يقول تروفيموف ليورونيوز إنه ما إن وصل إلى الفلبين حتى بدأت الحكومة تفرض إجراءات الإغلاق، فلم يستطع الدخول إليها وبقي في المطار. هناك، قيل له إن عليه العودة إلى تايلاند على متن الخطوط الجوية نفسها، ولكنه اكتشف أن تأشيرة دخوله إلى تايلاند لم تعد صالحة.
أوقفت الرحلات الجوية وأغلقت دول بعض المطارات والحدود البرية والجوية، بسبب انتشار جائحة كوفيد-19، فوجد مسافرون أنفسهم عالقين بعيداً من منازلهم، أياماً، وأحياناً أسابيع وأشهراً.
في آذار/مارس 2020، علق مسافرون في مطار شارل ديغول الفرنسي لنحو ثلاثة أسابيع فيما كانوا في طريقهم من المملكة المتحدة إلى الجزائر. ومنذ نحو سنة حتى اليوم، اتبعت الجزائر سياسة حدودية تتميز بالصرامة، معلقة معظم الرحلات الجوية والبحرية.
وقابل القنصل الجزائري المسافرين العالقين في مطار شارل ديغول وقال لهم إن عليهم العودة إلى البلاد حيث يقيمون حتى إعادة فتح الحدود، ولكن بعضهم قال إنه لم يتمكن من العودة إلى المملكة المتحدة، فبقيوا في المطار.
يورونيوز تحدثت إلى بعض المسافرين الذي وجدوا أنفسهم مجبرين على "النوم" و"العيش" في المطارات إلى حين إيجاد مخرج لأزمتهم.
المسافر الأوروبي في مانيلا
رومان تروفيموف، وهو مهندس كومبيوتر ومبرمج، يسمي نفسه "أوروبي عالق في مطار مانيلا الدولي 110 أيام". وكان تروفيموف الإستوني جمع مالاً وقرر أن يحتفل بعيد ميلاده في عبر القيام برحلة آسيوية. وأمضى أسبوعاً في تايلاند، ثم توجه إلى الفلبين.
ويقول تروفيموف إنه عندما وصل إلى الفلبين بدأت البلاد تفرض إجراءات الإغلاق، فلم يستطع الدخول إليها. قيل له إن عليه العودة إلى تايلاند على متن الخطوط الجوية نفسها، ولكنه اكتشف أن تأشيرة دخوله إلى تايلاند لم تعد صالحة.
بعد ذلك ألغيت جميع الرحلات وطلب من تروفيموف "الانتظار" لأن الحالة "ليست عادية". ثم أخذ منه جواز السفر. وتعليقاً على ذلك يقول "السائح": جئت إلى هنا حراً ولكني بسرعة شعرت أني سجين.
بعد ذلك أمضى تروفيموف أسبوعاً في المطار، ثم طالت المدة إلى أن قضى هناك 3 أشهر.
كان عليه أن يغسل نفسه في الحمامات العامة طوال تلك المدة. يقول إن المقاعد كانت حديدية، وكل تلك الفترة لم تكن مريحة أبداً بالنسبة إليه، مع أن العاملين في المطار حاولوا مساعدته. ويضيف "في المطار كانوا يضعون الموسيقى دائماً، نفس الأغنية تتكرر كل 5 دقائق، كدت أصاب بالجنون".
أما بالنسبة للطعام فيقول تروفيموف إنه لم يكن مسموحاً له الخروج من "الترمينال المخصص للترانزيت" حيث كان وكان عليه أن يعطي المال لأحد الحراس الذين يذهبون لشراء الطعام له من أحد مطاعم "الوجبات السريعة".
وأمضى تروفيموف يومياته متنقلاً في زوايا المطار، ولكنه كان منعزلاً ووحيداً في المكان الذي يعج غالباً بالناس، وهو يقول إنه كان فقط ينتظر انتهاء الحجر الصحي، ولكنهم كانوا يمددونه كل أسبوعين، ومرة بعد مرة، مرّت 3 أشهر.
"نسيت الهواء النظيف"
تمكن مهندس الكومبيوتر من التواصل مع القنصل الإستوني في مانيلا بعد مدة، ونقل بعد ذلك إلى فندق ولكنه بقي في المطار. وبعد 3 أشهر "نسي فيها تروفيموف الهواء النظيف" بدأت الفلبين تعيد فتح البلاد شيئاً فشيئاً، ولكنه بقي عالقاً في المطار حيث لم تكن هناك رحلات إلى تالين.
وبعد فترة قصير تمكن تروفيموف من العودة إلى إستونيا ولكنه يقول إنه سيفكر مرتين قبل أن تطأ قدماه المطار مجدداً، إذ لا يرغب أبداً في تمضية 3 أشهر ثانية على كرسي حديدي في آسيا.