إسرائيل "أدهشت العالم" بحملة التطعيم ضد كوفيد-19 ولكن هذا قد لا يكفيها

تلقيح جندي إسرائيلي
تلقيح جندي إسرائيلي Copyright AP Photo/Ariel Schalit
بقلم:  يورونيوز مع أ ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

كان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تبنى أزمة كوفيد-19 إلى حدّ بعيد، ووضعها صلب همومه، بهدف إعادة انتخابه في آذار/مارس المقبل، وفاوض شخصياً المدراء التنفيذيين لشركات فايزر-بيونتيك وموديرنا.

اعلان

تنفذ السلطات الإسرائيلية إحدى أسرع حملات التطعيم العالمية ضدّ كوفيد-19، حيث وصفها بعض المراقبين بـ"المدهشة". وكانت الدولة العبرية، أساساً، سباقةً إلى الحصول على كميات كبيرة من لقاحات فايزر-بيونتيك، لقاء الثمن الذي دفعته، وكان أعلى، وأيضاً لقاء الصفقة التي عقدتها لناحية تسليم بيانات المرضى للشركتين الألمانية والأميركية.

وشكل التقدم الإسرائيلي على صعيد "جبهة الفيروس" مدعاة فخر وطني للإسرائيليين، ولكن هذا الفخر قد يصطدم قريباً بالواقع، بحسب الخبراء، الذين يقولون إن "العودة إلى الحياة" -بحسب عبارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو- قد تتطلب شهوراً.

والسبب في ذلك لا علاقة له بحملة التلقيح فقط والتذبذب الذي شابها، خصوصاً لناحية تطعيم مَن لم يتخطوا الـ60 بعدُ، إنما أيضاً بالسلالات الجديدة من الفيروس ورفض بعض القطاعات الانصياع للتدابير الصحية بطريقة كاملة.

ومن المتوقع أن تبدأ الحكومة بتخفيف إجراءات الإغلاق الثالث الذي تشهده إسرائيل على المستوى الوطني، قريباً، ولكن الخبراء يرجحون أن تقوم السلطات بفرض إغلاقات أخرى، موضعية، مستقبلاً.

وأنجزت إسرائيل حملة سريعة من التلقيح وتلقى حتى الآن نحو 9 ملايين و300 ألف مواطن الجرعة الأولى من اللقاح، فيما أعطي نحو مليونين جرعتين، الأمر الذي قد يعطي الفرصة لإنهاء عملية تطعيم البالغين كلهم بحلول نهاية آذار/مارس.

وسُلط الضوء على الدولة العبرية أيضاً في مسألة تطعيم الفلسطينيين، إذ اتهمت بأنها تحيّد الضفة الغربية وقطاع غزة، ما فتح جدلاً أوسعَ حول الحق في الوصول إلى اللقاح والتوزيع العالمي العادل بين الدول الفقيرة والغنية.

وقالت جهات حقوقية إن إسرائيل تتحمل، من موقعها كدولة محتلة، مسؤولية تطعيم الفلسطينيين، الأمر الذي نفته الحكومة الإسرائيلية مراراً. ولكن في بداية هذا الأسبوع، أعلنت الدولة العبرية أنها ستسلم 5 آلاف جرعة من لقاح موديرنا للسلطة الفلسطينية، لتتمكن الأخيرة من تطعيم العاملين في المجال الطبي.

نتائج ملموسة؟

أمس الخميس، قال نتنياهو إن نسبة الحالات "الجدية" لدى من تخطوا سنّ الستين، انخفضت بنسبة 26 بالمئة لدى أوّل مجموعة من الذين تلقوا اللقاح. وأضاف نتنياهو أن الإصابات المسجلة انخفضت هي الأخيرة بنسبة 45 بالمئة لدى نفس الفئة. التراجع تم قياسه في الأيام الـ16 الأخيرة.

وخلص زعيم حزب الليكود إلى القول "اللقاح فعال".

وكان نتنياهو تبنى أزمة كوفيد-19 إلى حدّ بعيد، ووضعها صلب أهدافه السياسية بهدف إعادة انتخابه في آذار/مارس المقبل، وفاوض شخصياً المدراء التنفيذيين لشركات فايزر-بيونتيك وموديرنا.

مع ذلك، هناك إشارات إساسية إلى أن الوباء لم يتراجع بالشكل الكافي بعد، مثل عدد الوفيات والإصابات اليومية، ويقول الخبراء إن سبب ذلك يعود إلى السلالات الجديدة التي تنتشر في البلاد وأيضاً إلى المدة الزمنية التي يحتاج إليها اللقاح قبل أن يصبح فعالاً بشكل كامل.

وكانت إسرائيل تسجل 7000 إصابة يومياً، كما سجلت 5000 وفاة منذ بدء انتشار الوباء، ربعها تقريباً في كانون الثاني/يناير.

إعادة فتح البلاد

تعتمد إعادة فتح البلاد على عوامل عدة منها كبح انتشار الفيروس، خصوصاً السلالات الجديدة منها.

وفيما صُعقت إسرائيل الأسبوع الماضي بمشاهدة متشددين يهود يخرجون في جنازة حاخام كبير في تل أبيب، من دون احترام الإجراءات الصحية، أعلنت أقسام من الشعب الإسرائيلي عن عدم رغبتها في التطعيم (بعض من هم في سن الشباب، الأرثوذكس اليهود، بعض عرب الداخل)، وهذا قد يؤثر سلباً على مناعة القطيع.

والقرار في إعادة الفتح سيكون من مسؤولية السلطة السياسية، علماً أن اللجنة الصحية المسؤولة أوصت بإعادة فتح تدريجية، من أجل تفادي احتمال انتشار موجة جديدة من الفيروس.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

انتخاب عبد الحميد محمد دبيبة رئيسا للوزراء لفترة انتقالية في ليبيا

شاهد: آلاف اليهود المتطرفين يشيعون حاخاماً في القدس منتهكين الإجراءات الصحية

هل يعود الإسرائيليون الذين فروا من مستعمرات غلاف غزة إليها؟