انتخابات البيرو: ناخبون بين شقي الرحى في اختيار بين يمينية شعبوية ويساري متشدد لتولي الرئاسة

Keiko Fujimori, of the Popular Force party, left, and Free Peru party presidential candidate Pedro Castillo
Keiko Fujimori, of the Popular Force party, left, and Free Peru party presidential candidate Pedro Castillo Copyright Martin Mejia/Copyright 2021 The Associated Press. All rights reserved.
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

وبعد أربعة رؤساء في السنوات الثلاث الماضية وإدانة أو فتح تحقيقات تتعلّق بالفساد بشأن سبعة من آخر عشرة رؤساء حكموا البلاد، يتطلع البيروفيون إلى الرئيس المقبل لوضع حد للاضطرابات الأخيرة

اعلان

بدأ البيروفيون الإدلاء بأصواتهم الأحد للاختيار بين مرشحين متناقضين للرئاسة هما اليمينية الشعبوية كيكو فوجيموري واليساري المتشدد بيدرو كاستيو، في بلد يتوق لعودة الحياة إلى طبيعتها بعد سنوات من الاضطرابات السياسية. وسيتعيّن على الرئيس الجديد التعامل مع بلد يعاني من ركود اقتصادي وسجّل فيه أسوأ معدّل للوفيات جراء فيروس كورونا على مستوى العالم مع إعلان البيرو التي تعد 33 مليون نسمة 184 ألف وفاة ناجمة عن الوباء.

وبعد أربعة رؤساء في السنوات الثلاث الماضية وإدانة أو فتح تحقيقات تتعلّق بالفساد بشأن سبعة من آخر عشرة رؤساء حكموا البلاد، يتطلع البيروفيون إلى الرئيس المقبل لوضع حد للاضطرابات الأخيرة. وفتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها أكثر من 11 ألفا في أنحاء البلاد أبوابها عند الساعة 12,00 ت غ فيما يتوقع صدور أولى النتائج بعد الساعة 23,00 الأحد (04,00 ت غ الاثنين).

وفي ذروة العاصفة السياسية التي اجتاحت البلاد في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حكم البيرو ثلاثة رؤساء مختلفين في غضون خمسة أيام فقط. في الوقت نفسه خسر مليونا بيروفي وظائفهم خلال الوباء بينما يعاني ثلث السكان حاليا من الفقر، بحسب الأرقام الرسمية.

وأثار تصدر فوجيموري (46 عاما) وكاستيو (51 عاما) نتائج الجولة الأولى من الانتخابات في نيسان/أبريل الدهشة. وبات بالتالي على الناخبين الاختيار بين برنامجين اقتصاديين وسياسيين متناقضين تماما. أظهر آخر استطلاع للرأي أن كاستيو يتقدم بنقطتين مئويتين، لكن 18 في المئة من الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد في البلد حيث يعد التصويت إلزاميا.

تمثّل فوجيموري ابنة الرئيس السابق ألبيرتو فوجيرموري المسجون حاليا بتهم تتعلّق بالفساد وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، نموذج الاقتصاد النيوليبرالي القائم على خفض الضرائب وتعزيز القطاع الخاص بهدف خلق الوظائف.

أما استاذ المدرسة النقابي كاستيو فتعهّد تأميم القطاعات الحيوية وزيادة الضرائب وإلغاء الاعفاءات الضريبية وزيادة الضوابط الحكومية. وتستمد فوجيموري الدعم من العاصمة ليما بينما تعد المناطق الريفية الداخلية معقل كاستيو. وقالت بائعة فاكهة في تاكابامبا الواقعة في منطقة كاخاماركا حيث يعيش كاستيو تبلغ من العمر 27 عاما وتدعى مارتا هوامان "سئمنا من ذات الحكام، نريد بأن تتغير البيرو".

بدوره أكد الكاهن الإنجيلي فكتور سييزا ريفيرا "هذا حلم بالنسبة إلينا، إنها صحوة، نشعر بسعادة بالغة لكوننا مع كاستيو"، الذي تصلي زوجته ليليا باريديس في كنيسة ريفيرا. وتملأ صور كاستيو، الذي حل في الصدارة في الجولة الأولى من الانتخابات، تاكابامبا وغيرها من قرى كاخاماركا.

- "لا أرغب بالتصويت" -

سعت فوجيموري، المرشحة المفضلة لقطاع الأعمال والطبقة المتوسطة، إلى تصوير خصمها على أنه تهديد شيوعي، مشيرة إلى أن فوزه سيحوّل البيرو إلى بلد أشبه بفنزويلا أو كوريا الشمالية. لفت كاستيو بدوره إلى تاريخ عائلة فوجيموري الملطّخ بفضائح فساد. وتخضع كيكو نفسها إلى تحقيق حاليا بشأن قبولها تمويل غير قانوني لحملتيها الانتخابيتين في 2011 و2016 وقضت بالفعل 16 شهرا في السجن ما قبل المحاكمة.

وأما والدها فيقضي عقوبة بالسجن مدتها 25 عاما. ويرى العديد من البيروفيين أنهم مضطرّون لاختيار "أهون الشرّين" في هذه الانتخابات. وقال سائق شاحنة يعيش في ليما ويدعى جوني سامانييغو (51 عاما) "لا أرغب بالتصويت، لا يستحق أي منهما ذلك، لكن كاستيو مثير للذعر بالنسبة إلي ولذا فسأصوّت لفوجيموري".

من شأن الفائز أن يواجه صعوبة في الحكم نظرا إلى الانقسام داخل الكونغرس حيث حزب كاستيو "بيرو الحرة" هو الأكبر إذ يتفوق بقليل على حزب فوجيموري "القوة الشعبية"، لكنه لا يحظى بغالبية. وقالت خبيرة العلوم السياسية جسيكا سميث لفرانس برس إنه في حال فازت فوجيموري "فلن يكون الأمر سهلا نظرا لانعدام الثقة الذي يثيره اسمها واسم عائلته في قطاعات عديدة.

سيكون عليها المسارعة في تهدئة الأسواق واختلاق طرق لإعادة تنشيطها". أما إذا فاز كاستيو، فسيتعيّن عليه "تحقيق غالبية برلمانية تتيح له تطبيق برنامجه الطموح"، بحسب سميث. لكن المحلل لويس باساراينديكو أكد لفرانس برس بأنه في كلا الحالتين "ستستغرق تهدئة الأوضاع وقتا نظرا إلى الاستقطاب الشديد وأجواء الصراع الاجتماعي". وتم نشر نحو 16 ألف شرطي وجندي لضمان أمن الانتخابات. وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 07,00 (12,00 ت غ) ولمدة 12 ساعة.

وسيشارك نحو 25 مليون شخص في الانتخابات إضافة إلى نحو مليون من البيروفيين المغتربين في 75 بلدا حول العالم. وسيتولى الرئيس الجديد (أو الرئيسة) السلطة في 28 تموز/يوليو، مكان الرئيس المؤقت الوسطي فرانسيسكو ساغاستي.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

فوز مرشح اليسار الراديكالي بيدرو كاستيو في الانتخابات الرئاسية في البيرو

استقالة وزيرة خارجية البيرو إثر فضيحة تلقي مسؤولين لقاح كورونا قبل السكان

شاهد: العثور على جثة أحد المفقودين بعد انهيار أرضي في البيرو