورة.

فبمساعدة الخبراء، تعتزم وزارة الثقافة إعداد برامج سفر تركّز على التسويق للمنطقة، كمكان لذكرى ينبغي أن يتعلّم العالم منها عبراً، في عصر يشهد أزمة بيئية عالمية.

ويشدد تكاتشينكو على أن القيمة التاريخية لانفجار تشرنوبيل لا تقتصر على الجانب المتعلق بالمأساة، بل ينبغي تكمن أيضاً في كون الكارثة "أجبرت" النظام الشيوعي في الكرملين على "قول الحقيقة"، و"إطلاق الديموقراطية" التي انتهت بانهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991.

اعلان

وتُعد أوكرانيا ملفاً لتقديمه إلى اليونسكو قبل نهاية آذار/مارس المقبل، ويُفترض أن تلي هذه الخطوة زيارة لمجموعة من خبراء المنظمة إلى الموقع خلال الصيف، ومن المتوقع ألا يصدر القرار النهائي قبل سنة 2023.

ويقول تكاتشينكو إن الجميع كان يعتني بالتابوت في السابق، وهو الغطاء الفولاذي الجديد الذي دُشّن عام 2019 على بقايا المفاعل المنفجر، لضمان سلامته على مدار الأعوام المئة المقبلة. ويختم الوزير قائلاً إنه لقد حان الوقت الآن للقيام بذلك.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

فيديو: عالم يوثق ازدهار الحياة البرية في المنطقة المحظورة في تشرنوبيل

شاهد:انخفاض درجات الحرارة يحول شوارع كييف إلى حلبات للتزلج

أوكرانيا تطلب من برلين تزويدها بصواريخ طويلة المدى.. وألمانيا تسحب 100 موظف من بعثاتها في موسكو