شاهد: الجرافات في تعز اليمنية تحفر قبورا صفا صفا وترصد ارتفاع وفيات وباء كورونا

عامل يمني يساعد في حفر قبر لدفن ضحايا وباء كورونا في مدينة تعز في اليمن. 03/04/2021
عامل يمني يساعد في حفر قبر لدفن ضحايا وباء كورونا في مدينة تعز في اليمن. 03/04/2021 Copyright AHMAD AL-BASHA/AFP
Copyright AHMAD AL-BASHA/AFP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

في مقبرة السعيد توالت أفواج المشيعين للموتى من الرجال، الذين لم يرتدوا أقنعة ولا قفازات، فيما كانت عمليات حفر صفوف جديدة من القبور مستمرة.

اعلان

مع ارتفاع الوفيات جراء وباء كوفيد-19، ينهمك حفارو القبور في عملهم في مدينة تعز اليمنية، ثالث أكبر مدينة في البلد الفقير الذي مزقته سنوات من الصراع. 

وتحمل مجموعة من الرجال لم يضعوا بغالبيتهم الكمامات أو القفازات، النعوش إلى مقبرة السعيد في المدينة التي يحاصرها المتمردون الحوثيون منذ سنوات، حيث حفرت صفوف من القبور الجديدة. 

وتصل شاحنة إلى المقبرة حاملة مشيعين مع المزيد من الجثث، فيواجه كثيرون صعوبات في دفن الموتى في المدينة، مع ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 في البلد الغارق بالحرب وغير المجهز للتعامل مع جائحة كهذه. 

وتعز هي إحدى أكثر المدن تأثّرا بالحرب منذ بداية النزاع في منتصف 2014، وتخضع المدينة التي تحيط بها الجبال ويسكنها نحو 600 ألف شخص، لسيطرة القوات الحكومية، لكن المتمردين يحاصرونها منذ سنوات، ويقصفونها بشكل متكرر.

وتجمعت مجموعة من الرجال اليمنيين حول عدد من القبور لأداء صلاة الجنازة، بينما كانت جرافة تعمل في حفر قبور أخرى. وفي جزء آخر من المقبرة، جلست مجموعة من النساء ارتدين اللون الأسود قرب القبور لقراءة القرآن.  وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن عدد الإصابات بالفيروس في الأسابيع الأخيرة تضاعفت في الأسابيع الأخيرة. 

"إهمال"

ويدور منذ ستة أعوام نزاع بين الحكومة المدعومة عسكريا من تحالف تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. ويسجل اليمن حاليا نحو مئة إصابة يومية بكورونا، رغم أنه ظلّ بمنأى عن الوباء في بداية تفشيه نتيجة انقطاع تواصله مع بقية الدول. رسميّا، سجّل البلد الذي يعدّ 30 مليون نسمة أكثر من 4700 إصابة بالفيروس بينها 946 حالة وفاة.

 ولا يعلن المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات واسعة من شمال اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء، عن الإصابات في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. لكن يقدّر خبراء أن العدد الفعلي للإصابات أعلى بكثير من الأرقام المعلنة بسبب نقص الفحوص. 

وتظاهر عدد من سكان المدينة أمام المقبرة وحملوا لافتات عليها عبارات: "من يتحمل مسؤولية الكارثة الصحية في تعز؟" و"لماذا لا يوجد أي تحركات حكومية لمنع تفشي الوباء؟".

ويقول أحمد البكاري الذي يقيم في تعز لوكالة فرانس برس: "هناك اهمال وتقصير من قبل السلطات فهي لم تقم بدورها بالشكل المطلوب"، ويضبف البكاري القول: "في الموجة السابقة كانت هناك إجراءات نوعا ما، وإن كانت لا ترقى إلى مستوى مواجهة الكارثة. الموجة الثانية يبدو أنها أشد من الموجة السابقة، ولكن لم تقم السلطات الرسمية بمدينة تعز بواجبها في حماية أرواح الناس". 

من جانبه يقول المسؤول عن المقبرة شعبان قائد إنه يتم استقبال تسعة أوعشرة جثامين يوميا لدفنها في المقبرة، وأمام ارتفاع عدد الموتى تم اللجوء إلى جلب أناس من السوق لمساعدة في عمليات الحفر، لمواكبة الطلب على القبور الجديدة.

ولكن جهود السواعد وحدها لم يلب الاستجابة السريعة للدفن، فتم اللجوء إلى استئجار آلة حفر ميكانيكية " جرافة" لحفر القبور بعدد كاف في حيز زمني أقصر. ويضيف شعبان القول إنه بفضل تدخل الحفار الآلي، تم دفن ثماني جثث في الآن نفسه.

وكان اليمن تسلم أول شحنة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا وهي عبارة عن 360 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا، الأسبوع الماضي. وأتت هذه اللقاحات عبر آلية "كوفاكس" التي تدعمها منظمة الصحة العالمية، وتهدف الى إيصال اللقاحات إلى الدول الفقيرة. وفي الشهر الماضي، دعت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة فيروس كورونا في اليمن الحكومة إلى إعلان "حالة الطوارئ"، بعد ارتفاع عدد الإصابات.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

عيد الأضحى في اليمن.. تعزّ المحاصرة تعزُّ فيها الأضاحي وتنكمش الأسواق

برلمانيون يمنيون يطالبون توضيحا من الإمارات حول القاعدة العسكرية في جزيرة ميون

إعادة 160 مهاجرا إثيوبيا إلى بلدهم من اليمن