تجمع المخطوطات الآلاف من النصوص الدينية وأيضاً القصائد والعقود التجارية وغيرها... وكانت تمبكتو في القرن السادس عشر تستقبل الطلاب الوافدين إليها من إفريقيا والمملكة العربية السعودية لحضور حصص دراسية مع "المعلمين" الذين ذاع صيتهم في المدينة.
عندما هددت المجموعات الإسلامية المتطرفة التي كانت تحتل شمال مالي، في بداية العام 2013 بحرق مخطوطات تمبكتو، حدثت مفارقة، إذ تذكر العالم قيمة تلك المخطوطات النادرة التي يبلغ عددها نحو 700 ألف مخطوط. وسريعاً نقلت عشرات الآلاف من تلك المخطوطات إلى العاصمة باماكو، لحمايتها من التخريب.
ومنذ العام 2020، ومع انتهاء النزاع وبمساعدة مالية من اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة)، خصّص معهد "أحمد بابا" للدراسات العليا والبحوث الإسلامية دورات تدريبية في كيفية حفظ وحماية تلك المخطوطات، وأيضاً إدخالها إلى العالم الرقمي.
والتحق عشرون طالباً بتلك الدورة الجامعية على أن يحصلوا على شهادة رسمية في نهايتها تتيح لهم العمل في المجال.
بطبيعة الحال، الدروس ليست حكراً فقط على الذكور، بل تحضرها شابات ترى في المخطوطات إرثاً ثقافياً كبيراً تجب حمايته. وتقول رحمة محمد عيسى (22 عاماً) إن المخطوطات "تتحدث عن مواضيع المجتمع كافة" ولذا تحضر الدروس.
تجمع المخطوطات الآلاف من النصوص الدينية وأيضاً القصائد والعقود التجارية وغيرها... وكانت تمبكتو في القرن السادس عشر تستقبل الطلاب الوافدين إليها من إفريقيا والمملكة العربية السعودية لحضور حصص دراسية مع "المعلمين" الذين ذاع صيتهم في المدينة.
تطمح السلطات عبر الدورات التدريبية الحالية إلى تأمين العدد المطلوب من العاملين الكفوئين في القطاع من أجل اكتشافها أكثر. واليوم مثلاً، من الممكن استخدام وسائل حديثة تتيح الكشف عن نوع الحبر الذي استخدم في كتابة مخطوط أو تحديد تاريخ كتابته.
إضافة إلى ذلك تسعى الأمم المتحدة عبر المشروع إلى خلق فرص أخرى ومختلفة بالنسبة للشباب، تفادياً لأن يساقوا في درب التطرف، خصوصاً وأن الجماعات المتطرفة تستغل البطالة وانعدام الأفق في سعيها إلى تجنيد الشباب.