السلطات التونسية تلغي مراسم إحياء الذكرى العاشرة للربيع العربي بسيدي بوزيد

ذكرى الثورة التونسية
ذكرى الثورة التونسية Copyright Riadh Dridi/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved
Copyright Riadh Dridi/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

السلطات التونسية تلغي مراسم إحياء الذكرى العاشرة للربيع العربي بسيدي بوزيد

اعلان

بعد احتجاج شهد مشاركة العشرات، ألغت السلطات التونسية مراسم محلية بمدينة سيدي بوزيد لإحياء الذكرى العاشرة لإحراق محمد البوعزيزي نفسه، التي سجلت إنطلاقة ما اصطلح على تسميته بـ "الربيع العربي".

احتشد المتظاهرون في الموقع، الذي أقيم فيه نصب تذكاري لمحمد البوعزيزي، حيث كان من المتوقع أن تقام المراسم، قبل أن يتحركوا في مسيرة تطالب بـ "ثورة جديدة" في البلاد. ويبدو أن مظاهر الاحتفال التي كانت سائدة خلال السنوات الأولى بعد الثورة، تبددت بسبب تأزم الوضع المعيشي خاصة في المناطق الداخلية.

فما زالت مدينة سيدي بوزيد، تعاني من أزمة اقتصادية وتنتظر جني ثمار الثورة التي شهدتها البلاد، بعد عشر سنوات من إحراق بائع الفاكهة والخضر محمد البوعزيزي نفسه، أمام مبنى حكومي احتجاجا على إذلال الشرطة التي صادرت عربة بضاعته.

وأصبحت ذكرى الثورة بالمحافظة مناسبة لا لتخليد تاريخ وضع حد للنظام الديكتاتوري وانما للاحتجاج ضد النظام السياسي "العاجز" عن ايجاد حلول للوضع الاقتصادي في المنطقة التي تستقبل عادة الوزراء والمسؤولين بالحجارة وعبارة "ارحل".

Riadh Dridi/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved
تونسيون يحتفلون بذكرى ثورة الياسمينRiadh Dridi/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved

بادرة اليأس التي أبداها البوعزيزي في السابع عشر من ديسمبر-كانون أول 2010، والذي توفي في وقت لاحق متأثرا بحروقه، أشعلت فتيل أعمال شغب في جميع أنحاء البلاد، انتهت بسقوط رئيس البلاد آنذاك زين العابدين بن علي بعد شهر تقريبا. وامتد لهيب الاضطرابات إلى العديد من بلدان المنطقة ليصنع في النهاية ما عرف بالربيع العربي، وأدت الاحتجاجات الاجتماعية والصدامات مع الشرطة في تونس آنذاك إلى مقتل نحو 300 شخص.

وتخلد ذكرى الانتفاضة السنوية، بـ "مهرجان دولي" ينظمه اتحاد العمال، ويضم حفلات موسيقية ومسابقات رياضية ومؤتمرات في الهواء الطلق. واطلق على احتفالية هذا العام: "عشر سنوات ... الانتظار طويل".

وقال مدير المهرجان يوسف جلالي، إنه تم تقليص مدة المهرجان المعتادة من عشرة أيام من الفعاليات إلى أربعة، بسبب القيود المرتبطة بفيروس كورونا، والأوضاع الاجتماعية المتوترة الناجمة عن حالة الإحباط التي يشعر بها المواطنون.

وتظاهر مئات الأشخاص الخميس في وسط المدينة وبالقرب من تمثال العربة ورددوا "التشغيل استحقاق يا عصابة السراق"، والمطالبة بالوظائف من أهم الشعارات التي تم رفعها في ثورة 2011. ويبلغ معدل البطالة الوطني في تونس، خمسة عشر في المائة، وقد دفعت ندرة الوظائف العديد من الشباب إلى الهجرة عبر البحر بطريقة غير قانونية باتجاه السواحل الأوروبية. وأحيانا تنتهي مغامراتهم بمأساة ويلقون حتفهم في البحر المتوسط.

AP Photo
تونسيون في احتفالات عيد الثورةAP Photo

في الشارع الرئيسي في وسط سيدي بوزيد، تزين جدران مبان لافتات كتب عليها "عبّدنا لكم طريق الحرية، فسلكتم المنعرجات" و"العنف سلاح الجبناء" و"لا بد من تحويل الشعارات إلى فعل حقيقي". وكتب على تمثال العربة "مانيش مسامح" أي "لن أسامح".

وتحول اليوم "التاريخي" للاحتفال بذكرى الثورة إلى مناسبة للتعبير عن غضب سكان المنطقة. وصرخ المحامي فاروق الجزيري "يتجدد ذات مشهد الغضب كل عام، وضع الناس يسوء بعد عشر سنوات".

وتواجه البلاد وضعا اقتصاديا معقدا وتتعرض لهجمات إرهابية عنيفة حيث يؤكد مراقبون أن تونس شهدت انتشارا للفكر المتشدد وتشكلت تنظيمات جهادية مسلحة بعد الثورة اربكت الأمن العام في البلاد بهجمات استهدفت سياحا ورجال أمن وعسكريين. كما هزت الاغتيالات السياسية البلاد، وفرضت السلطات حالة طوارئ لا تزال سارية الى اليوم.

AP Photo
تونسيون في عيد الثورةAP Photo

وخرجت تونس من الربيع العربي كنموذج نادر لديمقراطية مستقرة في العالم العربي، وإن كانت تعاني، مع العديد من العمليات الانتخابية التي اعتبرت ديمقراطية، ودستور يضمن الحريات والحقوق. وتشهد الطبقة السياسية في البلاد انقسامات منذ انتخابات 2019، كما أنها (الطبقة السياسية) متهمة بإضاعة الوقت في مواضيع غالبا ما تكون وراءها مصالح حزبية ضيقة، حتى أن البرلمان أصبح في المدة الأخيرة مسرحا لخلافات حادة تصل أحيانا الى حد الاشتباك بالأيدي.

ويواجه "حزب النهضة" الذي يحتل المرتبة الأولى من حيث عدد المقاعد في البرلمان (54 من أصل 217)، صعوبات لتثبيت غالبية مريحة أمام كتل نيابية مشتتة لتبقى تبعا لذلك حكومة المشيشي ضعيفة ودون دعم سياسي قوي داعم لها.

المصادر الإضافية • أ ب/أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العثور على رجل مقطوع الرأس إثر "عملية إرهابية" في ولاية القصرين التونسية

التحول الديمقراطي في تونس.. ثورة لم تكتمل

"الشعب يريد قضاة ولا عبيد" .. اعتصام في تونس ضد إقالة قيس سعيد لعشرات القضاة